(أهم الموضوعات الدولية) تقرير سنوي: قضية مكافحة الإرهاب ومستقبلها وسط "صراع العمالقة" في الشرق الأوسط

14:16:09 23-12-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم ثريا لوه

بكين 23 ديسمبر 2015 (شينخوا) مع اتساع نفوذ تنظيم الدولة (داعش) في سوريا والعراق وتزايد هجماته الإرهابية في أنحاء العالم، كثفت الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من القوى الكبرى استخدام قوتها في محاربة الإرهاب بالمنطقة.

غير أن المصارعة بينها حالت دون تحقيق النتائج المنشودة في استئصال الإرهاب سريعا، ويرى المحللون الصينيون أن "صراع العمالقة" بين الولايات المتحدة وروسيا مر بخمس مراحل حتى بلغ الآن مرحلة تخفيف حدة التوتر واتساع مجال المفاوضات بينهما، داعين المجتمع الدولي إلى اغتنام هذه الفرصة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وتنسيق جهوده في محاربة الإرهاب.

-- واشنطن وموسكو...مصارعة من خمس مراحل

لقد باتت سوريا في الوقت الراهن قضية خلافية كبرى و"حلبة مصارعة" رئيسية بين قوى عالمية وإقليمية تجرى فيها المصارعة على ثلاثة مستويات، أوله بين الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من القوى الكبرى خارج المنطقة، وثانيه بين قوى المنطقة نفسها، وثالثه بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها. وتسعى هذه القوى إلى تحقيق أهدافها الخاصة من الأزمة السورية، ولكن لا شك أن المصارعة بين الولايات المتحدة وروسيا سيكون لها الأثر المباشر الأكبر على مصير المنطقة.

وفي الواقع، تتمحور المصارعة الأمريكية -الروسية في سوريا جذريا حول مصير بشار الأسد، حيث تصر الولايات المتحدة على تنحيه، فيما تدعمه روسيا وترى أن مصيره في أيدي الشعب السوري.

وشهدت هذه" الحلبة" خمس مراحل من المصارعة بين الولايات المتحدة وروسيا وهي مرحلة مجابهة الوكلاء، ومرحلة التقدم الأمريكي والتقهقر الروسي، ومرحلة التقدم الروسي والتقهقر الأمريكي، ومرحلة المواجهة الشديدة، ومرحلة التهدئة الراهنة.

جاءت "المرحلة الأولى" في فترة ما قبل الغارات الجوية الأمريكية في سبتمبر عام 2014، عندما قامت الولايات المتحدة وروسيا بدعم وكيليهما بشكل منفصل من خلال المساعدة في التمويل، والتسليح، وتدريب الجنود، وتوفير المعلومات، وغيرها .

وجاءت المرحلة الثانية عندما شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد الإرهابيين داخل سوريا. وبدأ الجانب الأمريكي يعمل تحت مظلة مكافحة الإرهاب على تحقيق أهدافه المتمثلة في إسقاط الأسد، ولم تتحقق أي نتائج منشودة من حيث مكافحة الإرهاب بل على العكس اتسعت قوى داعش ونفوذه.

وجاءت المرحلة الثالثة عندما بدأت روسيا في شن غارات جوية ضد إرهابيي داعش في سوريا، وأخذت تدريجيا بزمام المبادرة في مكافحة الإرهاب على الساحة السورية وحققت نتائج ملحوظة مع مرور الأيام .

وهذه المرحلة مرحلة معقدة وحساسة حيث وقع خلالها حادث ذو تأثير كبير ألا وهو الاعتداءات الإرهابية في باريس وتأثيرها المباشر الذي تمثل في إحداث تقارب بين دول الاتحاد الأوروبي وروسيا في مجال مكافحة الإرهاب واتجاه الجانبين إلى التعاون في هذا الصدد. ولكن مع وقوع حدث كبير آخر فيما بعد ألا وهو إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية، تبدد التقارب الأوروبي الروسي المحتمل.

