بقلم/ عماد الأزرق

القاهرة 7 ديسمبر 2015 (شينخوا) أكد السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد السابق للاتحاد الأفريقي، رئيس الجمعية الأفريقية، أن إعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ رفع العلاقة مع أفريقيا للمستوى الاستراتيجي الشامل يضع مسئوليات كبيرة على الطرفين.

وقال حجاج في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) هذه هي أول مرة يقوم فيها الرئيس الصيني بالإعلان عن رفع العلاقات بين الصين وافريقيا إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية الشاملة، مشيرا إلى أن الصين تنظر لأفريقيا باعتبارها كتلة واحدة، وأن الصين تقيم مثل هذه العلاقات المتميزة مع الدول الافريقية فرادى مثل مصر وعدد من الدول الأخرى.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الخطوة من شأنها أن تجعل الرأي العام الصيني والدول الأفريقية تركز على أهمية العلاقات بين الجانبين وضرورة دفعها للأمام، مشددا على أنها تضع مسئولية على الطرفين للوصول فعلا إلى مثل هذا المستوى المتميز في العلاقات بينهما.

وأوضح أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي تطور كثيرا وامكن من تحقيق الكثير من أهدافه، ليس بنسبة 100% ولكن على الأقل من 80 – 85% ، منوها إلى أن الصين قامت بتنفيذ عدد كبير من المشروعات في القارة الأفريقية سكك حديد، قاعات مؤتمرات، استادات وملاعب رياضية إلى غير ذلك وساعدت في الحصول على حصة كبيرة من احتياجاتها النفطية سواء من انجولا أو السودان، وغير ذلك.

وأشار المسئول الأفريقي إلى أن الرئيس الصيني وعد خلال قمة جوهانسبرج بمساهمة بلاده بنحو 60 مليار دولار لمساعدة الدول الافريقية، جزء منها سيكون في صورة هبات مطلقة، وجزء أخر في صورة قروض ميسرة، وجزء ثالث عبارة عن تسهيلات ائتمانية، وأنها ستركز على اقامة عدد مختار من المشروعات التي لا تصف في صالح كل دولة أفريقية بشكل فردي وانما بما يحقق الاستفادة المشتركة.

وأضاف أن تركيز الرئيس الصيني على زيادة التعاون المشترك خاصة في مجال التصنيع والتحديث الزراعي وشبكات النقل يؤكد أن هناك تنويعا في اهتمامات الصين بالقارة الأفريقية، وخاصة فيما يتعلق بالجزء الاقتصادي وفي مقدمتها البنية التحتية خاصة السكك الحديدية والموانئ وشبكات الطرق.

وأشار إلى أن "هذا الأمر سيخدم سياسة الصين الجديدة المتعلقة بطريق الحرير، كما أن إقامة شبكة واسعة من الطرق والسكك الحديدية في القارة من شأنه أن يخدم زيادة التبادل التجاري بين دول القارة، وكما نعرف فإن أهم ما يعوق هذا التبادل هو عدم وجود شبكة مواصلات ذات كفاءة معقولة لانعاش هذا القطاع الهام والذي سيساعد اقتصاديات الدول الأفريقية نفسها".

وتابع "الرئيس الصيني أعلن أيضا خلال القمة أنه سيخصص أكثر من 2 مليار دولار لموضوع تدريب الكوادر الأفريقية سواء المهنية أو غير المهنية، الأمر الذي سيفيد الدول الأفريقية في تكوين كوادر فنية مدربة ليس فقط للمشاركة والمساهمة في المشروعات التي تقيمها الصين بالقارة الأفريقية وانما أيضا في المشروعات الوطنية التي تقيمها دول القارة وفقا لاحتياجاتها وخططها التنموية".

ولفت إلى أن أهم ما تفتقر إليه القارة الأفريقية يتمثل في الكوادر المدربة ، مشيرا إلى أن كثير من الاستثمارات الأجنبية التي تصل إلى افريقيا لا تحقق الهدف منها بسبب عدم وجود كوادر مدربة.

واستطرد حجاج قائلا " اذا ما تم استكمال خطوة ايجاد الكوادر المدربة فانه يمكن الاعتماد بشكل أكبر على العمالة الافريقية، وسنكون حققنا الهدف من جانب الصين ومن جانب الدول الأفريقية".

