بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 31 ديسمبر 2015 (شينخوا) يحتفل العالم في مشارق الأرض ومغاربها مساء اليوم (الخميس) برأس السنة الميلادية، بالكثير من المهرجانات الصاخبة ، غير أن التاريخ يسجل أن المصريين القدماء كانوا أول من احتفل ببداية العام الجديد.
وأقام المصريون القدماء مظاهر عدة للاحتفال ببداية العام الجديد حسب التقويم الفرعوني، منذ أكثر من 7500 سنة.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى لوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار المصرية، أن أقدم تقويم عرفته البشرية هو التقويم المصرى القديم وهو التقويم التحوتى المقدس.
وقال ريحان لوكالة أنباء (شينخوا) إن التقويم التحوتي المقدس بدأ كما ورد فى قوائم المؤرخ المصرى القديم مانيتون فى العام الأول من حكم الملك حور عما (أثوتيس) إبن الملك مينا عام 5557 ق.م.
وأشار ريحان إلى أن بداية العام التحوتى أى عيد رأس السنة توافق التاسع عشر من شهر يوليو فى التقويم الميلادى الحالى وكان احتفال المصريين بذلك العيد الذى بدأ منذ 7523 ق.م هو أول عيد عرفته البشرية.
وقال إن شجرة عيد الميلاد الحالية ارتبطت بأقدم الأساطير المصرية القديمة، وهى أسطورة الثالوث المقدس، وان المصريين القدماء احتفلوا بشجرة الحياة التى يختارونها من الأشجار دائمة الخضرة رمز الحياة المتجددة .
وأوضح أن هذه العادة انتقلت من مصر إلى سوريا ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر الأبيض لتظهر فى أعياد الرومان ثم تعود مرة أخرى لتظهر فى الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ، "شجرة الكريسماس"، وهى الشجرة التى تحتفظ بخضرتها طول العام مثل شجرة السرو وشجرة الصنوبر وهكذا أهدى المصرى القديم شجرة الميلاد للعالم أجمع .
ونوه إلى انتقال الاحتفال من مصر إلى حضارات الشرق خلال الدولتين القديمة والوسطى كما انتقل عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسى إلى يوليوس قيصر .
وأضاف أن كليوباترا كلفت العالم المصرى سوسيجين بجامعة الإسكندرية القديمة بنقل التقويم المصرى للرومان ليحل محل تقويمهم القمرى وأطلقوا عليه اسم "التقويم القيصرى"، وعملت به روما وبلاد أوروبا عدة قرون حتى قام البابا جريجورى الثالث بتعديله عام 1852م .
واردف قائلا "وبالتالي فإن التقويم العالمى الحالى هو فى جوهره عمل مصرى منحه المصريون القدماء لكل البشرية، كما انتقلت مع التقويم تقاليد الاحتفال برأس السنة .
ولفت ريحان إلى أن المصريين القدماء أطلقوا مصطلحا لتهنئة بعضهم البعض فى عيد رأس السنة بقولهم (سنة خضراء) حيث كانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء .
من جانبه، يقول جمال أمين مدير متاحف مصر الوسطى، أن من أقدم التقاليد وابرز المظاهر التي ظهرت مع الاحتفال براس السنة الفرعونية صناعة الكعك والفطائر، مشيرا إلى حرص المصريين في هذا اليوم على الخروج إلى المتنزهات والحقول والنيل فيما يعرف بـ "الأيام الخمسة المنسية" وهي أخر خمسة ايام من السنة المنصرمة.
واضاف أمين أن المصريين كانوا يذهبون في تلك الأيام إلى المقابر حاملين سلال الطعام و الرحمة لاحياء ذكرى موتاهم كل عام، وتعبيرا عن رمز الخلود الذي أمن به المصريون القدماء.
وحرص المصريون في نهاية كل عام ومطلع العام الجديد على تنظيم المسابقات والالعاب ووسائل التسلية والترفيه واقامة حفلات الموسيقى والرقص.
وكانت من الاكلات المفضلة لدى المصريين القدماء في راس السنة بط الصيد، والأوز المشوي، والأسماك المجففة والمملحة، والتي كانت تعد خصيصا لهذا العيد، وكان الكثير منهم يستغل هذا الاحتفال للزواج.