أما المرحلة الرابعة، فقد بدأت بالغارات الأمريكية الجديدة حيث سقطت أول قاذفة فيها على قوات الحكومة السورية. علاوة على ذلك، اتخذت الولايات المتحدة مع حلفائها سلسلة من التحركات الاستباقية ضد الجانب الروسي مثل دخول قوات تركية وقوات خاصة أمريكية الأراضي العراقية، ومطالبة بولندا لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بنشر أسلحة نووية داخلها وغيرهما من التحركات، وهو ما أدى إلى نشوء مواجهة حادة بين واشنطن وموسكو في المنطقة ستترك أثرا كبيرا على وضع المنطقة ووضع العالم برمته مستقبلا .

وخفت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الراهن بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو وتبنى مجلس الأمن الدولي لقرار بشأن الأزمة السورية يوم الخميس الماضي، كما بدا إصرار الولايات المتحدة على تنحى الأسد متزعزعا عندما صرح كيري خلال زيارته لموسكو بأن على واشنطن التفاوض مع الأسد لإنهاء الأزمة السورية رغم آراء المحللين الصينيين بأن ذلك الموقف موقف مؤقت إلى حد كبير...

-- مستقبل محاربة الإرهاب...المصارعة ستتواصل

وبدا في المنطقة الآن خطان رئيسيان لمكافحة الإرهاب أحدهما بقيادة الولايات المتحدة والآخر بقيادة روسيا. فقد أفادت التقارير بأن روسيا ستعزز قدرتها على توجيه ضربات جوية، ما يدل على أن موسكو مستعدة لتوسيع نطاق الضربات الجوية في سوريا رغم آراء البعض بأن روسيا قد تقع في مستنقع إذا ما طالت الحرب ضد داعش.

وتسفر المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا عن حالة من الشد والجذب بين الفنية والأخرى، إذ يرى المحللون الصينيون أن محور الخلاف مازال قائما بين الجانبين في ظل عدم توصلهما إلى تنازلات جذرية في قرار مجلس الأمن الذي اعتمد مؤخرا، وربما تصبح "حلبة الصراع" التالية بين الجانبين هي العراق. فدخول دبابات تركية دون موافقة هذا البلد يلمح إلى عزم واشنطن كسر تحالف موسكو في المنطقة عبر السيطرة على أضعف النقاط في تلك السلسلة، ألا وهي العراق.

ولكن المحللين الصينيين يشيرون إلى أنه رغم المواجهة الحادة بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة، إلا أنهما لا ترغبان في شن حرب في هذا الإقليم، بل تحاولان إيجاد أرضية مشتركة من خلال المصارعة. فعندما يكون الجانبان على شفا حرب، يتراجع كل منهما قليلا ليتسع مجال المصارعة والتفاوض، وعندما يهدأ التوتر بينهما، يحاول كل منهما تصعيد الوضع...ما يعنى أن المصارعة بين القوتين الكبريين ستتواصل.

وثمة جبهة جديدة لمحاربة الإرهاب تظهر في الأفق، ألا وهي التحالف الإسلامي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يرى المحللون أنه يحمل معنى إيجابيا ولكن لابد من جعله أكثر شمولية حتى لا يزيد الأمر تعقيدا وسط المصارعة القائمة بين القوى الكبرى في العالم.

ومع كل ذلك، أعرب المحللون الصينيون عن اعتقادهم بأنه طالما ازداد عدد الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب خصوصا ضد داعش، اتسع مجال المفاوضات بينها وزادت احتمالية تضافر قوى المجتمع الدولي بشكل حقيقي لاستئصال الإرهاب من جذوره.

-- حل الأزمة سياسيا... وتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب

وأشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة الماضي بالموافقة الجماعية لمجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2254، ووصفه بأنه "زخم جديد لحل الأزمة السورية".

