هراري 30 نوفمبر 2015 (شينخوا) مع رفرفة الأعلام الوطنية الصينية والزيمبابوية على طول طريق المطار الذي تم تجديده حديثا، ومع تكريس الصحف الرئيسية صفحات عديدة للتحدث عن العلاقات بين الصين وزيمبابوي، فإن الدولة الأفريقية تتحضر بابتهاج لاستقبال الضيف المميز من الدولة الآسيوية.
يسافر الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى هراري غدا الثلاثاء للقيام بأول زيارة دولة له إلى زيمبابوي، والتي كانت استضافت آخر رئيس دولة من الصين في عام 1996، واكتسبت الزيارة أهمية إضافية كون هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وخلال وجود شي في هراري، من المتوقع أن يقوم الجانبان بتوقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون التي تغطي مجالات مثل البنية التحتية والاستثمار والتمويل والثقافة وحماية الحياة البرية.
وفي مقالة نشرتها صحيفة ((ذا هيرالد)) الرئيسية في زيمبابوي قبيل الزيارة، قال شي إنه يتطلع إلى إجراء تبادلات متعمقة لوجهات النظر مع نظيره الزيمبابوي، روبيرت موغابي، ومع الأصدقاء من جميع قطاعات الدولة الأفريقية بهدف تعزيز الصداقة بين البلدين، اللذين يبحثان عن فرص جديدة للتعاون الثنائي في جميع المجالات، التي تعود بالمزيد من الفوائد على الشعبين.
وكتب شي في المقالة، التي كانت بعنوان "دعوا زهرة الصداقة بين الصين وزيمبابوي تتفتح برونق جديد"، قائلا "أنا واثق بأنه في ظل الرعاية المخلصة من الشعبين في الصين وزيمبابوي، فإن زهرة الصداقة الصينية الزيمبابوية سوف تتفتح برونق أكثر إشراقا".
ويتجذر إيمان شي بعمق في الإرادة المشتركة للبلدين، وتفخر الصين وزيمبابوي بالعلاقة الأخوية العريقة التي يعود تاريخها إلى تقديم الأولى مساعدات كبيرة لنضال الأخيرة من أجل التحرر الوطني والحصول على الاستقلال..
وخلال زيارة دولة قام بها موغابي إلى الصين في شهر أغسطس عام 2014، تعهد البلدان أن يكونا نعم الأصدقاء، ونعم الشركاء ونعم الإخوة، بحيث تتعاملان مع بعضهما البعض بشكل متساوي، وتدعمان كل منهما الآخر ، وتواصلان العمل في التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة.
وفي أبريل من هذا العام، عقد شي وموغابي اجتماعا في جاكرتا على هامش قمة قادة آسيا وأفريقيا، وتعهدا ببذل جهود منسقة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى.
وفي مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، قال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ مينغ إن الصين تتوقع أن يقوم البلدان باغتنام الفرصة التي تتيحها زيارة شي لمواصلة تدعيم الصداقة التقليدية والثقة السياسية المتبادلة، ورسم مسار للتنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية ودفع التعاون في مجموعة من المجالات، وترجمة العلاقات الودية بينهما إلى فوائد حقيقية للشعبين.
وتعتبر تلك التوقعات مرددة على نطاق واسع في زيمبابوي، وواصفا الصين بأنها "أفضل صديق" لزيمبابوي على الساحة الدولية، قال موغابي لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت حديثا إن زيارة شي تمثل حدثا هاما في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وأنه سوف يتشاور مع شي حول التعاون الثنائي في مجالات متعددة.
وقال إن هراري تأمل في أن تساعد الصين زيمبابوي في تنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية وأخرى متعلقة بالرعاية الصحية العامة، وذلك لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وقال سيمون كايا مويو، وزير تنسيق السياسات وتعزيز المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في مكتب الرئيس لوكالة ((شينخوا)) إن زيارة الدولة المرتقبة للرئيس الصيني إلى زيمبابوي تعد ذات أهمية تاريخية وتجعل الشعب الزيمبابوي "يشعر بالفخر".
