سان خوسيه 2 يناير 2016 (شينخوا) أدت خلافات بين دول أمريكا الجنوبية إلى تقطع السبل أمام أكثر من 8 آلاف مهاجر كوبي، كانوا متجهين إلى الولايات المتحدة، ويتواجدون حاليا في كوستاريكا، حيث مضى على بقائهم هناك 50 يوما، وذلك بحلول يوم السبت.
وبدأت الرحلة بالنسبة للكثير من هؤلاء المهاجرين انطلاقا من الإكوادور في شهر نوفمبر، حيث تدفقوا إلى هناك بعد إعلانها عن رفع القيود المفروضة على تأشيرات الدخول بالنسبة للمسافرين الكوبيين.
من هناك، بدؤوا رحلة محفوفة بالمخاطر عبر كولومبيا وأمريكا الوسطى والمكسيك للوصول إلى الولايات المتحدة التي تتبع سياسة "القدم المبتلة، القدم الجافة" التي تسمح لأي كوبي وطأت قدمه التراب الأمريكي بالحصول على حق اللجوء ويعقبها الحصول بشكل سريع على الإقامة "الغرين كارد".
وقد اتجه العديد من المهاجرين إلى المهربين لمساعدتهم على عبور تلك الحدود، وفقا لوزير الاتصالات الكوستاريكي ماوريسيو هيريرا.
وقال هيريرا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحكومة الكوستاريكية قد نشطت في تحديد وتفكيك عصابات تهريب البشر، والتي تتقاضى ما يصل إلى 13 ألف دولار أمريكي عن الشخص الواحد للرحلة.
وأضاف "ينبغي علينا إيجاد سبل لهؤلاء الناس لمواصلة رحلتهم بطريقة آمنة وقانونية وإنسانية، وكذلك تحافظ على كرامتهم".
رغم ذلك، وفي 13 نوفمبر، أعلنت نيكاراغوا، التي تقع في شمال كوستاريكا، إغلاق حدودها أمام الكوبيين، مما أثار أزمة إنسانية لكوستاريكا.
وبحلول منتصف ديسمبر، تجمع حوالي 8 آلاف كوبي في كوستاريكا وبنما، دون أن يكون هناك وسيلة أمامهم لمواصلة رحلتهم.
ومن أجل التعامل مع تدفق الكوبيين، قامت كوستاريكا ببناء 37 مأوى، معظمها على طول الحدود مع نيكاراغوا.
وأثارت كوستاريكا الموضوع خلال اجتماع مجموعة نظام التكامل لأمريكا الوسطى (سيكا) في السلفادور، ولكن غواتيمالا وبليز رفضتا اقتراحا من شأنه أن يسمح للمهاجرين بدخول أراضيهما قبل مواصلة رحلتهم برا إلى المكسيك.
وأدى هذا الرفض إلى إعلان الرئيس الكوستاريكي لويس غييرمو سوليس أن بلاده لن تشارك في المنتديات المستقبلية لمجموعة نظام التكامل لأمريكا الوسطى.
وقال هيريرا إن "إجراءات كوستاريكا متسقة مع تاريخنا في حماية حقوق الإنسان، والطريقة التي ندير فيها هذه الأزمة من خلال التضامن هي جزء أساسي من الهوية الكوستاريكية".
وبدا أن هذه الأزمة الإنسانية المتصاعدة في أمريكا الوسطى في طريقها للوصول إلى حل مؤقت في 29 ديسمبر عندما وافقت دول المنطقة على بدء عمليات نقل جوي للمهاجرين الكوبيين الذين يتجاوز عددهم الـ 8 آلاف من كوستاريكا والسلفادور.
وتم تحديد موعد أول رحلة تجريبية في أوائل يناير، ثم سيتم بعدها نقل المهاجرين إلى المكسيك بالحافلة قبل الوصول إلى وجهتهم الأخيرة.
وقال هيريرا "نحن في انتظار إجراء الرحلة التجريبية لمعرفة التفاصيل اللازمة للتأكد من أن كل شيء يسير على أفضل وجه ممكن".