كوبنهاجن 26 نوفمبر 2015 (شينخوا) دعا عمدة كوبنهاغن فرانك ينسن يوم الخميس قادة العالم إلى العمل على تباطؤ الاحترار العالمي المثير للقلق، قائلا إن التوصل إلى اتفاق عالمي صار مسألة "الآن أو أبدا".
وصرح عمدة كوبنهاغن خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل زيارته لباريس يوم 3 ديسمبر من أجل المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ لعام 2015 "سوف اغتنم هذه الفرصة لأقول بصوت عال إنه لابد للقادة على المستوى الوطني من تحمل المسؤولية للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن المناخ".
وذكر ينسن "علينا التحرك. فرؤساء الدول لا يمكنهم مواصلة الحديث عن التغييرات المناخية دون فعل شيء . علينا العمل بشكل ملموس لمكافحة تغير المناخ، هذا ما نفعله يوميا كقادة المدن".
-- كوبنهاغن كنموذج
تعد كوبنهاغن أحد المدن الأكثر ملائمة للعيش في العالم. وتستخدم من قبل مجموعة المدن الأربعين القيادية في مجال حماية المناخ ""c40 كمعيار لاظهار كيفيه تحويل المدن إلى مدن أكثر استدامة واخضرارا.
وتذكر ينسن قائلا إنه عندما كان صغيرا، كانت التدفئة في كوبنهاغن تعمل بالوقود في الشتاء والآن، هناك نظم تدفئة مركزية ذات كفاءة في الطاقة تستخدم على نطاق واسع في كوبنهاغن وكذا في أنحاء الدنمارك.
وأطلقت كوبنهاغن برنامجها للحياد الكربوني في عام 2009 بهدف جعلها أول مدينة تحقق الحياد الكربوني التام في العالم بحلول عام 2025. وقال ينسن إن المدينة تمضى حقا على المسار واستطاعت الحد من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 45% في الفترة من 1995 إلى 2014.
وقال العمدة "هذا يجعل كوبنهاغن في مقدمة المدن المتجهة إلى أن تصبح مدينة خضراء ويجعلها أكثر ملائمة للعيش".
وأشار إلى أن العديد من المدن مازالت قلقة بشأن التباطؤ الاقتصادي الحادث نتيجة "التوجه نحو عالم أخضر".
وذكر ينسن "الأمر ليس بالضرورة كهذا". "سأقوم بنقل رسالة في غاية الأهمية إلى رؤساء الدول وقادة العالم مفادها أن بإمكانكم تحقيق هذا التحول في مجتمعنا ليصبح أكثر اخضرارا وأكثر استدامة وفي الوقت نفسه تخلقون الكثير من فرص العمل الجديدة وتنعمون باقتصاد جيد".
وأضاف "عندما استثمرنا في نظامنا الخاص بالتدفئة المركزية، خلق ذلك الكثير من فرص العمل، وهذا عمل جيد قامت به المدينة ومواطنيها".
وذكر العمدة أنه قد تم في الوقت الراهن ربط 98% من جميع المنازل في كوبنهاغن بنظام التدفئة المركزية.
وقال ينسن "هذا يمنح جودة هواء أفضل، ومن خلاله صارت التكلفة التي يتحملها اليوم أهالي كوبنهاغن لتدفئة شققهم أرخص بكثير مما كان عليه الحال قبل 25 عاما".
وأكد أن التوجه إلى عالم أخضر ليس أمرا ممكنا فحسب، وإنما صار أيضا حتميا لأننا لا نستطيع مواصلة مكافحة المناخ. علينا الاعتراف بأننا نعيش بطريقة يمنحنا فيها ثاني أكسيد الكربون وضعا مناخيا سيئا".
وقال ينسن إنه متفائل للغاية إزاء نتائج مؤتمر باريس للمناخ الذي يهدف إلى الوصول إلى اتفاق دولي جديد حول تغير المناخ، قابل للتطبيق بالنسبة للجميع، للحفاظ على الاحترار العالمي دون 2 درجة مئوية.
ولفت إلى أن دولا كبرى مثل الصين والولايات المتحدة ستلعب دورا كبيرا جدا في مفاوضات المناخ.
وذكر ينسن "إذا جاءت الدولتان، الصين والولايات المتحدة، في الصدارة، ستكون هناك إمكانية أمام التوصل إلى اتفاق دولي، لأنهما ستدفعان سائر أنحاء العالم معهما".
-- تقاسم المعرفة بين المدن
وللمرة الأولى في مؤتمر باريس المرتقب بشأن المناخ، تقر الأمم المتحدة بما تقوم به المدن من عمل في مكافحة تغير المناخ.
وقال ينسن إنه يتعين على المدن حول العالم تسريع التعاون لتقاسم المعرفة والتكنولوجيات والحلول من أجل تحقيق مناخ أفضل.
وضرب بمدينتي كوبنهاغن وبكين مثالا على ذلك، لافتا إلى أن بكين تحاول التعلم من كوبنهاغن كيفية إدارتها المتقدمة للمياه النظيفة وكذا نظامها الخاص بالتدفئة المركزية، فيما تختبر كوبنهاغن حافلات كهربائية من الصين في شبكة النقل العام الخاصة بها.
وأضاف ينسن أن كوبنهاغن وبكين شهدتا علاقات أوثق وتكثيف للتعاون منذ أن أصبحتا "مدينتين توأمتين" في عام 2012.
واختتم حديثه قائلاإ ن "الأمر يكمن في كيفية تعلم الدولتين من كل منهما الآخرى. لا ينبغي علينا ابتكار نفس الطريقة في كل مدينة، ولكن يمكننا التعلم من الآخرين من خلال تقاسم الأفكار والرؤى والحلول الملموسة".