الدوحة أول ديسمبر 2015 (شينخوا) أكدت قطر اليوم (الثلاثاء) أن حملات التشكيك الخارجية في استضافتها لمونديال 2022 "مغرضة" و "ستبوء بالفشل"، وذلك في أعقاب تقرير لمنظمة العفو الدولية اتهمت فيه الدولة الخليجية باستمرار "استغلال العمال".
وقال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، المسئولة عن المونديال، حسن الذوادي اليوم "إن الحملات الخارجية التي تهدف إلى التشكيك في استضافة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم ستبوء جميعها بالفشل"، مؤكدا أن بلاده تسير في الاتجاه الصحيح نحو استضافة مذهلة للبطولة العالمية.
وأضاف الذوادي، في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة اليوم في ذكرى مرور خمس سنوات على الفوز بشرف استضافة كأس العام 2022 لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية ومنطقة غرب آسيا، "كافة الأمور تسير على النحو الذي تم التخطيط له، نحن لا نلتفت إلى حملات التشكيك المغرضة، ونسير في طريقنا وفق ما خططنا له" .
وتوقع المسئول القطري استمرار حملات التشكيك كلما اقترب موعد البطولة وذلك بالنظر إلى الانتقادات وحملات التشكيك التي صاحبت نسختي 2010 في جنوب إفريقيا و2014 في البرازيل والتي استمرت حتى اللحظات الأخيرة قبل بدء المنافسات، على حد قوله.
وفيما يخص موضوع العمال الذي يثار من وقت لآخر في الصحافة الأجنبية، أشار المسئول القطري إلى أن اللجنة العليا على تواصل دائم مع الجهات الدولية المختلفة والمنظمات الخاصة بالعمال وتقوم بتوضيح كافة الأمور المتعلقة بالعمال باستمرار، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة بلاده ووزارة العمل في هذا الشأن.
وأكد أن وزارة العمل "تقوم بخطوات إيجابية على الأرض وتفعل كل ما من شأنه أن يدحض الأكاذيب التي يطلقها البعض في الصحافة الأجنبية".
ونفى الذوادي أي تأثر لمشاريع كأس العالم بعد هبوط أسعار النفط ، مضيفا في هذا الصدد " أعددنا الخطط .. ونحن قادرون على التعامل مع أية مستجدات قد تطرأ علينا بين الحين والآخر".
وانتقدت منظمة العفو الدولية "أمنستي" اليوم قطر في تقرير صدر قبل الذكرى السنوية لفوز الدولية الخليجية بحق استضافة مونديال 2022، مشيرة إلى أن "استغلال العمال ما يزال متفشيا" في البلاد رغم إدخال بعض الإصلاحات.
وقالت المنظمة في التقرير إن قطر "لم تقم بأي إجراءات فعالة لإنهاء ظاهرة الاستغلال المزمن للعمالة الوافدة منذ خمس سنوات أي منذ اختيارها لاستضافة مباريات كأس العالم لعام 2022".
وأضافت إن نظام "الكفالة" في قطر يضع العمال الأجانب، الذين يمثلون 94 بالمائة من قوة العمل في قطر، تحت رحمة أرباب عملهم"، معتبرة أن " هذه الانتهاكات تجلب العار لقطر وللاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ".
من جهته، قال الفيفا في بيان له اليوم ردا على تقرير "أمنستي" إنه على دراية تامة بالوضع المتعلق بمعايير العمل في قطر والفرصة المتاحة أمام فيفا مع شركاء آخرين، لتحسين ظروف العمل في هذه الدولة، مضيفا "إننا على قناعة بأن الحدث الفريد والاهتمام بكأس العالم في أرجاء المعمورة يمثل حافزا قويا لإحداث تغيير جوهري".
وأشار البيان إلى أنه منذ عام 2011 أجرى كبار خبراء ومسئولي الفيفا الإداريين لقاءات مع ممثلين عن أعلى السلطات في قطر ومع جهات معنية مهمة أخرى، بينها منظمة العفو الدولية والإتحاد الدولي لنقابات العمال، لمناقشة أفضل السبل للمضي قدما من أجل تطبيق متسق ومستدام لظروف عمل عادلة في مشاريع كأس العالم بأسرع شكل ممكن.
وخلص الفيفا إلى أن إطلاق اللجنة العليا لمعايير رعاية العمال التي تلبي الأنظمة الدولية لظروف العمل والسكن والأجور يمثل خطوة مشجعة، مؤكدا أنه سيستمر في العمل بشكل وثيق مع اللجنة العليا لضمان التزام كافة المقاولين بالمعايير طوال عملية البناء الخاصة بكل مواقع كأس العالم كما سيستمر بحث الجهات المعنية في قطر على ضمان توسيع مثل هذه المعايير في أرجاء البلاد وعدم حصر تطبيقها بالبنية التحتية الخاصة بالبطولة.
وكانت قطر فازت بشرف استضافة المونديال في 2 ديسمبر العام 2010، بعد منافسة مع استراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان.
ويبلغ تعداد العمال الأجانب في قطر نحو 1.8 مليون، يعمل كثير منهم في مشاريع البناء التي أطلقت بعد فوز الدولة الخليجية بتنظيم المونديال، وسيزداد عددهم إلى مليونين خلال العامين المقبلين طبقا لتوقعات "أمنستي".