بكين 8 ديسمبر 2015 (شينخوا) قال خبراء إن بإمكان المسلمين الصينيين أن يلعبوا دورا هاما في دفع تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" التى اقترحتها الصين.
وذكر ما تشن قانغ، رئيس جمعية بكين لأبحاث القضايا الأجنبية في ندوة أقيمت مؤخرا حول تنمية الإسلام في الصين إن أغلب دول "الحزام والطريق" هي دول يعيش فيها مسلمون كثيرون، ويبلغ عددها 57 دولة، مبينا أن المسلمين الصينيين يتمتعون بميزة فريدة في تعزيز التبادلات الثنائية بين الصين والدول الإسلامية .
وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21"، والتي تعرف اختصارا بـ"الحزام والطريق" لأول مرة في عام 2013. وتهدف المبادرة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق التنمية والازدهار المشترك بين الصين والدول الأخرى.
وأشار الخبراء إلى وجود عشر أقليات قومية في الصين تدين بالإسلام بما فيها قوميات هوي والويغور والقازاق وغيرها ، بينما يتجاوز إجمالي السكان المسلمين في البلاد 20 مليون شخص.
وفي هذا السياق قال قوه تشنغ تشن نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية: "يشترك المسلمون الصينيون في الدين والثقافة والعادات مع الدول الإسلامية ، ما يشكل قوة إيجابية تساهم في دفع التبادلات وإزالة أي سوء فهم بين الصين والدول الإسلامية في عملية تطبيق المبادرة".
وقد زاد إجمالي حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول الإسلامية عن 500 مليار دولار أمريكي في عام 2012. وفي السنوات الأخيرة، شهدت الصناعات الإسلامية الصينية اقبالا شديدا من قبل المستهلكين الصينيين والأجانب مثل الأطعمة الحلال والأزياء الإسلامية .
وفي هذا الصدد قال هان ون شيانغ، رئيس مجموعة رونغيا في مقاطعة تشينغهاي إن شركته، تعتبر من أوائل الشركات المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" في المقاطعة، وأنها حصلت على دعم كبير من الحكومة من حيث توثيق الاتصالات مع الشركات الأجنبية.
وأضاف هان: "نخطط للقيام باستثمارات لمشروع في عشق اباد عاصمة تركمانستان بقيمة 300 مليون دولار أمريكي لإنشاء خط لإنتاج السجاد، يبلغ إنتاجه السنوي 1000 طن.
وفيما يشق المسلمون الصينيون طريقهم في الأسواق الدولية، فإنهم يبذلون جهودهم في دفع التبادلات الثقافية والدينية بين الصين والدول الأخرى في ذات الوقت.
وحول هذا الأمر قال تشانغ قوانغ لين، نائب الأمين العام للجمعية الإسلامية الصينية أن المسلمين الصينيين يساهمون في نقل الصورة الحقيقية للصين، حيث قاموا بالمشاركة في أنشطة التبادلات الثقافية بشكل إيجابي وتعريف شعوب العالم على السياسات الدينية التى تنتهجها الحكومة الصينية.
وقد أنشأت الجمعية الإسلامية الصينية علاقات ودية مع أكثر من 40 دولة ومنظمة في العالم، وأقامت فعاليات ثقافية متنوعة في الخارج مثل العروض الفنية ونشر الكتب والندوات المعنية.
وفي الوقت ذاته، بعثت الصين مئات الآلاف من الطلاب المسلمين إلى الدول الإسلامية مثل مصر وماليزيا لدراسة الدين الإسلامي والثقافة الأجنبية، ما أسهم بدوره بنقل الثقافة الإسلامية الصينية كجزء مهم من الحضارة الصينية الى العالم الخارجي.
وأضاف قوه:" لا بد من أن يستغل المسلمون الصينيون الفرص ويعملوا على تطوير أنفسهم ليصبحوا من القوى البشرية المتخصصة وعالية الكفاءة، والتي تعلب المزيد من الأدوار في دفع مبادرة "الحزام والطريق" وتعزيز التبادلات بين الصين والدول الإسلامية في المستقبل.