بغداد 27 ديسمبر 2015 (شينخوا) استعاد العراق خلال العام 2015 أغلب المدن والأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي في العام السابق، رغم الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة، والخلافات السياسية، التي دفعت الشعب للخروج مطالبا بإصلاح العملية السياسية ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات.
محاربة داعش وتحرير المدن
شكل العام 2015 بداية جيدة للقوات العراقية في استعادة المدن والبلدات من سيطرة تنظيم داعش الارهابي ففي الشهر الاول منه تمكنت تلك القوات مع الحشد الشعبي من تحرير الأجزاء الجنوبية من محافظة صلاح الدين، كما تمكنت في الشهر الذي يليه من استعادة البلدات والقرى الواقعة شمال وشمال شرقي محافظة ديالى، وفي نهاية الشهر الثالث تمكنت من استعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين والبلدات المحيطة بها، وبذلك سجلت القوات العراقية انتصارا كبيرا وخطوة مهمة في محاربة الارهاب وبداية انهيار التنظيم المتطرف.
وواصلت القوات العراقية انتصاراتها وتمكنت من استعادة مدينة بيجي شمالي محافظة صلاح الدين، ومصفاتها التي تعد أكبر مصفاة في الشرق الأوسط ، فضلا عن البلدات والقرى التابعة لها، وبذلك وجهت القوات العراقية ضربة قاصمة أخرى للتنظيم الارهابي كونها اوقفت سرقاته من نفط مصفاة بيجي.
كما سيطرت على نقطة العبور الاستراتيجية الواقعة في منطقة الفتحة شمال بيجي والتي تعد نقطة اتصال بين محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار وبذلك حرمت التنظيم المتطرف من استخدامها في تنقلاته وإيصال الامدادات لمقاتليه.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، " إن قواتنا الامنية والعسكرية تحارب تنظيم داعش على عدة جبهات، وقد حررنا ثلث الاراضي التي استولى عليها تنظيم داعش في السابق"، مؤكدا ان الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم الارهابي في تناقص كل يوم.
وأضاف "ندفع داعش إلى الوراء، والان حررنا الرمادي وبدأنا بتطهيرها، وحررنا محافظات ديالى وصلاح الدين بالكامل، وحررنا المناطق في حزام بغداد وحولها، وبغداد أصبحت آمنة ولا يوجد اي تهديد عسكري عليها، وبعد تحرير الرمادي بقي لدينا تحرير الموصل وهي اخر محطة لدفع تنظيم داعش عن العراق".
إلى ذلك، قال المحلل السياسي صباح الشيخ لـ ((شينخوا)) "رغم الخلافات السياسية والازمة المالية الخانقة، إلا ان الحكومة العراقية نجحت في توفير المعدات والأسلحة التي تحتاجها قواتها، ما مكنها من تحقيق انتصارات كبيرة على التنظيم المتطرف خلال العام 2015 حيث استعادت محافظة ديالى بالكامل ومحافظة صلاح الدين ماعدا بلدة الشرقاط، ومدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، فضلا عن استعادة قوات البيشمركة الكردية لمدينة سنجار التابعة لمحافظة ننيوى، وعدة قرى تابعة لمدينة كركوك.
وأوضح الشيخ أن التنظيم المتطرف فقد مساحات واسعة من الاراضي التي كان يسيطر عليها سابقا وهي مناطق تحتوي على موارد نفطية كبيرة، مثل حقول مكحول وعلاس وعجيل ومصفاة بيجي فضلا عن موارد أخرى، مبينا أن امدادات التنظيم قطعت بين العراق وسوريا، وبين سوريا وتركيا، وتم تشديد الحصار عليه من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وهذه مؤشرات على قرب انتهاء وجود هذا التنظيم في العراق.
وأكد الشيخ أن الدعم الذي حظي به رئيس الوزراء حيدر العبادي من الشعب والمرجعية الدينية في محاربة الارهاب مكنه من خلال التعاون مع عدة أطراف دولية واقليمية لوضع خطط استراتيجية وعملية متطورة ساهمت في تحقيق الانتصارات على تنظيم داعش واستعادة العديد من المدن والبلدات العراقية.
وعلى الرغم من النتائج الجيدة التي حققتها القوات العراقية ميدانيا في استعادة محافظات ومدن مهمة خلال العام 2015، إلا أن العراق دفع ثمنا باهظا في تصديه للإرهاب ، فقد عدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، عام 2015 بانه "الأقسى وحشية وعنفا ضد أطفال العراق" بسبب جرائم وانتهاكات تنظيم داعش، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى بإحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان فاضل الغراوي في بيان إن "العام الحالي 2015 كان الأقسى وحشية وعنفا ضد أطفال العراق بسبب انتهاكات وجرائم تنظيم داعش"، مضيفا إن "التنظيم استخدم الأطفال كدروع بشرية وتاجر بهم داخليا وخارجيا عبر أسواق النخاسة وجند أكثر من ألف طفل في الموصل من أعمار خمس سنوات إلى 15 سنة واستخدمهم كانتحاريين وباع الأعضاء البشرية لقسم منهم"، مبينا أنه "تم الاعتداء على الأطفال جنسيا وبشكل جماعي وهجر أكثر من مليون و500 ألف طفل من منازلهم قسرا ودفن عدد منهم في مقابر جماعية مع ذويهم وأجبرهم التنظيم المتطرف على القيام بأعمال السخرة".
كما خسر العراق خلال العام 2015 وبحسب إحصائيات رسمية صادرة عن بعثة الأمم المتحدة (يونامي) لمساعدة العراق، ما مجموعه (11118) قتيلا و (18419) جريحا، بتفجيرات وأعمال عنف مختلفة وقعت غالبيتها في العاصمة بغداد، والمحافظات الشمالية والغربية.
من جانبه، اعتبر بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الاول ساكو بان 2015 "أسوء" عام بالنسبة للمسيحيين في العراق، قائلا في بيان " إن العام 2015 هو الأسوأ بالنسبة للمسيحيين، إذ عانوا من الفكر المتشدد الممنهج ضدهم، خاصة الإكراه في قانون البطاقة الوطنية الموحدة، ومحاولات فرض الحجاب على المسيحيات، واستيلاء بعض الميليشيات على دور المسيحيين، وقيام مجهولين بانتهاك مقابر مسيحية في كركوك".
مشرعون يصدقون على اول قانون لمكافحة العنف الاسرى في الصين