تقرير سنوي: التنسيق الدولي الجيد ضرورة ملحة لمكافحة الإرهاب

13:14:44 17-12-2015 | Arabic. News. Cn

بكين 17 ديسمبر 2015 (شينخوا) واجه العالم تهديدات إرهابية هذا العام بشكل لم يسبق له مثيل، وتصدرت الجماعات الإرهابية والموالون لها العناوين الرئيسية في كل مكان، ولاسيما في باريس وعبر الأطلنطي في حليف فرنسا القوي في مكافحة الإرهاب، الولايات المتحدة.

كان عدد ضحايا هجمات باريس هو الأكبر لحادث إرهابي تشهده فرنسا في التاريخ المعاصر وثاني أكبر اعتداء في أوروبا بعد هجمات مدريد. وقال منفذه، تنظيم الدولة الإسلامية، في بيان انه فقط مجرد البداية.

وبعد وقت قصير من مذبحة باريس التي خلفت 130 قتيلا، وقع إطلاق نار أخر في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية نفذه زوجان اكتشف فيما بعد تشددهما منذ فترة طويلة.

وسارعت الحكومات والبرلمانات في العالم إلى اتخاذ قرارات على الرغم من التغلب على الصدمة والغضب، وبينما يخشي العديد من إراقة المزيد من دماء شعوبهم، يشير الخبراء إلى "تغيير نوعي" في إستراتيجية الإرهابيين.

وقال ضياء رشوان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إن المراكز العليا التقليدية لتنظيم الدولة الإسلامية توجد في سوريا والعراق ويوجد مركزه الثاني في ليبيا. ولم يكن من مصلحة تنظيم الدولة التركيز على أعداء بعيدين لأنه يسعى إلى تقدم إقليمي بهدف تأسيس دولة كما يوحي من اسمه.

بيد أن رشوان أشار إلى أن هجمات باريس تشير إلى تغير نوعي في إستراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية.

-- الأسباب الجذرية للإرهاب

من جانبها، قالت شهيرة أمين، وهي صحافية مصرية مستقلة، إن الإحساس بالظلم هو السبب الجذري للإرهاب في كل مكان.

وأضافت "في حالة داعش تحديدا يمكن لوم غزو البلدان سواء الغزو السوفيتي لأفغانستان أو الغزو الأمريكي للعراق ومن بعده تفكيك الجيش العراقي"، وتعني بداعش إلى الاسم الأخر لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت أمين إلى أن العديد انضموا إلى داعش بسبب الوضع الداخلي في بعض الدول، اقتصاديا أو اجتماعيا أو دينيا، حيث لا يجد الشباب فرص عمل ولا يوجد أمل للمستقبل.

وأكدت أن "معالجة قضية الإرهاب بحاجة إلى جهد عالمي منسق".

وذكرت سارة الطنطاوي، أستاذة الدين المقارن والدراسات الإسلامية بكلية ايفريغرين بالولايات المتحدة، أيضا أن الإحباط الاقتصادي والسياسي الواسع خلق مرتعا للإرهاب.

وقالت إن "الإحياء الديني في الأربعين سنة الماضية ملأ الفراغ الذي خلفته أيدلوجيات أخرى مثل القومية والاشتراكية ".

وفي الحقيقة الإسلام نفسه قد أُعتنق من قبل متطرفين غلاة ما يشكل واحدة من أكثر التحديات لتعزيز وإعادة تأهيل ما كان يعتبر تيارا رئيسيا، أي الإسلام المعتدل، وفقا لقولها.

كما أشار رشوان إلى "الطريقة المهينة التي دمر بها الجيش العراقي" كواحدة من الأسباب المعقدة وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

واعتبر التجاهل الغربي للمتطوعين الذين أتوا من بلدانهم للتجنيد في صفوف تنظيم الدولة جزءً أيضا من أسباب فورة التنظيم.

--اتجاه جديد في الهجمات الإرهابية

ولوحظ الاستخدام المتزايد للعناصر الغربية، التي انضمت إلى الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشاركت في هجمات هناك ثم عادت بمهام كبيرة إلى أوطانها، لوحظ كاتجاه جديد في تزامن تنفيذ الهجمات الدموية.

