بكين 15 ديسمبر 2015 (شينخوا) عقب الإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، ثمن خبير صيني بارز هذه الخطوة واصفا إياها بأنها "قوة إيجابية في المجتمع الدولي" لدرء تفشي الإرهاب بالمنطقة وحتى العالم.
فقد صدر في الرياض اليوم الثلاثاء بيان مشترك يفيد بأن عددا من الدول الإسلامية قررت تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية وأن يتم في مدينة الرياض إنشاء غرفة عمليات بهدف "تنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود".
وفي هذا الصدد، ذكرالأستاذ وو بينغ بينغ رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين أنه إذا توصلت الدول الإسلامية إلى توافق إزاء مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب، فسوف يسهم ذلك في تبديد قدر كبير من إساءة فهم الإسلام ، موضحا أن قيام الدول الإسلامية والمسلمين بأخذ زمام المبادرة في مكافحة الإرهاب هو "أكثر الوسائل فعالية" لتضييق الخناق على المتطرفين والإرهابيين.
وفي الوقت نفسه دعا الخبير الصيني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إلى ضرورة جعل التحالف الإسلامي العسكري أكثر شمولية وتمثيلا، إذ أنه أنشئ على أساس ميثاق منظمة التعاون الإسلامي ومثياق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية الأخرى الرامية إلى القضاء على الإرهاب، قائلا إنه "يجب التضامن مع كل من يمكن التضامن معه لحشد القوى في العالم الإسلامي".
ووفقا للبيان، يضم التحالف الإسلامي العسكري المشكل حديثا 34 دولة، هي السعودية والأردن والإمارات وباكستان والبحرين وبنغلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجمهورية القمر ودولة قطر وكوت ديفوار ودولة الكويت ولبنان وليبيا وجمهورية المالديف وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن وماليزيا والمغرب ومصر ومالي.
كما أبدت عشر دول اخرى أبرزها اندونيسيا، تأييدها للتحالف "وستتخذ الاجراءات اللازمة في هذا الشان"، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ولدى حديثه عن الخطوات المحتمل أن يتخذها هذا التحالف في ساحة مكافحة الإرهاب، أشار وو بينغ بينغ إلى أن قيام التحالف بتنفيذ عمليات عسكرية على الفور أمر غير واقعي، متوقعا أن يتعاون التحالف مع المجتمع الدولي في إنفاذ القانون وتبادل المعلومات الإستخباراتية.
وأوضح أن وضع مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط خطير جدا في الوقت الحالي" لدرجة أنه يمكن القول إن المنطقة تمر بأخطر مراحل تفشي التطرف والإرهاب بكافة أنواعه وتشكل منذ ثلاثة عقود تهديدا كبيرا للأمن العالمي".
لذلك، يلزم وعلى وجه السرعة تبنى عمليات عسكرية وإجراءات أمنية للتصدى لخطر الإرهاب، على حد قوله.
ولكن الخبير الصيني المخضرم لفت في الوقت ذاته إلى أهمية بذل مزيد من الجهود المتكاملة لأن الإجراءات التي تتخذ حاليا مازالت غير كافية وهو ما تدلل عليه الضربات العسكرية التي ينفذها التحالف الغربي وروسيا، مقترحا ضرورة "التفكير مليا في كيفية إزالة المسببات الجذرية للعوامل غير المعقولة الحاصلة في النظام الدولي القائم، بما في ذلك عدم توازن النمو الاقتصادي".
ووصف وو بينغ بينغ مكافحة الإرهاب بأنها "عملية عالمية مشتركة تتطلب التكاتف على مختلف المستويات"، قائلا إنه من غير معقول أن نترك دولة أو دولا معينة تتحمل مسؤولية مواجهة الإرهاب وحدها".