بغداد 17 ديسمبر 2015 (شينخوا) جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مطالبته لتركيا بسحب قواتها من العراق، معربا عن أمله بصدور قرار من مجلس الأمن الدولى لصالح العراق ضد تركيا اذا لم تسحب قواتها.
وقال العبادي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الخميس)، "ندعو الاتراك إلى سحب كل قواتهم من الاراضي العراقية"، مضيفا "بدأنا باللجوء إلى مختلف الوسائل حسب القانون الدولي، لضمان حقوقنا وسيادة العراق يجب ان تحترم من قبل كل الدول بما فيها دول الجوار، وتركيا مدعوة لاحترام سيادة العراق".
وتابع العبادي "قدمنا شكوى إلى مجلس الامن، ثم قدمنا طلبا اخر لعقد جلسة طارئة لمجلس الامن لمناقشة شكوى العراق فيما يتعلق بانسحاب القوات التركية، ونأمل ان يصدر مجلس الامن قرارا يدعو تركيا إلى الانسحاب من الاراضي العراقية، كذلك دعونا إلى اجتماع لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرار في هذا الاطار، وما زالت المشاورات بين البلدين قائمة لسحب هذه القوات".
وأكد العبادي أن اية قوة عسكرية توجد في العراق لمساعدته يجب ان تكون باذن الحكومة العراقية، مبينا أن القوات التركية الموجودة الان في شمال العراق ليس باذن من الحكومة العراقية ولا بدعوة منها، ولايجوز لدولة ان تدخل اراضي دولة أخرى بحجة محاربة الارهاب.
ووصف العبادي دخول قوات تركية وباسلحة ثقيلة إلى الاراضي العراقية، بانه لا يمثل مساعدة للعراق بل يمثل اعتداء على سيادته، داعيا الحكومة التركية إلى تصحيح هذا الخطأ، على حد وصفه.
وأوضح العبادي أن دخول القوات التركية إلى العراق دون اذن حكومته يعرقل جهوده في مكافحة الارهاب، قائلا "لهذا دعوتنا صادقة للاتراك بان ينسحبوا، لانه لا يوجد اي مبرر لوجود قوات تركية على الاراضي العراقية بدون موافقة الحكومة العراقية، ونحن لا نريد ان يتحول العراق إلى منطقة صراع اقليمي لا نريد تركيا ان تتدخل ثم ايران تتدخل ثم الاردن تتدخل ثم السعودية ثم بلد آخر وبالتالي العراق يكون مكان لصراع هذه الدول".
ومضى يقول "نريد من العراق ان يكون منطقة سلام، نحن نحارب داعش للتخلص من شره، ولا نريد ان يكون صراع اخر على الارض العراقية من قبل دول جارة للعراق المفترض بها ان تساعد العراق في حربه ضد الارهاب وليس العكس".
وعن الاجراءات التي سيتخذها العراق في حال رفضت تركيا سحب قواتها، اجاب العبادي "لدينا حزمة من الاجراءات سنتخذها في وقتها المناسب لا اتصور من الصحيح ان اتكلم عنها الان، ولكن أمل ان لا نلجأ إلى ذلك، آمل ان الحكومة التركية ان تستجيب لمطلبنا بالانسحاب من الاراضي العراقية، وهو مطلب بسيط جدا أن يعلنوا انسحابهم من الارضي العراقية، وينتهي الموضوع كله، وهذا سيعزز العلاقة بين البلدين، ونأمل ان لا نلجأ إلى الامور الاخرى".
وشهدت العلاقات بين بغداد وانقرة توترا شديدا بعد ان نشرت تركيا مئات الجنود والدبابات في بعشيقة بالقرب من الموصل مركز محافظة نينوى شمالي البلاد، حيث اعتبرت بغداد ذلك انتهاكا للسيادة بينما قالت انقرة إن الهدف هو تدريب متطوعين عراقيين على قتال تنظيم داعش الارهابي وان دخول قواتها جاء ضمن اتفاقيات مع جهات عراقية.