الجزائر 6 ديسمبر 2015 (شينخوا) رأى خبيران جزائريان أن العلاقات بين الصين وإفريقيا إلى تعاظم أكبر بعد اقتراح الرئيس شي جين بينغ، في افتتاح منتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي الصيني (فوكاك) في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا أن ترتقي بلاده وإفريقيا بعلاقاتهما إلى شراكة تعاون إستراتيجية شاملة.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الجزائر مصباح مناس، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "صعود الصين كقوة اقتصادية أدى إلى اهتمامها أكثر بالقارة الإفريقية في وقت تشتد فيه المنافسة المحمومة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء هذا التطور فيما يتعلق بالتعاون مع إفريقيا كرد فعل على تخصيص أمريكا 30 مليار دولار في تعاونها مع إفريقيا ردت عليه الصين بـ 60 مليار دولار تمويلات على المخصصات الأمريكية".
وأكد أن خطاب الرئيس الصيني يبرز أن "الصين حريصة على مد جسور التعاون مع إفريقيا من خلال مبادرات ملموسة".
واعتبر أن "الاهتمام الصيني الأكبر في الوقت الحالي هو الاهتمام الاقتصادي وإرساء علاقات فيها الكثير من الثقة والتعاون".
وأبرز أن "الصين هي دولة ليس لها تاريخ استعماري وهذا يشفع لها في إفريقيا ويسمح لها ببناء علاقات إستراتيجية بكل الأبعاد والاهتمام الآن هو الأسواق وإفريقيا هي القارة العذراء الوحيدة، وهذا ما يؤهل الصين إلى إرساء شراكة رابحة".
وأكد مصباح أن "العلاقات بين الصين وإفريقيا إلى تعاظم أكبر وليس إلى تراجع، وهذا على حساب القوى الاستعمارية التقليدية مثل فرنسا".
وقال"العلاقات الصينية الإفريقية ستتعاظم بكل أبعادها خاصة منها الاقتصادية على حساب النفوذ الفرنسي، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون في نفس مستوى الدور والنفوذ الصيني في إفريقيا".
وأعلن الرئيس شي جين بينغ، في خطاب في افتتاح قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون بين الصين وافريقيا الجمعة أن الصين سوف تقدم 10 برامج كبرى لتعزيز التعاون مع إفريقيا في الأعوام الثلاثة القادمة وأنها سوف تقدم في الوقت نفسه 60 مليار دولار لضمان تنفيذ هذه المبادرات بسلاسة.
كما اقترح الرئيس شي ان ترفع الصين وافريقيا علاقاتهما إلى شراكة تعاون استراتيجية شاملة مع ضم الجهود لفتح عصر جديد من التعاون المربح للجانبين والتنمية المشتركة.
واعتبر الخبير الجزائري في التسيير الاستراتيجي الدولي عبد الرحمان مبتول، خطاب الرئيس الصيني بأنه "يعبر عن إرادة الصين في تعزيز علاقاتها مع إفريقيا إلى مستوى رفيع بالرغم من انخفاض نسبة النمو في الصين والتي أثرت على استثماراتها في إفريقيا".
وقال مبتول إنه "وحسب المعطيات التي بحوزتي فإن الاستثمارات الصينية في إفريقيا انخفضت بنسبة 40 في المائة بين 2014-2015، ولكن الصين على علم بالدور الذي ستعلبه إفريقيا في المجال الاقتصادي حتى 2040 حيث سيشهد المحور الأفرو-آسيوي ازدهاره وهي المرحلة التي تحضر الصين نفسها لها".
وأضاف أنه "علاوة على الجانب الاقتصادي فإن الصين تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة لأن تاريخها غير الاستعماري يجعل منها إحدى القوى الاقتصادية العالمية التي تتفاوض في الأعمال بدون أي عقدة مع قادة القارة الإفريقية".
والواقع أنه في "الوضع الدولي الحالي لا يمكن للصين وحدها اللعب في إفريقيا فهناك محاور أخرى مثل الولايات المتحدة-إفريقيا واليابان-إفريقيا وتركيا-إفريقيا والهند-إفريقيا ولكن نقطة قوة الصين أنها مقبولة من إفريقيا بحكم تاريخها غير الاستعماري"، حسب مبتول.
وتابع أن "المنافسة قوية حول إفريقيا في السنوات المقبلة إلا أن المفاوضين الصينيين لهم سمعة جيدة كرجال أعمال ناجحين".
واكد مبتول أن "الجزائر تدعو إلى شراكة متوازنة بين الصين والجزائر بدل تعاون فقط في مجال المبادلات التجارية والبنية التحتية، ورغبة الجزائر هي الذهاب أكثر إلى الشراكة الثنائية في مجال الاستثمار".
وفي 17 أكتوبر الماضي صرح رئيس المجلس الصيني لتطوير التعاون جنوب جنوب لو كسين هوا في الجزائر بأن بلاده مستعدة لتمويل مشاريع صناعية وهيكلية في عدة دول تسير في طريق النمو منها الجزائر.
وقد اعتبر رئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال الذي مثل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قمة الصين إفريقيا أن "منتدى التعاون الصيني-الإفريقي قد بلغ مرحلة النضج، يمكننا القول بأن 15 عاما من الشراكة المهيكلة حققت إلى حد كبير النتائج المرجوة، لقد تضاعف حجم المبادلات التجارية بعشرين مرة منذ سنة 2000 وأصبح التعاون العلمي والتقني والثقافي حقيقة ملموسة كما أن تواجد المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة والصينيين في منطقتينا قد بلغ أوجه".
وهو ما يعني، حسب سلال، أن "إفريقيا والصين بصدد تجسيد تطلع قديم قدم الصداقة التي تربط منطقتينا ألا وهو تقريب الشعبين الإفريقي والصيني".