(أهم الموضوعات الدولية) خبراء صينيون: العقوبات الروسية ستترك أثرا كبيرا على تركيا والتضامن في مكافحة الإرهاب خيار حكيم

13:49:44 30-11-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم ثريا لوه

بكين 30 نوفمبر 2015 (شينخوا) وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت مرسوما يفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بعد إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية بالقرب من الحدود السورية-التركية، ورأى المحللون الصينيون أن العقوبات هى من الاجراءات الانتقامية المتوقعة التى تتخذها روسيا، وسيتأثر بها الجانبان غير أن الأثر على تركيا سيكون أكبر. وقد تشهد الميادين صراعات معقدة في المنطقة مع تعقد العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أثر تداعيات إسقاط الطائرة، لكنهم أكدوا على أن التضامن في مكافحة الإرهاب هو الخيار الحكيم في الوقت الراهن.

-- تأثيرات مباشرة على تركيا

وقال دونغ مان يوان، الخبير الصيني في الشؤون التركية، إن التوتر بين روسيا وتركيا سيستمر، وقد تستخدم روسيا كل ما في وسعها من الوسائل المضادة غير الحرب والمجابهة العسكرية "للانتقام" في المرحلة القادمة، وهو ما سيؤثر على تركيا بشكل كبير، ويجعل طريقها نحو تحقيق طموحاتها لأن تصبح لاعبا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، أكثر وعورة.

وشرح الخبير أن تركيا تواجه ثلاثة تحديات بعد إسقاط الطائرة الروسية: أولها، الضغوط الكبيرة على الاقتصاد. إذ ستلحق العقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا أضرارا كبيرة باقتصادها. والأهم هو أنه إذا أوقفت روسيا إمداداتها من الغاز لتركيا مثلما فعلت مع أوكرانيا، سيصبح هذا الشتاء موسما قاسيا لتركيا التي تستورد معظم استهلاكها من الغاز الطبيعي من روسيا.

كما عبر الخبير عن إعتقاده بأن تواجه تركيا تحديات لأمنها القومي وقد تتهدد مكانتها الجيوسياسية في المنطقة. وقال إنه من المرجح أن تعزز روسيا دعمها للأكراد في شمالي سوريا ما قد يحفز حركة الاستقلال الكردية في جنوب شرقي تركيا بقيادة حزب العمال الكردستاني، و"هذا سيشكل إحتواء استراتيجيا طويل الأمد لتركيا"، بحسب قوله. فضلا عن ذلك، قد يتسبب تدهور علاقاتها مع روسيا، اللاعب المهم في القضايا الدولية، يتسبب في تقليص مجال الحركة أمام تركيا في الشرق الأوسط ، مما يؤثر على مكانتها الجيوسياسية.

كما أشار الخبير إلى احتمال تراجع شعبية أردوغان على الساحتين المحلية والدولية مما يشكل تحديا لحكومته. وأفادت تقارير إعلامية بأن تركيا دعمت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا لجني المكاسب من وراء القتال بين الأكراد وداعش، بيد أن الجانب التركي نفى هذه التقارير.

وألهمت روسيا بعد حادث إسقاط الطائرة بأن نجل أردوغان متورط في تجارة النفط مع داعش، وتركيا هي الممول الكبير للمجموعة الإرهابية. وقد عززت هذه التقارير شكوك المجتمع الدولي في دور تركيا في مكافحة الإرهاب، ومال الرأى العام الى الجانب الروسي في ظل تصعيد داعش هجماته الإرهابية في أنحاء العالم.

-- التأثير على قضية مكافحة الارهاب... التضامن هو الخيار الحكيم

ورأى المحللون الصينيون أن حادث "إسقاط الطائرة" زاد عوامل عدم اليقين على جبهة مكافحة الإرهاب الدولية، وقد تشهد الميادين صراعات معقدة في المنطقة مع تعقد العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المرحلة القادمة. ويمثل التضامن في مكافحة الإرهاب فرصة جيدة لكل الأطراف، لكن خيارات الدول المعنية قد تصب في مصلحة تقوية هذا التضامن أو العكس.

وقال ين قانغ، الباحث في معهد الشؤون الإفريقية بأكاديمية العلوم الصينية، إن" الحقائق الجارية أظهرت أن حادث "اسقاط الطائرة" وما تبعه ليس بالأمر الهين، بل عكس حدة الخلافات بين روسيا وتركيا فيما يتعلق بضرب داعش وحل الأزمة السورية. وتتوجس تركيا الداعمة للمعارضة السورية من تقوية شوكة الأكراد في سوريا، وتواجه ضغوطا كبيرة في ظل اتجاه التضامن الدولي لمكافحة الإرهاب، حيث قد تنبذ الدول الكبري خلافاتها بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لتركز على ضرب الإرهاب بشكل مشترك.

