بريتوريا 2 ديسمبر 2015 (شينخوا) وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بريتوريا يوم الأربعاء في ثاني زيارة يقوم بها "لدولة قوس قزح" منذ أن أصبح رئيسا للصين.

وإلى جانب اجتماعه مع قادة جنوب إفريقيا فى جهد يرمي إلى تعزيز العلاقات الثنائية، سوف يترأس شي مع نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما قمة للتعاون الصيني-الإفريقي فى جوهانسبرج.

وأقام الجانب الجنوب أفريقي للرئيس شي مراسم استقبال ضخمة يوم الأربعاء تم خلالها إطلاق 21 طلقة تحية واستعراض الرئيسين لحرس الشرف أمام مبانى الاتحاد المهيبة التي تقع بها مكاتب الرئاسة.

وخلال المحادثات التي جرت بينهما عقب مراسم الاستقبال، بحث شي وزوما سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين هذين الاقتصادين الناشئين واتفقا على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد عبر التطبيق الكامل لخطة التعاون الإستراتيجية التي تمتد من 5 إلى 10 سنوات بين البلدين.

وقال شي إنه "بفضل الجهود المشتركة للبلدين، تشهد الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وجنوب أفريقيا قوة دفع جيدة مع تعزيز الثقة السياسية وإجراء مزيد من التعاون البراغماتي في شتي المجالات، الأمر الذي يعود بفوائد ملموسة على الشعبين".

-- تعزيز الشراكة

وذكر شي أنه ينبغي على الصين وجنوب إفريقيا تعزيز الشراكة في مختلف النواحي، داعيا البلدين إلى أن يكونا شريكين إستراتيجيين متطلعين للمستقبل ويتمتعان بثقة متبادلة قوية، وشريكين في التنمية يسعيان إلى تحقيق المساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون القائم على الكسب المتكافئ، وشريكين وديين يفهمان ويتعلمان من بعضهما بعضا، وشريكين عالميين يدعمان وينسقان مع بعضهما بعضا بشكل وثيق.

وفي معرض اشادته بالتعاون الثنائي المطرد بين البلدين، رحب زوما بقدوم مزيد من الاستثمارات من الصين وأعرب عن أمله في أن يتمكن الجانبان من تحقيق تعاون أكثر إثمارا في مجالات مثل التجارة، والتكنولوجيا، والطاقة، والمنتجات البحرية، والطيران التجاري، والتمويل.

وقال زوما إن جنوب إفريقيا تشجع على التبادلات الشعبية وستعزز التنسيق والتعاون مع الصين داخل إطار آليات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة الـ20 وفي قضايا عالمية كبرى مثل تغير المناخ.

وأعرب زوما أيضا عن دعمه لاستضافة الصين لقمة مجموعة الـ20 التي ستعقد في مدينة هانغتشو بشرق الصين يومي 4 و5 سبتمبر من العام المقبل.

وفي أعقاب محادثاتهما، شهد شي وزوما أيضا توقيع وثائق تعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا.

-- قوس قزح الصداقة

في مقال بعنوان "قوس قزح الصداقة" نشر في جريدة ((ستار)) بجنوب إفريقا قبل زيارته، قال شي إن رغم البعد الجغرافي الذي يفصل بينهما، إلا أن الشعبين الصيني والجنوب أفريقي يتمتعان بصداقة صارت متزايدة الصلابة مع مرور الزمن.

وكتب شي يقول إن العلاقات بين الصين وجنوب إفريقيا تجاوزت المدى الثنائي وأكتسبت أهمية إستراتيجية متزايدة وتأثيرا عالميا، لافتا إلى أن البلدين مستعدان للعمل معا واغتنام الفرص وقوة الدفع للارتقاء بشراكتهما الإستراتيجية الشاملة إلى آفاق جديدة تخدم شعبيهما بشكل أفضل.

واشادت وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا بزيارة شي وقالت إن إفريقيا مستعدة للتعلم من النمط الصيني للتنمية.

وذكرت صحيفة ((بريتوريا نيوز)) أن "بعض الدروس الرئيسية التي يمكن تعلمها من الصين تكمن في كيفية تنفيذ نمط اقتصادي مفصل خصيصا ويحمل خصائص البلاد"، نظرا للتحديات التنموية الفريدة التي تواجهها إفريقيا.

-- العيون على إفريقيا

بعد زيارته لبريتوريا، سيغادر الرئيس شي متوجها إلى جوهانسبرج لحضور قمة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي ستعقد تحت موضوع "إفريقيا والصين تتقدمان معا: تعاون يقوم على الكسب المتكافئ من أجل التنمية المشتركة".

وقال شي لزوما إن الصين ستسهل الجهود التي تبذلها جنوب إفريقيا لقيادة التعاون الصيني-الإفريقي فى مجال القدرة الإنتاجية وتعزيز التصنيع فى إفريقيا، وستشجع على تقديم مزيد من التمويل لجنوب إفريقيا، وستدعم البدء مبكرا في إنشاء مركز إقليمي إفريقي لبنك التنمية الجديد لدول مجموعة بريكس.

وأضاف شي أن البلدين سيرسمان معا مسار التعاون فى غضون السنوات الثلاث المقبلة بهدف تسريع عملية التصنيع في إفريقيا ومساعدة إفريقيا على تحقيق التنمية المستدامة.

ومن المتوقع أن تعتمد قمة جوهانسبرج التي تستمر يومين وتبدأ يوم الجمعة، بيانا وخطة عمل تحدد الإجراءات الرامية إلى تعزيز العلاقات الصينية-الإفريقية.

وقال مايك دانش، محاضر العلاقات الدولية بجامعة يتواترسراند في جوهانسبرج، إن انشاء الصين لآليات تمويل جديدة مثل البنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية وبنك التنمية الجديد "يعد دليلا واضحا على أن الصين تريد المساعدة في الحد من الفقر في إفريقيا".

وأضاف دانش إنه من خلال قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي، من المتوقع أن ترسل الصين رسالة قوية للعالم بأسره مفادها أن الصين وإفريقيا تعملان معا من أجل تحقيق تعاون قائم الكسب المتكافئ وجلب آفاق جديدة للتنمية من أجل شعبي الصين وإفريقيا.

وقال شي فى مقاله الموقع إنه مع مرور السنين، أصبح منتدى التعاون الصيني -الإفريقي منصة هامة للحوار الجماعي بين الصين وإفريقيا وآلية فعالة لتحقيق تعاون عملي أوثق. وقد ساهم بشكل كبير في تعزيز التنمية المشترك للصين وإفريقيا وجلب منافع حقيقية للشعبين الصيني والإفريقي على حد سواء.