وقال رشوان "إنهم عناصر تابعة لتنظيم الدولة لكن في الغرب". ويمكن رؤية هذا بوضوح من دقة بيان تنظيم الدولة بعد هجمات باريس والذي أعلن فيه عن تنفيذ 8 عناصر للهجمات كاشفا عن المواقع التي استهدفت وتفاصيل أخرى.

في الوقت نفسه، جعل الإعداد الدقيق والتنفيذ الذي لا تشوبه شائبة الهجمات أكثر صعوبة في اكتشافها ومنعها.

وكما ظهر من هجمات باريس لا يقل عدد العناصر التي شاركت في العمليات عن 30 شخصا وهو ما يعكس الإعداد والتنفيذ الدقيق.

كما كشفت الهجمات عن جهود كبيرة من طرف الإرهابيين في التباهي بقوتهم وتحدي السلطات عندما استهدفوا مكانا كان يوجد فيه الرئيس الفرنسي.

ومثل هذا التغيير في التكتيكات والتي أدت إلى تنفيذ أكثر فعالية للهجمات المخططة لها تأثير كبير على العقليات العامة.

وقال معهد غالوب في استطلاعه الأخير إن نسبة الأمريكيين الذين يتوقعون وقوع أعمال إرهابية "جدا" أو "على الأرجح إلى حد ما" في البلاد في الأسابيع القليلة القادمة زادت بشكل حاد، مرتفعة من 45 بالمئة في يونيو إلى 67 بالمئة.

وفي خطاب نادر للأمة ألقاه من مكتبه البيضوي، وصف الرئيس الأمريكي باراك اوباما حادث سان برناردينو بأنه مرحلة جديدة من الإرهاب.

--الإرهاب قابل للقهر

ويعتقد طلعت مسلم، الخبير الأمني المصري والجنرال العسكري السابق، ان التعاون الدولي حاليا ضعيف جدا، ولاسيما مع تزايد شبكات الإرهاب ، ليس فقط في الدول العربية والشرق الأوسط ، وإنما في الدول الغربية أيضا.

وقال مسلم "لا توجد هناك سياسيات دولية واضحة لمكافحة الإرهاب"، داعيا إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكلف بجمع المعلومات ووضع اللوائح حول كيفية هزيمة الإرهاب بشكل قانوني علاوة على التركيز على حل بعض المشكلات الاقتصادية مثل الفقر والبطالة.

واقترح ريتشارد توتاه، خبير الأمن الداخلي الكيني، تدابير لتشكيل تحالف على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يكون هدفه الرئيسي التعامل مع الإرهاب. ويمكن أن يوفر التحالف منصة لتقاسم المعلومات الاستخبارية بين الدول.

وقال الخبير السياسي المصري جهاد عوده إن آثار الإرهاب يمكن تقليلها إلى الحد الأدنى في الحياة العامة من خلال عدد من الإجراءات العالمية مثل تحقيق العدالة الدولية.

وأضاف عوده، وهو أستاذ علوم سياسية بالجامعة البريطانية في القاهرة، "أننا بحاجة إلى نهج شامل للتعامل مع الإرهاب حيث أن التدابير الدولية الحالية لا تعدو أكثر من ردود فعل على أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات الإرهابية".

وقال ماثيو غودير، الخبير البارز بالبرنامج الأوربي لمنع التطرف، إن "فرنسا استهدفت بالإرهاب ، من ناحية لأن سياستها الداخلية ينظر إليها على أنها معادية للمسلمين ومن الناحية الأخرى، لأن سياستها الخارجية ينظر إليها على أنها امبريالية وتدخلية في الدول الإسلامية".

وأضاف أن "الحرب ضد داعش لن تنته بقصف وتدخل قوات التحالف على الأرض فقط، وإنما لابد أن تعمل القوات العسكرية مع قوات الدول المعنية".

