بيروت 19 ديسمبر 2015 (شينخوا) لبست مختلف المدن والقرى اللبنانية حلة جميلة رائعة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة مما غير معالم ساحاتها العامة وشوارعها الرئيسة فبدت فرحة باسمة تتباهى برونقها وترقص مع تموجات مصابيحها الكهربائية المختلفة الألوان والأشكال والتي تتمايل مع نغمات موسيقى الميلاد الهانئة.
وفي العاصمة بيروت، ارتفعت ككل عام في وسط المدينة شجرة ميلاد عملاقة، كما ارتفعت في أسواقها شجرة أخرى بالوان العلم اللبناني.
وفي مدينة "جبيل" الساحلية في جبل لبنان أضاءت البلدية شجرة شجرة عملاقة مصنوعة من المرايا تحت شعار "ليكن نورا" فيما عمت مصابيح الميلاد شوارع المدينة ليكون النور بمثابة رسالة في وجه الظلمة.
وفي شمال البلاد، احتلت شجرة الميلاد على ضفاف بحيرة "بنشعي" التي ترتفع 37 مترا المركز السادس عالميا بحسب الاحصاء الذي تعتمده صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" لأجمل المعالم المزينة بزينة وأضواء الميلاد.
وفي مدينة "الميناء" الشمالية ارتفعت أمام "كنيسة مار جرجس" شجرة ضخمة بارتفاع 25 مترا وبقاعدة تزن 25 طنا من الحديد وتضم آلاف المصابيح الكهربائية وحبال الإضاءة.
وفي الجنوب، ارتفعت شجرة الميلاد في مدن "النبطية" و"صور" و "صيدا" و "جزين" التي بلغ طول شجرتها 37 مترا لفت بعشرين ألف مترا من الشرائط الخضراء وبنحو 65 ألف مصباح، أما قاعدتها فبلغت 43 مترا مربعا من الإسمنت و 20 طنا من الحديد.
وفي بلدة "مرجعيون" ارتفعت شجرة البلدة بطول 16مترا حاملة اكثر من 5 آلاف مصباح كهربائي بكلفة زادت عن 20 ألف دولار.
أما في مقر قيادة القطاع الغربي في قوات الامم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) في بلدة "شمع" فقد حول الجنود إحدى الآليات المدرعة الى مغارة للاحتفال بعيد الميلاد كما زينوا شجرة في باحة المقر بالخوذ الزرقاء التي يعتمرها جنود حفظ السلام كتعبير عن العيد والسلام الذي أتوا من اجله.
وفي شرق البلاد بمدينة "زحلة"، خصصت البلدية وجمعية التجار في المدينة ميزانية بقيمة 40 الف دولار لزينة الميلاد حيث ارتفعت في شوارعها 11 شجرة ميلادية اضافة إلى نشر الحبال الكهربائية المضيئة على 300 شجرة طبيعية مزروعة على جانبي الطريق الرئيس بطول كيلو مترين ونصف ماجعل المدينة تبدو خلال ساعات الليل لوحة فنية رائعة.
وزرعت هذه الأشجار في كل المناطق الفرح والإبتسامات في كل اتجاه وكأن زينة الأعياد بسحرها اخرجت اللبناني من حالة التشاؤم التي يعيشها بسبب الأوضاع المتردية سياسيا واقتصاديا إلى جو من الأمل بمستقبل أفضل.
وقال سامر حجار المتمرس في فن التزيين والديكور لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذا العام كان الأكثر اثارة في مجال رفع اشجار الميلاد والزينة في كافة المناطق اللبنانية والتي تجاوزت المدن والقرى ذات الغالبية المسيحية المسيحية إلى المدن والقرى المسلمة."
وأضاف " أشجار الميلاد ركزت بشكل لافت في المناطق المسيحية والاسلامية والدرزية حيث جمعت مناسبة الأعياد كافة الطوائف حول الشجرة الميلادية."
من جهته، أشار جبور العسلي الذي يمتلك محلا لبيع الألعاب والزينة والمفرقعات أن رفع الزينة الميلادية تتكفل به عادة البلديات التي تخصص ميزانية لذلك كما يأخذ العديد من التجار والمتمولين على عاتقهم جانبا من كلفة الزينة.
وأوضح أن شجرة ميلادية كبيرة تكلف في الحد الأدنى مع زينتها ومصابيحها حوالي 2000 دولار أمريكي لكن بعض البلديات والهيئات التجارية والمجتمع المدني رفعت اشجارا تجاوزت تكلفتها 50 ألف دولار.
وقال إن "اضاءة شجرة الميلاد في الساحات العامة ترافقه احتفالات تحضرها شخصيات رسمية ودينية من مختلف الطوائف والاتجاهات لتتحول المناسبة إلى ما يشبه مهرجان فولكلوري حاشد يتخلله توزيع هدايا الميلاد على الأطفال.
كذلك اجتذب رونق اشجار الميلاد وزينتها النازحين السوريين في كافة المناطق اللبنانية حيث تراهم يقضون في محيط هذه الأشجار يلتقطون الصور التذكارية بهواتفهم النقالة.
وفي السياق ذاته، قال النازح السوري من "حلب" فريد العمار الذي كان مع اطفاله الخمسة حول شجرة الميلاد في بلدة "القليعة" الجنوبية يستمتعون بمراقبة مصابيحها الكهربائية المتعددة الألوان والأشكال "انها لحظات تعيدنا إلى ايام العز في بلدنا سوريا حيث كان الميلاد ورأس السنة يحظيان باحتفالات الفرح".
وأضاف بأسف "أفراح الميلاد تغيب في سوريا ليحل مكانها دوي القذائف واننا ننتظر ساعة ميلاد سوريا ولحظة توقف الحرب وعودة السلام وعندها سيكون عيدنا الحقيقي وميلادنا المجيد."





