بكين 26 نوفمبر 2015 (شينخوا) سيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم افتتاح مؤتمر المناخ في باريس الذى يعقد فى يومي 29 و30 نوفمبر الجاري، وسيقوم بزيارات رسمية لزيمبابوي وجنوب افريقيا خلال الفترة ما بين 1 و5 ديسمبر القادم وسيرأس أيضا منتدى التعاون الصيني الأفريقي في جوهانسبرج.
وخلال زياراته من المتوقع أن يطرح شي اقتراحات الصين فيما يتعلق بالتغير المناخي خلال مؤتمر باريس والمبادرات الجديدة للصين من أجل تعزيز التعاون الشامل مع افريقيا.
مسؤوليات متباينة في قضية التغير المناخي
وقال نائب وزير الخارجية الصيني ليو تشن مين خلال مؤتمر صحفي امس الأربعاء إن الصين دعت مؤتمر المناخ المرتقب في باريس للتحلي بالواقعية فيما يتعلق باختلاف القدرات والمسؤوليات بين الدول المتقدمة والنامية.
وقال ليو إن الصين تأمل في التزام اجتماع زعماء العالم نهاية الشهر الجاري بالمبادئ المنصوص عليها في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي.
وذكرت وثيقة مقدمة لأمانة الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي في نهاية يونيو الماضي أنه من أجل التصدى للتغير المناخي تعهدت الصين "بمساهمات محددة على المستوى الوطني" لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة من إجمالي الناتج المحلي بنسبة تتراوح بين 60 و65% مقارنة بمستوى عام 2005 بحلول عام 2030.
ووفقا لهذا التعهد يسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق هدفه المتعلق بالوصول الى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 وسيبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك في وقت مبكر.
وأعلنت الصين أيضا إنشاء صندوق تعاون الجنوب- جنوب بقيمة 20 مليار يوان حول التغير المناخي لمساعدة الدول النامية الأخرى.
وتهدف الخطة الخمسية للصين خلال الفترة ما بين عامي 2016 و2020 لطريقة أكثر استدامة وتوازنا للتنمية والسعي لتعزيز الإنتاج الصناعي النظيف والتنمية منخفضة الكربون وترشيد استهلاك الطاقة للحفاظ على النمو المستدام خلال الأعوام الخمسة القادمة.
وقال شي في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء ((رويترز)) في اكتوبر الماضي ان "التغير المناخي تحد عالمي لا يمكن لدولة أن تواجهه بمفردها. وتتحمل الدول المتقدمة والنامية مسؤوليات متباينة تاريخيا فيما يتعلق بالتغير المناخي والاحتياجات والقدرات التنموية المختلفة".
وقال شي ان "الصين مستعدة للقيام بدور بناء والعمل على التوصل لاتفاقية شاملة ومتوازنة وقوية في مؤتمر باريس".
وقال خه جيان كون الخبير الصيني البارز في التغير المناخي ورئيس معمل الطاقة منخفضة الكربون في جامعة تسينغهوا إن الصين ستسعى لتوقيع اتفاقية في مؤتمر باريس للتغير المناخي، في ظل سعيها للجمع بين تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحملة التغير المناخي مع هدف التنمية المستدامة, من أجل تعزيز تحول الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي إلى نموذج للتنمية الخضراء منخفضة الكربون.
توسيع التعاون بين الصين وافريقيا
تشكل الصين والدول الافريقية مجتمعا ذا مصير مشترك وتتشارك الأفراح والأتراح وتواجه نفس المهمة للتنمية.
وتقدر الصين صداقتها التقليدية مع افريقيا، وحرصت على ضخ معنى جديد للعلاقات في ظل ظروف جديدة.
وتم تبني مفهوم "الجدية والنتائج الفعلية والتقارب وحسن النوايا" الذي ورد في كلمة ألقاها شي في تنزانيا في أول جولة افريقية له في مارس 2013 بعد توليه الرئاسة, في التعاون بين الصين وافريقيا.
وخلال زيارة شي لزيمبابوي وجنوب افريقيا من المتوقع أن يتم توقيع سلسلة اتفاقيات اقتصادية وتجارية واستثمارية وثقافية.
ونظرا لأن العام الحالي يوافق الذكرى الخامسة والثلاثين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين الصين وزيمبابوي تتوقع الصين العمل بشكل وثيق مع زيمبابوي من أجل تحويل العلاقات الثنائية إلى نموذج للمساواة والثقة المتبادلة والدعم المتبادل والتعاون ومشاركة النمو والرخاء المشترك.
وتعهدت الصين وجنوب افريقيا وهما عضوان في مجموعة بريكس للاقتصادات الصاعدة بتعزيز شراكة اقتصادية أوثق وأقوى بين دول مجموعة بريكس.
وخلال القمة المرتقبة بين الجانبين ستعلن الصين عن اجراءات جديدة تهدف لتعزيز تعاونها الشامل مع افريقيا, حسبما صرح وزير الخارجية وانغ يي.
وقال وانغ إن الصين ستساعد افريقيا في بناء التصنيع والأمن الغذائي والصحة العامة ونظم الوقاية من الأمراض وهي الأمور التي تحتاجها افريقيا بشدة.
كما من المتوقع أن تشهد القمة مناقشة قضايا حفظ السلام والأمن.
وقال ليو قوي جون وهو مبعوث صيني خاص سابق للشؤون الأفريقية إن الصين وافريقيا المتكاملتين اقتصاديا تمران بلحظة هامة من التحول الاقتصادي.
وأضاف "إذا تمكنت الصين من مساعدة افريقيا في التصنيع وتحديث الزراعة فسوف يحل هذا مشكلات كبيرة لافريقيا".
