صنعاء 14 ديسمبر 2015 (شينخوا) صعد مسلحو جماعة الحوثي من عملياتهم العسكرية في اليمن عشية انطلاق محادثات للسلام ترعاها الامم المتحدة في سويسرا.
وأعلن الحوثيون عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز "توشكا" استهدف قاعدة عسكرية لقوات التحالف العربي والقوات الموالية للحكومة اليمنية في منطقة باب المندب المطل على البحر الاحمر غربي اليمن.
وقالت تقارير اعلامية ومصادر يمنية ان القصف أودى بحياة قائد القوات الخاصة السعودية في عدن العقيد الركن عبدالله السهيان والضابط الإماراتي سلطان الكتبي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة عن العميد شرف غالب الذي عينه الحوثيون متحدثا باسم القوات المسلحة (القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح) قوله إنه "تم إطلاق صاروخ باليستي نوع توشكا، على مركز عمليات العدو في باب المندب".
وقال غالب إن الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية، وخلف خسائر كبيرة جدا في الأرواح والعتاد لقوات التحالف التي تقودها السعودية.
وأوردت وكالة الانباء السعودية (واس) "نعت قوات التحالف العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان وسلطان بن محمد علي الكتبي أحد ضباط القوات الإماراتية".
وطبقا لبيان قوات التحالف ، فقد قتل السهيان والكتبي فجر اليوم أثناء "قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز ضمن عملية إعادة الأمل باليمن".
ولم يحدد البيان ظروف مقتل الضابطين السعودي والاماراتي.
ونعت الرئاسة اليمنية الضابطين السهيان والكتبي.
وقال بيان للرئاسة اليمنية اوردته الوكالة الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة ، انها تنعي "استشهاد قائد القوات الخاصة السعودية بمحافظة عدن العقيد الركن عبدالله السهيان والضابط الإماراتي سلطان الكتبي".
وجاء في البيان ان السهيان والكتبي "استشهدا وهما يؤديان دورهما ضمن قوات التحالف العربي المساندة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحرير محافظة تعز من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".
ولاحقا ، نقل موقع (26 سبتمبر) الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية ، الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن مصدر عسكري بالوزارة قوله , ان "عدد قتلى الغزاة والمرتزقة في عملية إطلاق صاروخ توشكا على مركز عمليات الغزاة والمرتزقة في باب المندب ارتفع إلى 152 قتيلا ومئات الجرحى بينهم قيادات كبيرة".
واضاف الموقع ان من بين القتلى العقيد السهيان وقائد معسكر قوات التحالف في باب المندب الإماراتي العقيد سلطان الكتبي وعناصر من شركة (بلاك ووتر).
وتحدث الموقع كذلك عن مقتل 23 سعوديا وتسعة إماراتيين و12 مغربيا منهم سبعة ضباط كبار .
وقال الحوثيون ان العملية خلفت خسائر مادية تمثلت في "تدمير مباني قيادة العمليات وثلاث طائرات أباتشي وأكثر من 40 آلية عسكرية وسبع عربات وخمس مصفحات مدرعة تتبع شركة بلاك ووتر".
ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة عن صحة المعلومات التي اوردتها جماعة الحوثي الشيعية المسلحة.
ويعد القصف الصاروخي الذي تعرضت له القوات البرية للتحالف اليوم هو الثاني من نوعه , حيث قتل العشرات من قوات التحالف معظمهم اماراتيون بعدما اطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على قاعدة عسكرية للتحالف في مأرب شرق صنعاء.
ويأتي اعلان الحوثيين عن اطلاق الصاروخ قبل يوم من انطلاق محادثات للسلام في سويسرا بين ممثلين عن الحكومة اليمنية واخرين عن جماعة الحوثي وحلفائهم من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي صالح.
ويخوض الطرفان معارك عنيفة منذ مارس الماضي.
ويتوقع ان يرافق انطلاق محادثات السلام وقف لإطلاق النار ابتداء من منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.