وقال إن الحل يكمن في اعتماد سياسة داخلية تكون أقل كراهية للمسلمين ووقف التدخل العسكري في الدول الإسلامية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تقرير سنوي: التنسيق الدولي الجيد ضرورة ملحة لمكافحة الإرهاب

新华社 | 2015-12-17 13:14:44

بكين 17 ديسمبر 2015 (شينخوا) واجه العالم تهديدات إرهابية هذا العام بشكل لم يسبق له مثيل، وتصدرت الجماعات الإرهابية والموالون لها العناوين الرئيسية في كل مكان، ولاسيما في باريس وعبر الأطلنطي في حليف فرنسا القوي في مكافحة الإرهاب، الولايات المتحدة.

كان عدد ضحايا هجمات باريس هو الأكبر لحادث إرهابي تشهده فرنسا في التاريخ المعاصر وثاني أكبر اعتداء في أوروبا بعد هجمات مدريد. وقال منفذه، تنظيم الدولة الإسلامية، في بيان انه فقط مجرد البداية.

وبعد وقت قصير من مذبحة باريس التي خلفت 130 قتيلا، وقع إطلاق نار أخر في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الأمريكية نفذه زوجان اكتشف فيما بعد تشددهما منذ فترة طويلة.

وسارعت الحكومات والبرلمانات في العالم إلى اتخاذ قرارات على الرغم من التغلب على الصدمة والغضب، وبينما يخشي العديد من إراقة المزيد من دماء شعوبهم، يشير الخبراء إلى "تغيير نوعي" في إستراتيجية الإرهابيين.

وقال ضياء رشوان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إن المراكز العليا التقليدية لتنظيم الدولة الإسلامية توجد في سوريا والعراق ويوجد مركزه الثاني في ليبيا. ولم يكن من مصلحة تنظيم الدولة التركيز على أعداء بعيدين لأنه يسعى إلى تقدم إقليمي بهدف تأسيس دولة كما يوحي من اسمه.

بيد أن رشوان أشار إلى أن هجمات باريس تشير إلى تغير نوعي في إستراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية.

-- الأسباب الجذرية للإرهاب

من جانبها، قالت شهيرة أمين، وهي صحافية مصرية مستقلة، إن الإحساس بالظلم هو السبب الجذري للإرهاب في كل مكان.

وأضافت "في حالة داعش تحديدا يمكن لوم غزو البلدان سواء الغزو السوفيتي لأفغانستان أو الغزو الأمريكي للعراق ومن بعده تفكيك الجيش العراقي"، وتعني بداعش إلى الاسم الأخر لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت أمين إلى أن العديد انضموا إلى داعش بسبب الوضع الداخلي في بعض الدول، اقتصاديا أو اجتماعيا أو دينيا، حيث لا يجد الشباب فرص عمل ولا يوجد أمل للمستقبل.

وأكدت أن "معالجة قضية الإرهاب بحاجة إلى جهد عالمي منسق".

وذكرت سارة الطنطاوي، أستاذة الدين المقارن والدراسات الإسلامية بكلية ايفريغرين بالولايات المتحدة، أيضا أن الإحباط الاقتصادي والسياسي الواسع خلق مرتعا للإرهاب.

وقالت إن "الإحياء الديني في الأربعين سنة الماضية ملأ الفراغ الذي خلفته أيدلوجيات أخرى مثل القومية والاشتراكية ".

وفي الحقيقة الإسلام نفسه قد أُعتنق من قبل متطرفين غلاة ما يشكل واحدة من أكثر التحديات لتعزيز وإعادة تأهيل ما كان يعتبر تيارا رئيسيا، أي الإسلام المعتدل، وفقا لقولها.

كما أشار رشوان إلى "الطريقة المهينة التي دمر بها الجيش العراقي" كواحدة من الأسباب المعقدة وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

واعتبر التجاهل الغربي للمتطوعين الذين أتوا من بلدانهم للتجنيد في صفوف تنظيم الدولة جزءً أيضا من أسباب فورة التنظيم.

--اتجاه جديد في الهجمات الإرهابية

ولوحظ الاستخدام المتزايد للعناصر الغربية، التي انضمت إلى الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشاركت في هجمات هناك ثم عادت بمهام كبيرة إلى أوطانها، لوحظ كاتجاه جديد في تزامن تنفيذ الهجمات الدموية.

