بيروت 24 ديسمبر 2015 (شينخوا) حذرت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في تقرير أذاعته اليوم (الخميس) من اندفاع ازمة اللجوء السوري في لبنان الى التأزم أكثر بتداعياتها على مجمل الاوضاع العامة للبنان.
وأشار التقرير الى انه "يوما اثر يوم تندفع ازمة اللجوء السوري في لبنان الى التأزم اكثر وترخي بتداعياتها الامنية والاقتصادية والمعيشية والتربوية والصحية والاجتماعية والسكانية على مجمل الاوضاع العامة للبنان".
ولفت التقرير الى أن "لبنان يتحمل الجزء الاكبر من تبعات ازمة اللجوء السوري مع تناقص متسارع لحجم المساعدات الدولية وتراخي المساعدات العربية وتراجعها الى ما دون الخمسين بالمئة عما كانت عليه منذ بدء الازمة السورية".
وشدد على "انخفاض قدرة المجتمعات المحلية اللبنانية على النهوض بعبء اللجوء السوري الكبير في ظل اوضاع سياسية واقتصادية وامنية لبنانية هي الاكثر تدهورا".
وجدد التقرير التذكير بأن "70 في المائة من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حاليا تحت خط الفقر الذي لا يزيد على 4 دولارات أمريكية في اليوم" وذلك بحسب التقييم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان للعام 2015 الصادر عن المفوضية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وأكدت ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار بحسب التقرير ان "النازحين بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تضامننا ودعمنا وأنه من دون استجابة إنسانية قوية ومستدامة قد يغوص النازحون أكثر فأكثر في الفقر".
وأشارت إلى "تزايد اعتماد النازحين على الديون والمساعدات الإنسانية واقتران ذلك بتراجع في نوعية المواد الغذائية المستهلكة وانخفاض في النفقات نظرا للموارد المحدودة."
وأوضحت جيرار ان "90 في المائة من أكثر من مليون نازح سوري في لبنان غارقون اليوم في حلقة مفرغة من الديون وأنه وفقا لنتائج التقييم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين تضطر أسرة من أصل كل 3 أسر سورية إلى إنفاق ما لا يقل عن 400 دولار أميركي أكثر من دخلها الشهري وهو الأمر الذي يجعلها تخفض نفقاتها من أجل تغطية حاجاتها الحياتية الأساسية".
وأعربت ممثلة برنامج الأغذية العالمي جواهر عاطف بحسب التقرير عن "قلقها الشديد حيال نتائج التقييم السنوي" مشيرة الى "بلوغ مستوى انعدام الأمن الغذائي المعتدل نسبة 23 في المائة من الأسر في حين انخفضت نسبة الأسر التي تتمتع بأمن غذائي من 25 في المائة في العام 2014 إلى 11 في المائة في العام 2015."
واعتبرت عاطف ان "هذه النتائج هي بمثابة دعوة ملحة إلى اتخاذ الإجراءات وتلبية الاحتياجات والتصدي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين المتزايدة هنا في لبنان في أسرع وقت ممكن".
وكان التقييم السنوي لعام 2015 قد أظهر أن "ثلثي أطفال النازحين دون سن الخامسة يتناولون أقل من ثلاث وجبات ساخنة في اليوم وان 3 في المائة فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 شهرا حصلوا على الحد الأدنى من النظام الغذائي المقبول."
وفضلا عن الحد من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية في وجبات الطعام وتجاهل الأمراض يشير التقييم الى تزايد عدد النازحين الذين يخرجون أطفالهم من المدارس ويرسلونهم للعمل حيث يصبحون عرضة للاستغلال.
ونقل تقرير المفوضية عن ممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا بأن "الأزمة السورية هي مأساة حقيقية بالنسبة إلى الأطفال وهي تؤثر بشكل كبير على نموهم حيث أن تعرض الأطفال للعنف والفقر والتشرد سيسفر عن عواقب وخيمة على كل من المدى المنظور والطويل".
ولفت التقرير الى ان "جوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان قد تفاقمت جراء الاحتياجات الإضافية التي باتت مطلوبة منذ شهر يناير الماضي في ما يتعلق بإقامتهم في لبنان حيث يجب تجديد الإقامة كل 6 أشهر وتوقيع تعهد بعدم العمل."
وأضاف أن معظم "النازحين السوريين الذين يعملون يفعلون ذلك بشكل غير رسمي من خلال إيجاد فرص عمل في الزراعة أو البناء لبضعة أيام كل شهر ولا يكسبون عادة أكثر من 15 دولارا أمريكيا في اليوم أما النساء والأطفال فيكسبون أقل من 4 دولارات أمريكية في اليوم مقابل العمل في الزراعة".
ولفت التقرير الى ان نسبة التمويل المطلوب للعام 2015 والبالغة قيمته 1.87 مليار دولار أمريكي لم يتوفر منه سوى 49 في المائة فقط.
يذكر أن الحكومة اللبنانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة كانت أطلقت في الأسبوع الماضي نداء للعام 2016 بقيمة 2.48 مليار دولار أمريكي من أجل تغطية احتياجات النازحين في لبنان فضلا عن المجتمعات المضيفة والمؤسسات العامة اللبنانية المتأثرة جراء الأزمة.