ورأى وانغ يي أن القرار قرار متوازن يعكس وجود أرضية مشتركة أكبر. ولفت إلى أن هذا القرار الأممي يجسد التوافق الواسع للمجتمع الدولي والمتمثل في التمسك بالحل السياسي للأزمة السورية، ويوضح أن مصير سوريا ومستقبلها لابد أن يقررهما الشعب السوري بنفسه، ويحدد خارطة طريق للحل السياسي للأزمة، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة مشاركة الأمم المتحدة بشكل أوسع وأنشط في عملية الحل السياسي.

وأضاف الوزير أن القرار يتفق مع الموقف الأساسي للجانب الصيني وأيضا مع المصالح الأساسية للشعب السوري، وأن الصين تأمل في أن تبذل الأطراف جهودا مشتركة لتطبيق القرار في أسرع وقت ممكن.

وفي هذا الصدد، أشار المحللون الصينيون إلى أن الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام ويستأنف التنمية إلا من خلال حل قضية الإرهاب من جذورها. وتركزت مقترحاتهم على النواحي الثلاثة التالية:

وأولا، على دول المنطقة نبذ حالة العداء والكراهية، وتكثيف جهودها مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، واتخاذ إجراءات منسقة لمنع الإرهابيين من استخدام التحريض والتناقضات القومية لتجنيد أفراد ودفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية.

ثانيا، على المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى تعميق تنسيقها وتعاونها في محاربة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية ، كما إنه لابد للدول الغربية من نبذ المعايير المزدوجة وتقاسم المعلومات وتعزيز الرقابة على الإنترنت لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بشكل كامل.

ثالثا، على الدول الغربية نبذ سياساتها التدخلية التي تعتمدها منذ أمد طويل، والتكاتف مع المجتمع الدولي في مساعدة الدول الشرق أوسطية على تحقيق الإصلاح والتنمية الاقتصادية وبالتالي مساعدتها على تحقيق الاستقرار والرخاء.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

(أهم الموضوعات الدولية) تقرير سنوي: قضية مكافحة الإرهاب ومستقبلها وسط "صراع العمالقة" في الشرق الأوسط

新华社 | 2015-12-23 14:16:09

بقلم ثريا لوه

بكين 23 ديسمبر 2015 (شينخوا) مع اتساع نفوذ تنظيم الدولة (داعش) في سوريا والعراق وتزايد هجماته الإرهابية في أنحاء العالم، كثفت الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من القوى الكبرى استخدام قوتها في محاربة الإرهاب بالمنطقة.

غير أن المصارعة بينها حالت دون تحقيق النتائج المنشودة في استئصال الإرهاب سريعا، ويرى المحللون الصينيون أن "صراع العمالقة" بين الولايات المتحدة وروسيا مر بخمس مراحل حتى بلغ الآن مرحلة تخفيف حدة التوتر واتساع مجال المفاوضات بينهما، داعين المجتمع الدولي إلى اغتنام هذه الفرصة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وتنسيق جهوده في محاربة الإرهاب.

-- واشنطن وموسكو...مصارعة من خمس مراحل

لقد باتت سوريا في الوقت الراهن قضية خلافية كبرى و"حلبة مصارعة" رئيسية بين قوى عالمية وإقليمية تجرى فيها المصارعة على ثلاثة مستويات، أوله بين الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من القوى الكبرى خارج المنطقة، وثانيه بين قوى المنطقة نفسها، وثالثه بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها. وتسعى هذه القوى إلى تحقيق أهدافها الخاصة من الأزمة السورية، ولكن لا شك أن المصارعة بين الولايات المتحدة وروسيا سيكون لها الأثر المباشر الأكبر على مصير المنطقة.

وفي الواقع، تتمحور المصارعة الأمريكية -الروسية في سوريا جذريا حول مصير بشار الأسد، حيث تصر الولايات المتحدة على تنحيه، فيما تدعمه روسيا وترى أن مصيره في أيدي الشعب السوري.