وأضاف أن الصين قد قدمت اسهامات مهمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لزيمبابوي، وبفضل الاستثمارات الصينية الضخمة، تكون هناك الآن الكثير من المشاريع في البلاد تحت الإنشاء، وفقا لقوله.
ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد استقلال زيمبابوي مباشرة، شهدت العلاقات الثنائية نموا مطردا ومثمرا. وأضحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لزيمبابوي وأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي. ووصل حجم التجارة البينية إلى 1.24 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 12.7 بالمئة على أساس سنوي.
والأهم من ذلك، إن الصداقة العميقة والتعاون المثمر بين البلدين يحظيان بكل التقدير والاعتراف من قبل التيار العريض للمجتمع الزبمبابوي مع تأييد عام صلب بفضل تقاسم ثماره الغنية من قبل المزيد والمزيد من الزيمبابويين.
وقال مواطن من هراري عرف نفسه باسم إيدي لوكالة ((شينخوا)) يوم الأحد إنه يتعاون مع شركاء صينيين في خدمات المياه المعبأة وأنه يفضل العمل مع الصينيين لأنه على عكس الغربيين يتمتعون بالنزاهة في إدارتهم للأعمال مع الزيمبابويين.
وأعرب الرجل عن أمله في تحسن الأمور أكثر بعد زيارة شي، مشيرا إلى أن الصين قدمت بالفعل دعما هائلا للتنمية في بلاده.
وقال ضاحكا من قلبه" يبدو أن الدولة كلها تعرف بزيارة الرئيس شي".
وانعكس اهتمام كافة فئات المجتمع بالزيارة في التغطية الكثيفة للصحف الرئيسية للزيارة المقبلة. وبالإضافة الى مقالة شي، نشرت صحيفة ((ذا هيرالد)) المحلية الرئيسية تغطية موسعة للتفاعلات الثنائية.
ولم تكتف صحيفة ((ذا صنداي ميل))، شقيقة ((ذا هيرالد))، بنشر مقالة شي فحسب، بل خصصت افتتاحيتها بالصحفة الرئيسية وصفحتين كاملتين أيضا للزيارة المرتقبة.
وفي تغيير مناسب لأسلوبها، غيرت ((صنداي ميل)) عنوان مقالة شي إلى "من الصين مع الحب". وعونت صفحتها الثانية بـ" العم شي يلف المدينة".
وقال مباسا ساسا، المحرر بصحيفة ((صنداي ميل) لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة أجرتها معه الأحد أن صحيفته تقدم " تغطية كاملة" لزيارة شي وخصصت 5 صحفيين لمتابعة الزيارة. وقد خصصت ((ذا هيرالد)) وكافة مطبوعاتها الشقيقة داخل شركة جرائد زيمبابوي المحدودة صحفيين لنفس الهدف.
وأعرب عن أمله في أن تفضي زيارة شي الى تدعيم وتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الثنائية القائمة وتوقيع اتفاقيات تعاونية جديدة وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية بين البلدين.
وتوقع على وجه خاص أن تستفيد الدولتان تماما من هذه الجولة رفيعة المستوى من الاتصالات فضلا عن ضخ حيوية جديدة لتنفيذ الاتفاقيات الثنائية لتحقيق المزيد من المنافع الملموسة لشعب زيمبابوي.
وقال اوبيرت مبوفو، وزير تخطيط الاقتصاد الكلي والترويج الاستثماري لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة حديثة أجرتها معه، إن زيمبابوي وضعت سلسلة من الاجراءات خلال الأشهر القليلة الماضية لتحسين المناخ الاستثماري بها وتأمل من الشركات الصينية أن تستثمر في قطاع الطاقة الذي يشكل أولوية بالنسبة لها.
وقال الوزير إن " الرئيس الصيني سيصنع فرقا في علاقتنا التجارية مع الصين بطريقة مستدامة، بطريقة ستجذب المزيد من المستثمرين إلى زيمبابوي" وتابع قائلا " إننا ننتظر وصوله على أحر من جمر".