وقال رشوان "إنهم عناصر تابعة لتنظيم الدولة لكن في الغرب". ويمكن رؤية هذا بوضوح من دقة بيان تنظيم الدولة بعد هجمات باريس والذي أعلن فيه عن تنفيذ 8 عناصر للهجمات كاشفا عن المواقع التي استهدفت وتفاصيل أخرى.

في الوقت نفسه، جعل الإعداد الدقيق والتنفيذ الذي لا تشوبه شائبة الهجمات أكثر صعوبة في اكتشافها ومنعها.

وكما ظهر من هجمات باريس لا يقل عدد العناصر التي شاركت في العمليات عن 30 شخصا وهو ما يعكس الإعداد والتنفيذ الدقيق.

كما كشفت الهجمات عن جهود كبيرة من طرف الإرهابيين في التباهي بقوتهم وتحدي السلطات عندما استهدفوا مكانا كان يوجد فيه الرئيس الفرنسي.

ومثل هذا التغيير في التكتيكات والتي أدت إلى تنفيذ أكثر فعالية للهجمات المخططة لها تأثير كبير على العقليات العامة.

وقال معهد غالوب في استطلاعه الأخير إن نسبة الأمريكيين الذين يتوقعون وقوع أعمال إرهابية "جدا" أو "على الأرجح إلى حد ما" في البلاد في الأسابيع القليلة القادمة زادت بشكل حاد، مرتفعة من 45 بالمئة في يونيو إلى 67 بالمئة.

وفي خطاب نادر للأمة ألقاه من مكتبه البيضوي، وصف الرئيس الأمريكي باراك اوباما حادث سان برناردينو بأنه مرحلة جديدة من الإرهاب.

--الإرهاب قابل للقهر

ويعتقد طلعت مسلم، الخبير الأمني المصري والجنرال العسكري السابق، ان التعاون الدولي حاليا ضعيف جدا، ولاسيما مع تزايد شبكات الإرهاب ، ليس فقط في الدول العربية والشرق الأوسط ، وإنما في الدول الغربية أيضا.

وقال مسلم "لا توجد هناك سياسيات دولية واضحة لمكافحة الإرهاب"، داعيا إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكلف بجمع المعلومات ووضع اللوائح حول كيفية هزيمة الإرهاب بشكل قانوني علاوة على التركيز على حل بعض المشكلات الاقتصادية مثل الفقر والبطالة.

واقترح ريتشارد توتاه، خبير الأمن الداخلي الكيني، تدابير لتشكيل تحالف على غرار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يكون هدفه الرئيسي التعامل مع الإرهاب. ويمكن أن يوفر التحالف منصة لتقاسم المعلومات الاستخبارية بين الدول.

وقال الخبير السياسي المصري جهاد عوده إن آثار الإرهاب يمكن تقليلها إلى الحد الأدنى في الحياة العامة من خلال عدد من الإجراءات العالمية مثل تحقيق العدالة الدولية.

وأضاف عوده، وهو أستاذ علوم سياسية بالجامعة البريطانية في القاهرة، "أننا بحاجة إلى نهج شامل للتعامل مع الإرهاب حيث أن التدابير الدولية الحالية لا تعدو أكثر من ردود فعل على أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات الإرهابية".

وقال ماثيو غودير، الخبير البارز بالبرنامج الأوربي لمنع التطرف، إن "فرنسا استهدفت بالإرهاب ، من ناحية لأن سياستها الداخلية ينظر إليها على أنها معادية للمسلمين ومن الناحية الأخرى، لأن سياستها الخارجية ينظر إليها على أنها امبريالية وتدخلية في الدول الإسلامية".

وأضاف أن "الحرب ضد داعش لن تنته بقصف وتدخل قوات التحالف على الأرض فقط، وإنما لابد أن تعمل القوات العسكرية مع قوات الدول المعنية".

وقال إن الحل يكمن في اعتماد سياسة داخلية تكون أقل كراهية للمسلمين ووقف التدخل العسكري في الدول الإسلامية.

الصور

010020070790000000000000011101451349266651