وشهدت هذه" الحلبة" خمس مراحل من المصارعة بين الولايات المتحدة وروسيا وهي مرحلة مجابهة الوكلاء، ومرحلة التقدم الأمريكي والتقهقر الروسي، ومرحلة التقدم الروسي والتقهقر الأمريكي، ومرحلة المواجهة الشديدة، ومرحلة التهدئة الراهنة.

جاءت "المرحلة الأولى" في فترة ما قبل الغارات الجوية الأمريكية في سبتمبر عام 2014، عندما قامت الولايات المتحدة وروسيا بدعم وكيليهما بشكل منفصل من خلال المساعدة في التمويل، والتسليح، وتدريب الجنود، وتوفير المعلومات، وغيرها .

وجاءت المرحلة الثانية عندما شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد الإرهابيين داخل سوريا. وبدأ الجانب الأمريكي يعمل تحت مظلة مكافحة الإرهاب على تحقيق أهدافه المتمثلة في إسقاط الأسد، ولم تتحقق أي نتائج منشودة من حيث مكافحة الإرهاب بل على العكس اتسعت قوى داعش ونفوذه.

وجاءت المرحلة الثالثة عندما بدأت روسيا في شن غارات جوية ضد إرهابيي داعش في سوريا، وأخذت تدريجيا بزمام المبادرة في مكافحة الإرهاب على الساحة السورية وحققت نتائج ملحوظة مع مرور الأيام .

وهذه المرحلة مرحلة معقدة وحساسة حيث وقع خلالها حادث ذو تأثير كبير ألا وهو الاعتداءات الإرهابية في باريس وتأثيرها المباشر الذي تمثل في إحداث تقارب بين دول الاتحاد الأوروبي وروسيا في مجال مكافحة الإرهاب واتجاه الجانبين إلى التعاون في هذا الصدد. ولكن مع وقوع حدث كبير آخر فيما بعد ألا وهو إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية، تبدد التقارب الأوروبي الروسي المحتمل.

أما المرحلة الرابعة، فقد بدأت بالغارات الأمريكية الجديدة حيث سقطت أول قاذفة فيها على قوات الحكومة السورية. علاوة على ذلك، اتخذت الولايات المتحدة مع حلفائها سلسلة من التحركات الاستباقية ضد الجانب الروسي مثل دخول قوات تركية وقوات خاصة أمريكية الأراضي العراقية، ومطالبة بولندا لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بنشر أسلحة نووية داخلها وغيرهما من التحركات، وهو ما أدى إلى نشوء مواجهة حادة بين واشنطن وموسكو في المنطقة ستترك أثرا كبيرا على وضع المنطقة ووضع العالم برمته مستقبلا .

وخفت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الراهن بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو وتبنى مجلس الأمن الدولي لقرار بشأن الأزمة السورية يوم الخميس الماضي، كما بدا إصرار الولايات المتحدة على تنحى الأسد متزعزعا عندما صرح كيري خلال زيارته لموسكو بأن على واشنطن التفاوض مع الأسد لإنهاء الأزمة السورية رغم آراء المحللين الصينيين بأن ذلك الموقف موقف مؤقت إلى حد كبير...

-- مستقبل محاربة الإرهاب...المصارعة ستتواصل

وبدا في المنطقة الآن خطان رئيسيان لمكافحة الإرهاب أحدهما بقيادة الولايات المتحدة والآخر بقيادة روسيا. فقد أفادت التقارير بأن روسيا ستعزز قدرتها على توجيه ضربات جوية، ما يدل على أن موسكو مستعدة لتوسيع نطاق الضربات الجوية في سوريا رغم آراء البعض بأن روسيا قد تقع في مستنقع إذا ما طالت الحرب ضد داعش.