واعتبر مراقبون هنا ان استدعاء الحوثيين لورقة الصواريخ "الباليستية" في هذا التوقيت وقبل الدخول في المفاوضات هو "تصعيد" ومؤشر على ان الحوثيين لا يريدون السلام.
وقال رئيس مركز (ابعاد) للدراسات الاستراتيجية محمد عبدالسلام لـ (شينخوا) ان الحوثيين يريدون سقفا مرتفعا قبل الدخول في مفاوضات جنيف وحاولوا خلال الفترة الماضية تنفيذ عمليات عسكرية نوعية تتمثل في إعادة السيطرة على محافظة لحج جنوبي البلاد وإسقاط مدينة تعز.
واضاف "قاموا (الحوثيون) قبيل ساعات من الهدنة بتحريك ورقة الصواريخ التي طالما احتفظوا بها كورقة غير محروقة يستدعونها بين الحين والآخر".
وتابع " يريدون إرسال رسالة أننا لا زلنا أقوياء على الأرض ولذا لن نقبل بفرض قرارات علينا".
وراى عبدالسلام ان "الحوثيين في حقيقة الامر لا يريدون السلام أو الاستسلام وإنما كسب بعض الوقت لاستعادة انفاسهم ثم العودة لاستعادة ما فقدوه في مأرب والجوف وباب المندب وربما التمدد للجنوب".
وفي ضوء التطورات العسكرية الاخيرة توقع رئيس مركز (ابعاد) فشل تلك المشاورات.
وفي سياق المواجهات العسكرية,شهدت جبهات القتال في محافظة تعز استمرار المواجهات المسلحة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة.
وتركزت المواجهات اليوم في ذباب والوازعية (غربا) والمسراخ (جنوب غرب) وفي مناطق عدة في القبيطة والشريجة (في المحور الجنوبي للمحافظة) اضافة الى المعارك المستمرة في انحاء متفرقة من مدينة تعز عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته ، بحسب شهود عيان.
واكد هؤلاء لوكالة انباء (شينخوا) ان مواجهات اليوم خلفت قتلى وجرحى من الجانبين ومن المدنيين , جراء سقوط قذائف اطلقها الحوثيون على احياء سكنية في المدينة.
وفي محافظة الضالع جنوب صنعاء سقط قتلى وجرحى في معارك عنيفة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة.
وقال سكان محليون لـ ((شينخوا)) ان معارك عنيفة شهدتها مناطق يعيس والعرفاف وجبل ناصة بين منطقتي دمت ومريس, الى الجهة الشمالية من المحافظة.
واكد السكان ان قتلى وجرحى سقطوا من الجانبين في المعارك التي يستخدم فيها الاسلة الثقيلة والمتوسطة.
وفي مأرب شرق صنعاء تشهد مناطق في الجهة الغربية من المحافظة معارك كر وفر بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة.
وتركزت معارك اليوم في محيط مركز مديرية صرواح وبالقرب من معسكر "كوفل" ومناطق اخرى في المديرية التي لايزال الحوثيون يتمركزون في مساحات كبيرة من مناطقها ، بحسب السكان المحليين.
وعلى وقع المعارك على الارض , شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية ضربات جوية على اهداف للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات اخرى.
واستهدف القصف في العاصمة صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين , مواقع عسكرية في جبل النهدين المطل على دار الرئاسة اليمنية وفي انحاء متفرقة من العاصمة.
كما استهدف القصف الجوي للتحالف مواقع وآليات عسكرية للحوثيين في انحاء متفرقة من محافظة تعز ومارب والجوف وحجة وصعدة, معقل الحوثيين في اقصى الشمال اليمني.
وتشن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية غارات جوية على اهداف للحوثيين منذ مارس الماضي ، وتفرض اجراءات على جميع الموانئ الجوية والبرية والبحرية.
كما تشارك قوات برية للتحالف في عمليات عسكرية للحوثيين في عدة محافظات يمنية.