بكين 23 نوفمبر 2015 (شينخوا) ستوفر قمة بين الصين ودول وسط وشرق أوربا فرصة هامة لتعزيز التعاون بين الجانبين وبين الصين وأوروبا بأكملها أيضا.
من المقرر افتتاح اجتماع القادة الرابع بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا الـ16 غدا الثلاثاء فى مدينة سوتشو بشرق الصين، وهى المرة الاولى التي تستضيف فيها الصين هذا الاجتماع.
ومن المقرر ان يحضر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ وقادة من دول وسط وشرق أوروبا الاجتماع الذى يستمر يومين، وهو الأهم فى اطار التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا هذا العام.
أساس للتنمية المستقبلية
وقد ساعدت آلية اجتماع "16+1" التى انطلقت فى 2012 على تعميق علاقات صداقة تقليدية وتعزيز تعاون متبادل النفع وتعزيز العلاقات الصينية الأوروبية.
وفى الأجتماع فى سوتشو من المتوقع ان يناقش لي وقادة دول وسط وشرق أوروبا كيفية تعزيز التنمية المشتركة والتعاون المفيد لجميع الاطراف بشكل أكبر.
ووفقا لوزارة الخارجية الصينية، فإن لي سيحضر اجتماع دائرة مستديرة لآلية "16+1" ومنتدى تجارى واقتصادى.
وسوف تكون قمة العام الحالى وفكرتها "بداية جديدة ومجالات جديدة ورؤية جديدة" مفيدة لعلاقات مستدامة ومتوازنة ومتعمقة بين الصين وأوروبا، كما ستضع اساسا للتنمية المستقبلية.
وحيث انها المرة الاولى التى ستستضيف فيها الصين اجتماع قادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا، فإن "البداية الجديدة" تعنى ان الجانبين سيدخلان مرحلة هامة لتوارث الماضى والدخول فى المستقبل.
ومن المتوقع ان تتبنى الصين ودول وسط وشرق أوروبا اجراءات جديدة وان تعمل على توسيع مجالات جديدة فى تعاونها فى الترابط بينها والاستثمار والتجارة والمالية والزراعة والتبادلات الشعبية وغيرها.
كما سيضعون رؤية جديدة للتنمية خلال الاعوام الخمسة القادمة لتعزيز خطط عالية المستوى لتعاونهما، وسيتم نشر بعض الوثائق الخاصة بالنتائج بعد الاجتماع.
وبفضل الآلية التى تزداد نضجا والمنتديات الناشئة، توسع التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا الى مجالات جديدة وحقق نتائج اكبر.
ومن وجهة نظر وزير الاقتصاد السلوفاكى فازيل هوداك، فإن الاجتماع سيؤدى الى تحسين التفاهم وأيضا اتصالات أفضل بين دول وسط وشرق أوروبا والصين.
الحزام والطريق- فرصة جديدة للتعاون
فى ظل عولمة اقتصادية متزايدة، بدأت التنمية فى الصين تندمج وتتشابك تدريجيا مع بقية العالم، بينما اصبحت التنمية فى العالم مرتبطة بحلم الشعب الصينى من أجل مستقبل أفضل.
والصين باعتبارها أكبر دولة نامية وثانى أكبر اقتصاد فى العالم فإن اى تطور كبير فى تشكيل سياساتها الاجتماعية الاقتصادية سينال بالتأكيد اهتمام العالم.
وتتطلع دول فى انحاء العالم من بينهما دول وسط وشرق أوروبا لتعزيز التعاون مع الصين حتى يكون لها نصيب أكبر من ثمار الاصلاح والتنمية فى هذا العملاق الآسيوى.
ووفقا لوزارة التجارة الصينية فإن حوالى 1000 رجل اعمال من الصين ودول وسط وشرق أوروبا سيشاركون فى المنتدى التجارى والاقتصادى خلال القمة التى من المتوقع ان تتصدرها مبادرة الحزام والطريق التى اقترحتها الصين.
وتهدف المبادرة التى اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ فى 2013 والتى تشمل الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21 لبناء شبكة للتجارة والبنية الاساسية تربط بين آسيا وأوروبا وافريقيا على طول الطرق التجارية القديمة.
وحيث ان ربع الدول على طول هذه الطريق تقع فى وسط وشرق أوروبا، فإن هذه المنطقة يمكن ان تستفيد بالكامل من مزاياها الجغرافية كجسر بين أوروبا وآسيا وان تشارك فى المشروعات ذات الصلة.
وفى يونيو الماضي، وقعت الصين والمجر مذكرة تفاهم حول تعزيز المبادرة، وهى اول وثيقة في هذا الصدد توقعها الصين مع دولة أوروبية.
كما تدرك بولندا امكانات هذه المبادرة.
ويمكن لبولندا أن تصبح مركزا لوجيستيا لمبادرة الحزام والطريق وستخدم أيضا كسفير للعلاقات بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا والاتحاد الاوروبى، وفقا لرئيس بولندا اندرى دودا.
وقال ان المبادرة قد تساهم فى تكثيف التعاون الاقتصادى والتجارة وتدفق السلع والخدمات.
وقال محللون أيضا ان دول وسط وشرق أوروبا ستكون جسرا هاما فى مبادرة الحزام والطريق، فى اشارة الى ان الترابط سيساعد فى تحسين البنية الاساسية والنمو الاقتصادى فى المنطقة.
ووصفت جانسا بلفينك نائبة رئيس المنتدى الجغرافى الاقتصادى وهو مركز ابحاث كرواتي، اطار عمل 16+1 بأنه نموذج جديد للتعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وقالت انه فى ظل هذا النموذج يمكن لكرواتيا استغلال مزاياها الجغرافية للتعاون مع الصين والدول الاخرى فى وسط وشرق أوروبا.