وتسفر المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا عن حالة من الشد والجذب بين الفنية والأخرى، إذ يرى المحللون الصينيون أن محور الخلاف مازال قائما بين الجانبين في ظل عدم توصلهما إلى تنازلات جذرية في قرار مجلس الأمن الذي اعتمد مؤخرا، وربما تصبح "حلبة الصراع" التالية بين الجانبين هي العراق. فدخول دبابات تركية دون موافقة هذا البلد يلمح إلى عزم واشنطن كسر تحالف موسكو في المنطقة عبر السيطرة على أضعف النقاط في تلك السلسلة، ألا وهي العراق.

ولكن المحللين الصينيين يشيرون إلى أنه رغم المواجهة الحادة بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة، إلا أنهما لا ترغبان في شن حرب في هذا الإقليم، بل تحاولان إيجاد أرضية مشتركة من خلال المصارعة. فعندما يكون الجانبان على شفا حرب، يتراجع كل منهما قليلا ليتسع مجال المصارعة والتفاوض، وعندما يهدأ التوتر بينهما، يحاول كل منهما تصعيد الوضع...ما يعنى أن المصارعة بين القوتين الكبريين ستتواصل.

وثمة جبهة جديدة لمحاربة الإرهاب تظهر في الأفق، ألا وهي التحالف الإسلامي العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية الذي يرى المحللون أنه يحمل معنى إيجابيا ولكن لابد من جعله أكثر شمولية حتى لا يزيد الأمر تعقيدا وسط المصارعة القائمة بين القوى الكبرى في العالم.

ومع كل ذلك، أعرب المحللون الصينيون عن اعتقادهم بأنه طالما ازداد عدد الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب خصوصا ضد داعش، اتسع مجال المفاوضات بينها وزادت احتمالية تضافر قوى المجتمع الدولي بشكل حقيقي لاستئصال الإرهاب من جذوره.

-- حل الأزمة سياسيا... وتضافر الجهود لمكافحة الإرهاب

وأشاد وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة الماضي بالموافقة الجماعية لمجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2254، ووصفه بأنه "زخم جديد لحل الأزمة السورية".

ورأى وانغ يي أن القرار قرار متوازن يعكس وجود أرضية مشتركة أكبر. ولفت إلى أن هذا القرار الأممي يجسد التوافق الواسع للمجتمع الدولي والمتمثل في التمسك بالحل السياسي للأزمة السورية، ويوضح أن مصير سوريا ومستقبلها لابد أن يقررهما الشعب السوري بنفسه، ويحدد خارطة طريق للحل السياسي للأزمة، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة مشاركة الأمم المتحدة بشكل أوسع وأنشط في عملية الحل السياسي.

وأضاف الوزير أن القرار يتفق مع الموقف الأساسي للجانب الصيني وأيضا مع المصالح الأساسية للشعب السوري، وأن الصين تأمل في أن تبذل الأطراف جهودا مشتركة لتطبيق القرار في أسرع وقت ممكن.

وفي هذا الصدد، أشار المحللون الصينيون إلى أن الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام ويستأنف التنمية إلا من خلال حل قضية الإرهاب من جذورها. وتركزت مقترحاتهم على النواحي الثلاثة التالية:

وأولا، على دول المنطقة نبذ حالة العداء والكراهية، وتكثيف جهودها مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، واتخاذ إجراءات منسقة لمنع الإرهابيين من استخدام التحريض والتناقضات القومية لتجنيد أفراد ودفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية.

ثانيا، على المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى تعميق تنسيقها وتعاونها في محاربة داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية ، كما إنه لابد للدول الغربية من نبذ المعايير المزدوجة وتقاسم المعلومات وتعزيز الرقابة على الإنترنت لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بشكل كامل.

ثالثا، على الدول الغربية نبذ سياساتها التدخلية التي تعتمدها منذ أمد طويل، والتكاتف مع المجتمع الدولي في مساعدة الدول الشرق أوسطية على تحقيق الإصلاح والتنمية الاقتصادية وبالتالي مساعدتها على تحقيق الاستقرار والرخاء.

الصور

010020070790000000000000011101451349445581