وقال تيان ون لين، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، إنه" قبل ذلك، كان المجتمع الدولي يتوافق تدريجيا على ضرب داعش وخاصة بعد الهجمات الإرهابية في باريس، فارتفعت أصوات مكافحة الإرهاب في بعض الدول وتعززت رغبتها في تنسيق المواقف مع روسيا بشأن مكافحة الإرهاب. لكن الآن يتضرر المناخ الإيجابي لتشكيل التضامن لمكافحة الأرهاب، إذ يتعين على بعض الدول أن تتخذ قراره ا لدعم روسيا أم تركيا أولا.

وفي هذا الصدد، قلل تشو وي ليه، الرئيس الفخري لمعهد الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية بشانغهاى، من تأثر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب أثر الحادث، قائلا إن النزاعات بين روسيا وتركيا ستستمر على المدى القصير، ولكن الحدث لن يتصاعد ليخرج عن السيطرة على المدى الطويل، لذلك ستكون تأثيراته على الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب محدودة.

وأشار الخبير الى أن مجلس الأمن الدولي وافق من ناحية على قرار لمكافحة الإرهاب ضد داعش، ومن المتوقع أن تكون تفاصيل تطبيق القرار من محاور المحادثات بين قادة الدول الكبرى. وفي خضم محاولات الدول العالمية لتشكيل "تحالف لمواجهة الإرهاب"، يعد التضامن وليس الانقسام هو الخيار الحكيم.

وأضاف إنه من ناحية أخرى، وقعت روسيا والولايات المتحدة سابقا مذكرة بشأن التحليق الآمن فوق الأجواء السورية لضمان تجنب الاحتكاك المحتمل بين طائرات البلدين. وبالمقارنة مع العلاقات الروسية -الأمريكية، تعد العلاقات بين تركيا وروسيا أبسط، ومن غير المستبعد أن يتوصل الجانبان الروسي والتركي إلى تفاهم أو اتفاق في المستقبل. وبهذا المعنى يكون حادث إسقاط الطائرة قد أتاح فرصة إلى حد ما لروسيا وتركيا لحل المشكلات العالقة بينهما.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

(أهم الموضوعات الدولية) خبراء صينيون: العقوبات الروسية ستترك أثرا كبيرا على تركيا والتضامن في مكافحة الإرهاب خيار حكيم

新华社 | 2015-11-30 13:49:44

بقلم ثريا لوه

بكين 30 نوفمبر 2015 (شينخوا) وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت مرسوما يفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بعد إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية بالقرب من الحدود السورية-التركية، ورأى المحللون الصينيون أن العقوبات هى من الاجراءات الانتقامية المتوقعة التى تتخذها روسيا، وسيتأثر بها الجانبان غير أن الأثر على تركيا سيكون أكبر. وقد تشهد الميادين صراعات معقدة في المنطقة مع تعقد العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أثر تداعيات إسقاط الطائرة، لكنهم أكدوا على أن التضامن في مكافحة الإرهاب هو الخيار الحكيم في الوقت الراهن.

-- تأثيرات مباشرة على تركيا

وقال دونغ مان يوان، الخبير الصيني في الشؤون التركية، إن التوتر بين روسيا وتركيا سيستمر، وقد تستخدم روسيا كل ما في وسعها من الوسائل المضادة غير الحرب والمجابهة العسكرية "للانتقام" في المرحلة القادمة، وهو ما سيؤثر على تركيا بشكل كبير، ويجعل طريقها نحو تحقيق طموحاتها لأن تصبح لاعبا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، أكثر وعورة.

وشرح الخبير أن تركيا تواجه ثلاثة تحديات بعد إسقاط الطائرة الروسية: أولها، الضغوط الكبيرة على الاقتصاد. إذ ستلحق العقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا أضرارا كبيرة باقتصادها. والأهم هو أنه إذا أوقفت روسيا إمداداتها من الغاز لتركيا مثلما فعلت مع أوكرانيا، سيصبح هذا الشتاء موسما قاسيا لتركيا التي تستورد معظم استهلاكها من الغاز الطبيعي من روسيا.

كما عبر الخبير عن إعتقاده بأن تواجه تركيا تحديات لأمنها القومي وقد تتهدد مكانتها الجيوسياسية في المنطقة. وقال إنه من المرجح أن تعزز روسيا دعمها للأكراد في شمالي سوريا ما قد يحفز حركة الاستقلال الكردية في جنوب شرقي تركيا بقيادة حزب العمال الكردستاني، و"هذا سيشكل إحتواء استراتيجيا طويل الأمد لتركيا"، بحسب قوله. فضلا عن ذلك، قد يتسبب تدهور علاقاتها مع روسيا، اللاعب المهم في القضايا الدولية، يتسبب في تقليص مجال الحركة أمام تركيا في الشرق الأوسط ، مما يؤثر على مكانتها الجيوسياسية.

كما أشار الخبير إلى احتمال تراجع شعبية أردوغان على الساحتين المحلية والدولية مما يشكل تحديا لحكومته. وأفادت تقارير إعلامية بأن تركيا دعمت تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا لجني المكاسب من وراء القتال بين الأكراد وداعش، بيد أن الجانب التركي نفى هذه التقارير.

وألهمت روسيا بعد حادث إسقاط الطائرة بأن نجل أردوغان متورط في تجارة النفط مع داعش، وتركيا هي الممول الكبير للمجموعة الإرهابية. وقد عززت هذه التقارير شكوك المجتمع الدولي في دور تركيا في مكافحة الإرهاب، ومال الرأى العام الى الجانب الروسي في ظل تصعيد داعش هجماته الإرهابية في أنحاء العالم.

-- التأثير على قضية مكافحة الارهاب... التضامن هو الخيار الحكيم

ورأى المحللون الصينيون أن حادث "إسقاط الطائرة" زاد عوامل عدم اليقين على جبهة مكافحة الإرهاب الدولية، وقد تشهد الميادين صراعات معقدة في المنطقة مع تعقد العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في المرحلة القادمة. ويمثل التضامن في مكافحة الإرهاب فرصة جيدة لكل الأطراف، لكن خيارات الدول المعنية قد تصب في مصلحة تقوية هذا التضامن أو العكس.

وقال ين قانغ، الباحث في معهد الشؤون الإفريقية بأكاديمية العلوم الصينية، إن" الحقائق الجارية أظهرت أن حادث "اسقاط الطائرة" وما تبعه ليس بالأمر الهين، بل عكس حدة الخلافات بين روسيا وتركيا فيما يتعلق بضرب داعش وحل الأزمة السورية. وتتوجس تركيا الداعمة للمعارضة السورية من تقوية شوكة الأكراد في سوريا، وتواجه ضغوطا كبيرة في ظل اتجاه التضامن الدولي لمكافحة الإرهاب، حيث قد تنبذ الدول الكبري خلافاتها بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لتركز على ضرب الإرهاب بشكل مشترك.

وقال تيان ون لين، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، إنه" قبل ذلك، كان المجتمع الدولي يتوافق تدريجيا على ضرب داعش وخاصة بعد الهجمات الإرهابية في باريس، فارتفعت أصوات مكافحة الإرهاب في بعض الدول وتعززت رغبتها في تنسيق المواقف مع روسيا بشأن مكافحة الإرهاب. لكن الآن يتضرر المناخ الإيجابي لتشكيل التضامن لمكافحة الأرهاب، إذ يتعين على بعض الدول أن تتخذ قراره ا لدعم روسيا أم تركيا أولا.

وفي هذا الصدد، قلل تشو وي ليه، الرئيس الفخري لمعهد الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية بشانغهاى، من تأثر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب أثر الحادث، قائلا إن النزاعات بين روسيا وتركيا ستستمر على المدى القصير، ولكن الحدث لن يتصاعد ليخرج عن السيطرة على المدى الطويل، لذلك ستكون تأثيراته على الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب محدودة.

وأشار الخبير الى أن مجلس الأمن الدولي وافق من ناحية على قرار لمكافحة الإرهاب ضد داعش، ومن المتوقع أن تكون تفاصيل تطبيق القرار من محاور المحادثات بين قادة الدول الكبرى. وفي خضم محاولات الدول العالمية لتشكيل "تحالف لمواجهة الإرهاب"، يعد التضامن وليس الانقسام هو الخيار الحكيم.

وأضاف إنه من ناحية أخرى، وقعت روسيا والولايات المتحدة سابقا مذكرة بشأن التحليق الآمن فوق الأجواء السورية لضمان تجنب الاحتكاك المحتمل بين طائرات البلدين. وبالمقارنة مع العلاقات الروسية -الأمريكية، تعد العلاقات بين تركيا وروسيا أبسط، ومن غير المستبعد أن يتوصل الجانبان الروسي والتركي إلى تفاهم أو اتفاق في المستقبل. وبهذا المعنى يكون حادث إسقاط الطائرة قد أتاح فرصة إلى حد ما لروسيا وتركيا لحل المشكلات العالقة بينهما.

الصور

010020070790000000000000011101441348690351