مانيلا 24 ديسمبر 2015 (شينخوا) من المقرر أن تعزز مبادرة "الحزام والطريق" وبنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية، اللتان طرحتهما الصين لتحسين البنية التحتية والترابط في منطقة آسيا-الباسيفيك، العلاقات متعددة الأطراف والنمو الاقتصادي في المنطقة.
وبفضل الجهود المشتركة للصين والدول المعنية بشأن تطوير البنية التحتية والترابط في المنطقة، ستشهد دول آسيا-الباسيفيك تنمية اجتماعية أقوى ونموا اقتصاديا قويا في السنوات المقبلة.
--تطوير البنية التحتية والترابط
ووجدت دراسة لبنك التنمية الآسيوي أن منطقة آسيا-الباسيفيك تحتاج إلى استثمارات بقيمة 8 تريليون دولار أمريكي في البنية التحتية.
وقال محللون إن دول آسيا-الباسيفيك أدركت أن الدول التي تملك بنية تحتية أفضل ستتطور أسرع ويوجد لديها قناعة مشتركة بأن التكامل الاقتصادي الإقليمي سيفيد الجميع.
واُقترحت مبادرة الحزام والطريق كشبكة للتجارة والبنية التحتية. وستربط آسيا بأوروبا وإفريقيا من خلال الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.
وقال، بينيتو ليم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة اتينيو دي مانيلا ، "لذلك جاءت مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. فمع توافر الاستثمارات، تتمكن الدول من تسريع إقامة مشروعات البنية التحتية من أجل دفع النمو الاقتصادي قدما."
ومنذ طرحها قبل عامين حازت المبادرة على إشادة على نطاق واسع في القارات الثلاث حيث أنها تقدم فرصا عديدة للتنمية المشتركة في الدول والمناطق المعنية.
وقال ريتشارد جواد حيدريان، المتخصص في الشؤون الآسيوية وأستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة ديلاسال، إن مبادرة الحزام والطريق الصينية ستكون ضرورية لسد العجز الهائل في تمويل إنشاء البنية التحتية في آسيا.
وأضاف أن الصين في وضع فريد لتحسين الترابط الداخلي والمشهد العام للبنية التحتية في آسيا.
--الصين تجلب الأمل
وخلال قمة) آبيك( التي عقدت في مانيلا في نوفمبر، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين أنشأت ووضعت صندوق طريق الحرير حيز التنفيذ، وتعمل الآن بنشاط مع أكثر من 50 دولة للترتيب لإطلاق بنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية.
وقال شي، الذي وصف البنك بأنه منصة مهمة داعمة للترابط الإقليمي، إن الصين تعمل مع الدول الأخرى المعنية على تسريع الترتيبات وتوقع أن يتم تدشين البنك رسميا بحلول نهاية هذا العام.
وجلب بنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية الثقة والأمل لدول أعضاء رابطة جنوب شرق آسيا ) الآسيان( لما أنه سيوفر الدعم المالي للمشاريع الكبرى في المنطقة، وفقا لما ذكره بامبانغ سوريونو، رئيس مؤسسة نانيانغ آسيان ومقرها جاكرتا.
وقال ويلسون لي فلوريس، الكاتب بصحيفة ((ستار)) الفلبينية، إن الصين يمكن أن تسهم في النمو الاقتصادي الشامل للمنطقة " من خلال المساعدة بنشاط في تحديث البنية التحتية مثل القطارات فائقة السرعة والطرق السريعة...إلخ، وهو ما سيجلب ثمار النمو الاقتصادي لمزيد من الناس".
وقال ليم" إنه مسعى غير عادي وإستراتيجية جديدة لم أشهدها من قبل. فمن خلال المبادرة، تشجع الصين الدول على إقامة شراكة اقتصادية وتعزيز الترابط والتكامل."
وحتى قبل تأسيس بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية، سعت الصين بالفعل إلى تعزيز التعاون مع الدول المعنية لتحسين الترابط في المنطقة.
ومثل تدشين المشروعين الصيني -التايلاندي والصيني -اللاوسي للسكك الحديدية علامة بارزة على تكثيف الترابط في منطقة آسيا -الباسيفيك.
ويعد مشروع السكك الحديدية الصيني-اللاوسي أول مسار خارجي يربط لاوس مع شبكة السكك الحديدية الواسعة للصين، ويتم ربط السكك الحديدية في تايلاند والبالغ طولها 845 كيلومترا مع الخط بين الصين ولاوس.
ومن المتوقع أن يساعد مشروعا السكك الحديدية على تعزيز التبادلات والتعاون بين دول آسيا -الباسيفيك في مجالات التجارة والاستثمار والخدمات اللوجيستية والسياحة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة.
--طرق مؤدية إلى الرخاء
ويمكن أن يتواصل الرخاء في المنطقة بالاستثمار الضخم في البنية التحتية من جانب الصين والدول المعنية.
ووفقا لتقرير الآفاق الاقتصادية العالمية للعام 2014، أشار صندوق النقد الدولي إلى ضرورة إنفاق المزيد على البنية التحتية لدفع عجلة الاقتصاد العالمي.
ووجد التقرير إن ذلك لو تم بكفاءة فإن كل دولار واحد سينفق على البنية التحتية سيولد عائدا قدره 3 دولارات في الإنتاج.
وقال، ايلان لو، الباحث البارز ورئيس مؤسسة ماير براون جي أس أم لآسيا، إن مبادرة الحزام والطريق من شأنها أن تعزز الطلب وتخلق فرصا للناس في منطقة آسيا-الباسيفيك لسنوات عديدة.
وقال بيت بوتيلير، وهو أستاذ مساعد رفيع في الدراسات الصينية بمدرسة الدراسات الدولية المتقدة بجامعة جون هوبكنز، " عندما توفر بنية تحتية أولا ستأتي التنمية لاحقا. بدون بنية تحتية لن تتحقق تنمية مستدامة".
وأضاف بوتيلير " الصين لديها رأس مال كبير وخبرة كبيرة في بناء البنية التحتية ليس فقط في الطرق والجسور وإنما أيضا في المعدات وخاصة القطارات فائقة السرعة والقطارات العادية".
وفي أكتوبر هذا العام، وقعت الصين وإندونيسيا اتفاقية بشأن مشروع مشترك لبناء وتشغيل وصلة قطار فائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ.
وقال رئيس شركة بي تي بيلر سينيرجي بي يو ام أن اندونيسيا صلاح لومبان بعد توقيع الاتفاقية " هذه حلقة جديدة في إندونيسيا، ولاسيما في مشروع النقل لما أنها ستعزز الأنشطة الاقتصادية فى المناطق الواقعة على طول المحور يخدمها قطار فائق السرعة، ما سيسهم في النهاية في النمو الاقتصادي الوطني".