الدوحة 15 ديسمبر 2015 (شينخوا) أكد نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح اليوم (الثلاثاء) أن محادثات (جنيف 2) التي بدأت بين وفد الحكومة والمتمردين الحوثيين في سويسرا لن تكون سهلة لكنها ستشكل مستقبل اليمن في حال صدقت النوايا.
وقال بحاح، في محاضرة ألقاها اليوم بجامعة قطر في الدوحة بعنوان (اليمن إلى أين)، "رغم التفاؤل إلا أن المحادثات لن تكون سهلة حسب تجربتنا مع الميليشيات الحوثية، لكننا حريصون على السلام ونحن كدولة مسؤولون عن هذا الشعب ومسئولون حتى عن هذه الميليشيات وهذه العقليات التي تشكلت في ظروف معينة".
وتابع "نبدأ اليوم جنيف 2 من أجل استعادة الدولة ومرجعيتنا القرارات الدولية وأهمها القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية"، مشيرا إلى أن "هذه المرجعيات أمور إيجابية تساعدنا على الانتقال إلى مرحلة سياسية، ولكن قبلها يجب استعادة الدولة وتسليم السلاح وعودة السلطة الشرعية إلى صنعاء".
وأضاف "مستقبل اليمن يتشكل اليوم في محادثات جنيف إذا كانت هناك نية صادقة للوصول إلى حل، ونستطيع بناء على ذلك استئناف العملية السياسية من حيث توقفت".
وذكر أن الوفد الحكومي في جنيف الآن هدفه تحقيق ما لم يتحقق في (جنيف 1) وستسعى الحكومة بقدر ما تستطيع للوصول إلى حلول سلمية، لكنه حذر من أن العصا " ستظل موجودة لتحقيق مالم يتم تحقيقه في المحادثات".
والقى بحاح باللوم على الحوثيين في فشل مؤتمر (جنيف1)، قائلا في هذا الصدد "اتجهنا لجنيف قبل ستة أشهر بنية صادقة لتحقيق السلام لكننا كنا في واد والحوثيون في واد آخر فأضعنا فرصة للسلام كانت ستجنب اليمن الكثير من المآسي وتحقن الكثير من الدماء".
وأكد أن التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة السعودية يمثل منعطفا جديدا يدخل في إطار المنظومة الخليجية والأمن القومي العربي، معتبرا إياه أهم حدث على الصعيد اليمني والعربي والإسلامي.
ودعا إلى قراءة المشهد اليمني الآن بطريقة مختلفة واحتواء اليمن في المحيط الخليجي حتى لا تستطيع أي قوة إقليمية في المستقبل أن تؤثر في السياسات اليمنية، محذرا من أن بقاء اليمن خارج هذا المحيط سيسبب المزيد من الكوارث.
وحمل نائب الرئيس اليمني دول مجلس التعاون الخليجي المسؤولية الأخلاقية لإعادة إعمار بلاده الذي وصفه "بأنه أفقر دولة من دول العالم تقع في محيط أغنى دول العالم"، موضحا أن الحرب الأخيرة في اليمن تسببت في تراجع معدل دخل الفرد من 1118 دولارا إلى 325 دولارا حاليا.
وقال بحاح إن "ما بعد الحرب هو الأهم، فالحروب تنتهي لكن الأهم كيف تنتهي"، واستشهد في هذا السياق بالصومال الذي لم يستطع الخروج من أزمته وحروبه وتحول إلى دولة فاشلة، داعيا إلى تضافر كافة الجهود من أجل البناء وإحداث تنمية حقيقية في بلاده الذي مزقته الحروب طيلة السنوات الماضية.
ولدى تفسيره لظاهرة التطرف التي تجتاح اليمن وظاهرة العنف السياسي التي لازمته على مدار عقود طويلة، اتهم نظام الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح الذي قال إنه "استخدم العائدين من أفغانستان عام 1994 في العملية السياسية ولم يستطع بعد ذلك السيطرة عليهم".
واعتبر أن حروب الحوثيين الست التي حدثت في اليمن بين عامي 2004 و 2009، بدأت وانتهت ولا أحد يعرف تفاصيلها، لكنها ساهمت في إضعاف بنية الدولة.
وبشأن الحراك الجنوبي، أفاد بأنه لم يكن حراك العام 2007 بل هو منذ حرب العام 1994 حينما لم يحظ الجنوبيون بالعدالة بعد الوحدة اليمنية وتم تجميد الجيش اليمني الجنوبي الذي كان قوامه 60 ألف جندي، مشبها ذلك بما حصل للجيش العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
ولفت إلى أن الحراك الجنوبي لديه قضية ومطالب عادلة وأصبح قوة لا يستطيع أحد تجاهلها لأنه يمثل شريحة كبيرة، مضيفا " بعد حرب 1994 لو كنا وجدنا صيغة عادلة للوحدة اليمنية وتم استيعاب الجنوبيين لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن".