نموذج للتعاون بين بلدان الجنوب
أصبحت العلاقات التي طورتها الصين مع أمريكيا اللاتينية وأفريقيا نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب الذي يرتكز على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة.
أولا، تعتبر الصين ودول أمريكا اللاتينية وأفريقيا بعضهما البعض شركاء متساويين.
وقال شي في الجلسة الافتتاحية لأول اجتماع وزاري لمنتدى مجموعة دول أمريكيا اللاتينية والكاريبي في شهر يناير إن "جميع دول مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي, سواء كانت غنية أو فقيرة، متساوية في إطار عمل المنتدى."
وقال وزير خارجية الاكوادور, ريكاردو باتينو إن الصين أظهرت رغبتها في تأسيس علاقات على أساس الاحترام المتبادل.
وأضاف باتينو "أنها أظهرت بالطريقة التى تتعاون بها مع دول أمريكا اللاتينية، أنها ليست قائمة على شروط لكنها تتسم دائما بالاحترام."
ووصف شي الصين وأفريقيا في قمة جوهانسبرج بأنهما تتمتعان بعلاقات صداقة وشراكة وإخوة جيدة ومستقبل مشترك, قائلا إن الجانبين كانا دائما مجتمعا ذا مصير مشترك ولديهما خبرات تاريخية متشابهة ولدت علاقات صداقة عميقة بين شعوبهما.
وقال شي "إن الصين تلتزم بقواعد الإخلاص والنتائج العملية والألفة والثقة التامة وتتمسك بقيم الصداقة والعدل والمصالح المشتركة في علاقاتها مع إفريقيا."
وقال جيريشون إيكيارا, محاضر في الاقتصاد الدولى في جامعة نيروبي، إن الصين تعاملت مع دول إفريقية "بطريقة أكثر ودية بدون تمييز على أساس سياسات البلاد السياسية او الاقتصادية أو ظروفها."
ثانيا, ترتكز علاقات الصين مع الدول النامية على أساس المنفعة المتبادلة.
وقال وانغ إنه " خلال التعاون مع الدول النامية ستأخذ الصين في اعتبارها حاجتها للتنمية الذاتية .. وليس التجارة والاستثمار فقط أو مجرد بيع الموارد والطاقة لمرة واحدة."
وقال كارفالهو, الخبير البرازيلي إن "الصين لديها مصالح استراتيجية في أمريكا اللاتينية, وهى منطقة تنتج وتصدر كمية كبيرة من المنتجات الغذائية والسلع."
وأضاف الخبير أن " هذا الاهتمام الكبير تظهره حقيقة أنه خلال عامين زار الرئيس شي ورئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ أمريكا اللاتينية وشاركا في قمم رفيعة المستوى."
واقترح لي خلال زيارته إلى أمريكا اللاتينية في شهر مايو نموذجا جديدا للتعاون في الطاقة الانتاجية يسمى "ثلاثة فى ثلاثة" ويعني البناء المشترك لثلاث طرق للامدادات اللوجستية والطاقة الكهربائية والمعلومات, والاستغلال الكامل للتفاعل بين ثلاثة كيانات من القطاع الخاص والمجتمع والحكومة واستخدام ثلاث قنوات مالية من بينها التمويل والقروض الائتمانية والتأمين.
وقال وانغ إن نموذج "ثلاثة فى ثلاثة" لا يلبى فقط احتياجات أمريكا اللاتينية, ولكن سيؤدى لفتح قنوات جديدة للتعاون رفيع المستوى بين الصين ودول نامية أخرى, وخاصة الكيانات الاقتصادية الناشئة, ما يؤدى لبدء حقبة جديدة من التعاون بين بلدان الجنوب.
ونالت التدابير التي أعلنها شي في قمة منتدى التعاون بين الصين وأفريقيا في جوهانسبرج في بداية شهر ديسمبر أيضا استحسان الدول الأفريقية.
وقال وزير خارجية ليسوتو تلوهانغ سيخاماني, إن "الدول الأفريقية في حاجة شديدة للتدابير التي أعلنها شي. ومن الواضح أن الصين تريد أن تكون شريكا يتطلع للتعاون مع أفريقيا وتسعى للحصول على فرص لتعاون متبادل النفع حقيقي وليس السعى من أجل الهيمنة."
وبالإضافة إلى ذلك، يرحب التعاون بين الصين والدول الناشئة بأطراف ثالثة, ما يساعد على التنمية العالمية وسط التباطؤ الاقتصادي والتأثير طويل المدى للأزمة المالية في أنحاء العالم.
وقال وانغ إنه على سبيل المثال, فإن جزءا من القدرة الإنتاجية عالية المستوى التي انتقلت من الصين إلى أمريكا اللاتينية جاءت من شركات من دول متقدمة, مشيرا إلى قطع غيار رئيسية لسيارات المترو والعبارات فى البرازيل كمثال. وأضاف وانغ أن هذه يعنى أن الدول المتقدمة تعد جزءا أيضا في التعاون في قدرة الإنتاج بين الصين وأمريكيا اللاتينية بينما يواصل الطرفان تعميق علاقاتهما التعاونية.
واستطرد وانغ أن التعاون في القدرة الإنتاجية بين الصين وأمريكيا اللاتينية والذي مفتوح لأطراف ثالثة، لا يسعى فقط لتحقيق تعاون متبادل النفع للصين وأمريكا اللاتينية, ولكن أيضا من أجل سيناريو يحقق المنفعة للجميع بما فى ذلك الدول النامية والمتقدمة.
وقال ماركيلو فيرنانديز, نائب وزير خارجية الاكوادور السابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إنه يعتقد أن تعميق الصين علاقاتها مع دول نامية أخرى يتعلق بشكل أكبر بالتعاون بين بلدان الجنوب, وليس برغبتها في الهيمنة.
وأضاف فيرنانديز أنه "لقد تركنا الاستعمار الجديد خلفنا. لا أعتقد أن التعاون بين الصين وافريقيا يمثل استعمارا جديدا. أنه ببساطة تعاون متبادل النفع."
وقال مونيني ماشاريا, محاضر دولي في الجامعة الدولية الأمريكية في نيروبي بكينيا إن "التعاون بين الصين وأفريقيا, كجزء هام وكبير في التعاون بين بلدان الجنوب، ثبت نجاحه."
وقال فيرناندو رايز ماتا, سفير شيلي السابق لدى الصين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن أول اجتماع وزاري لمنتدى الصين ومجموعة دول أمريكيا اللاتينية والكاريبي يمثل " خطوة في تأسيس نظام عالمي جديد".
وأضاف رايز أن المنتدى يعد جزءا من مشروع بناء نظام عالمي جديد قائم على أساس "المصالح المشتركة" ولكن داخل "اطار عمل يسعى للتنوع."
وقال برونو أيلون الباحث في معهد الدراسات الوطنية المتقدمة في اكوادور إن التعاون بين الصين وأمريكيا اللاتينية يمثل "نظرة سياسية" تسعى "لعالم أكثر تعددية, حيث نجحت مراكز القوى الجديدة في تحقيق التوازن أمام هيمنة الدولة الغربية". /نهاية الخبر/