صنعاء 19 ديسمبر 2015 (شينخوا) حققت القوات الموالية للحكومة اليمنية تقدما عسكريا مهما تمثل في استعادة مركز محافظة الجوف ومعظم مديرياتها وعدد من المعسكرات الاستراتيجية التي كانت تحت قبضة مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وتمكنت القوات العسكرية من السيطرة على مركز محافظة الجوف بما فيه المجمع الحكومي , وعلى معسكر اللبنات الاستراتيجي , ومعسكر اللواء (115 مدرع) مقر العمليات العسكرية في المحافظة, في عملية خاطفة يوم امس.
وكانت جماعة الحوثي سيطرت على مركز محافظة الجوف في يونيو الماضي بالتزامن مع انطلاق محادثات السلام بين الحكومة والجماعة في (جنيف1) , فيما تم استعادتها يوم امس بالتزامن كذلك مع محادثات السلام التي انطلقت الثلاثاء الماضي في سويسرا.
وتعد الجوف واحدة من المحافظات اليمنية الغنية بالنفط ويشكل سكانها ما نسبته 2.3 في المائة من إجمالي سكان الجمهورية.
وفي اطار استمرار العمليات العسكرية في الجوف .. استعادت القوات الحكومية اليوم معسكر " الجنجر" في مديرية "خب والشعف" الواقعة على الحدود مع السعودية ,وكذا على عدد من المديريات.
كما استعادت القوات معظم مديريات المحافظة الغنية بالنفط , والواقع اجزاء واسعة منها على الحدود مع السعودية.
وفي السياق .. قال مستشار محافظ الجوف احمد البحيح إن معظم محافظة الجوف بات تحت سيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة.
وأضاف في تصريح لوكالة انباء (شينخوا) أن القوات استعادت حتى مساء اليوم السيطرة على مديريات الحزم "مركز المحافظة" وخب والشعف والخلق والمتون وأجزاء كبيرة من الغيل والمصلوب والمطمة وأن أربع مديريات فقط لايزال للمليشيا تواجد فيها.
وأكد أن القوات تتقدم باتجاه تلك المديريات لتحرير المحافظة كليا من الحوثيين وقوات صالح.
وفي سياق متصل .. تقدمت القوات الموالية للحكومة اليوم إلى منطقة استراتيجية بين محافظتي صنعاء ومأرب.
وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة انباء (شينخوا) إن القوات الموالية للحكومة استعادت السيطرة كليا على "جبل الصلب" وهو جبل يطل على منطقة نهم التابعة اداريا لمحافظة صنعاء.
وأوضح المصدر أن الجبل يمثل فاصلا حدوديا أداريا بين محافظتي مأرب وصنعاء , ويطل على منطقة نهم من اتجاه صنعاء وعلى منطقة ماس من اتجاه محافظة مأرب.
وأضاف " أن المعارك مستمرة في محيط مفرق الجوف " مثلث طريق رئيسي" يصل العاصمة صنعاء بمحافظة الجوف ثم مأرب وباتجاه شبوة فحضرموت.
يأتي هذا في حين كانت قد سيطرت القوات الحكومية الخميس الماضي على معسكر "ماس" الاستراتيجي، في منطقة الجدعان إلى الجهة الشمالية محافظة مأرب.
وقال مصدر عسكري حينها " إن القوات الموالية للحكومة سيطرت كذلك على نقطتي "حلحلان" و "الجميدر" وهما عبارة عن حاجزين عسكريين كانت تتمركز فيهما قوات للحوثيين وأخرى موالية لصالح في الخط الرئيس الذي يصل محافظة مأرب باتجاه منطقة "مفرق الجوف".
ويرى مراقبون بأن تسارع العمليات العسكرية في مأرب والجوف بسبب انهيارات في صفوف الحوثيين والقوات الموالية لهم.
وقال المحلل العسكري اليمني حامد أبو البدين إن انكسارات الحوثيين وتقدم القوات الموالية للحكومة في الجوف ومأرب كان بسبب انهيار معنويات المقاتلين في صفوف الحوثيين.
وأضاف في تصريح لوكالة انباء (شينخوا) أن القوات الموالية للحكومة والتحالف العربي فرضت واقعا جديدا في مأرب والجوف بعد اشهر من الترتيب والتجهيز العسكري المحكم والدقيق.
واوضح ان " جماعة الحوثي وقوات صالح منيت بهزائم وانكسارات متتالية وهو ما يفسر انه نتيجة انهيار معنويات المقاتلين بسبب الضغط النفسي والبدني طيلة تسعة اشهر من الصمود في الجبهات".
وتابع قائلا : " الضربات الجوية للتحالف واستهدفها للقواعد العسكرية ومخازن الاسلحة والتحركات والامدادات اضعفت الحوثيين وقوات صالح, وهو ما جعلهم يخسرون في وقت قصير مناطق ذات جغرافيا استراتيجية كالجوف ومارب واللتان تمثلان مدخلا للعاصمة صنعاء وعمران وصعدة.
وفي السياق .. قال الصحفي علي عويضه ، ان " تسارع في العمليات العسكرية في مأرب والجوف جاء نتيجة ضربات التحالف العربي وفتح الحوثيين لأكثر من جبهة رئيسية في وقت واحد، إضافةً لمغامراتهم غير المحسوبة على الحدود مع السعودية.
وتابع " كل تلك العوامل تسببت في هذا الانهيار السريع للحوثيين في محافظتي مأرب والجوف".
وتزامن هذه العمليات مع استمرار محادثات السلام التي بدأت الثلاثاء الماضي في سويسرا برعاية أممية وأعلن حينها عن توقف اطلاق النار.
واتهمت القوات الموالية للحكومة الحوثيين بخرق إعلان وقف اطلاق النار.
وقالت رئاسة هيئة الاركان العامة، في بيان لها "إن القوات سيطرت على مركز محافظة الجوف ومعسكرات ماس "في مارب" واللبنات والخنجر والحزم "في الجوف, بعد نقض الحوثيين لوقف اطلاق النار الذي اعلن الثلاثاء الماضي".
وتخوض القوات الموالية للحكومة والحوثيين معارك عنيفة منذ مارس الماضي, دون أي مؤشرات عن انفراج وشيك من محادثات السلام القائمة.