وحول مبادرة الرئيس الصيني " الحياة السعيدة" بالتركيز على المرأة والطفل في القارة الأفريقية، أشار إلى أن هناك مقياس عالمي للسعادة ينشر كل عام عن مدى شعور الشعوب المختلفة بالسعادة من سياسات دولها أو نظرتها إلى الحياة، وأعتقد أن مساهمة الصين في هذا المقياس بالدول الأفريقية سيؤدي إلى وجود نظرة أكثر تفاؤلية من جانب الشعوب الأفريقية وأتصور أن الشعب الصيني ايضا سيشاركنا هذا الشعور.

وشدد على أن مؤتمر القمة الصيني – الأفريقي الذي عقد بجوهانسبرج في جنوب أفريقيا وضع نهاية لبعض الأقاويل التي ترددها بعض الدوائر في الغرب حول أن الصين ستخفض استثماراتها بالقارة الأفريقية وأن الصين تشعر ببعض الانخفاض في صادراتها إلى العالم وأن ذلك سيؤثر على كثير من صادراتها إلى الدول الأفريقية.

وأعرب عن اعتقاده بأن التعهدات الصينية خلال المؤتمر وضعت حدا لمثل هذه الأقاويل، وشجعت الدول الافريقية على اعتبار أن هذا المؤتمر مؤتمرا ناجحا، خاصة وأن الصين تحترم تعهداتها لكل الدول العالم.

وأردف قائلا "الدول الأفريقية كانت تحتاج إلى هذه التعهدات، وأنا بحكم انتمائي لافريقيا فإن القارة الأفريقية كانت تشك كثيرا في تعهدات المجتمع الدولي، ولكن الصين عندما تعطي وعدا تنفذه وهناك مصداقية كبيرة لتعهدات الصين في القارة الأفريقية".

ولفت إلى أن مؤتمر جوهانسبرج شهد لأول مرة التركيز على التعاون بين أفريقيا والصين في مجال الأمن والنواحي العسكرية، خاصة وأن هناك مناطق مضطربة داخل أفريقيا ونزاعات داخلية وإلى حد ما نزاعات بين بعض الدول، معربا عن اعتقاده بأن مساهمة الصين في ذلك سيكون الأمر محمودا.

وأشار إلى أن مساهمة الصين في تحقيق الأمن والسلام في أفريقيا من خلال ارسال بعض بعثات حفظ السلام في عدد من دول القارة الأفريقية يوضح أن الصين تقوم بالتزاماتها باعتبارها دولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن من أجل حفظ الأمن والسلام العالمي على عكس بعض الدول الأخرى في مجلس الأمن التي تنأى بنفسها عن المساهمة بأي عمليات لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وتابع قائلا "الصين تقول دائما أنها ليست دولة كبرى وأنها دولة نامية، ونحن لا نشاركها هذا الرأي، ونعتبر الصين دولة كبرى تستطيع أن تقوم بدور كبير في الدفاع عن المصالح الأفريقية في الأمم المتحدة ومركز الأمن وفي المنظمات الدولية الأخرى".

واعرب عن ثقته في أن تنامي هذا الدور سوف ينعكس ايجابا على العلاقات الصينية – الأفريقية وعلى مجمل الأوضاع داخل القارة الأفريقية.

وأكد على أن الدول الأفريقية عليها واجب أيضا يتمثل في ضرورة أن تقوم ببذل جهود مكثفة لتدعيم العلاقات الثقافية بين الصين وأفريقيا، مشيرا إلى أن الشعب الصيني لا يعرف كثيرا عن الثقافة الأفريقية.

وطالب الدول الإفريقية بترجمة الكثير من الكتب التي فازت بجوائز عالمية إلى الصينية، وأن يتم أيضا ارسال أفلام أفريقية متميزة لعرضها بالصين، مشددا على أنه اذا كان الجانب الأفريقي لم يستطع أن يصدر المنتجات والسلع الى الصين فعليه أن يصدر ثقافته اليهم.

وتحت عنوان "تقدم افريقيا والصين معا: التعاون المربح للجانبين من أجل التنمية المشتركة", عقدت بجنوب أفريقيا القمة الثانية من نوعها فى إطار عمل المنتدى الذي يبلغ عمره 15 عاما ويضم الصين و50 دولة افريقية اقامت علاقات دبلوماسية مع الصين ومفوضية الاتحاد الافريقي.