المتظاهرون الألمان يشاركون في تظاهرات مناوئة لأحداث كولونيا ليلة 9 يناير بكولونيا (شينخوا/لوه هوان هوان)
برلين 10 يناير 2016 (شينخوا) استخدمت الشرطة الألمانية خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع بعد تحول تظاهرات مناوئة للاعتداءات الجنسية التي وقعت في مدينة كولونيا في ليلة رأس السنة إلى أعمال عنف ضد الشرطة يوم السبت.
وألقى المحتجون الزجاجات والمفرقعات النارية والحجارة على قوات الشرطة يوم السبت في مدينة كولونيا غربي البلاد، ما أدى الى إصابة 3 شرطيين في الاشتباكات وفقا للشرطة، وإصابة صحفي حر آخر، وفقا لتقارير إعلامية محلية.
وقالت الشرطة إن نحو 500 من جملة 1700 متظاهر شاركوا في الاحتجاج أنصار منظمة بيجيدا المناوئة للهجرة من الشرق الأوسط.
وألقي القبض على 15 شخصا بيد أن العدد ربما ينمو حيث تواصل الشرطة فحص أشرطة الفيديو بحثا عن متورطين آخرين في العنف.
وكانت المتظاهرون يحتجون على الاعتداءات الجنسية التي شهدتها المدينة في ليلة رأس السنة حيث أشارت التقارير إلى تورط حوالي ألف رجل في أحداث تحرش واعتداء ونهب بحق سيدات.
ورصدت الشرطة الألمانية الاتحادية 32 جريمة في محطة القطار الرئيسية في كولونيا ليلة رأس السنة وحددت هوية 31 من المشتبه بهم، وفقا لما ذكره موقع ((فوكس أون لاين)) الألماني يوم الجمعة.
ووفقا للتقرير، فإن ثلثي هؤلاء المشتبه بهم الذين تم تحديد هوياتهم من طالبي اللجوء، وفقا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية يوم الجمعة نقلا عن التقرير الأولي للشرطة الاتحادية الألمانية.
وقال إن هذه الجرائم تتعلق بالأساس بإصابات جسدية وسرقات، مضيفا أن طالبي اللجوء لم يسبق لهم أن تورطوا في جرائم جنسية.
وأعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل يوم السبت أن حزبها قرر إتخاذ إجراءات أقوى ضد اللاجئين المتورطين.
وقالت ميركل "إذا تم التأكد من ارتكاب جرائم والخروج على القانون، فيجب أن تكون هناك عواقب فيما يخص طالبات اللجوء وطالبات تصاريح الإقامة."
وأوضحت أن التغيرات تصب فى مصلحة المواطنين ومصلحة الغالبية العظمى من اللاجئين أيضا.
وأضافت أن المجرمين الذين قاموا بسرقة تكرارا أو اعتدوا مرارا على النساء بحاجة الى "الشعور بحدة القانون".
وقالت ميركل إن الاعتداءات التي شهدتها كولونيا " مثيرة للاشمئزاز وأفعال إجرامية تتطلب إستجابات قوية".
وجددت الأحزاب اليمينية في البلاد دعواتها بالحد من اللاجئين وطالبت ميركل بضبط الحدود على نحو أشد.
وقد أثرت الأحداث بشدة على عقلية الألمان. ووفقا لأحدث إستطلاع للرأي أجرته إذاعة ((إيه آر دي))، قال 30 بالمئة من المستجوبين أنهم سيتجنبوا الحشود الكبيرة بسبب الأحداث التي وقعت في كولونيا.
كما أظهر الاستطلاع أن 57 بالمئة من المشاركين أبدوا رغبتهم في إعادة السيطرة على الحدود بزيادة 12 بالمئة عن سبتمبر.
وكسبت ميركل سمعة دولية طيبة العام الماضي عندما أعلنت أن بلادها ستستوعب 1.1 مليون مهاجر وصلوا في عام 2015 وسط ضغوط متزايدة.
وقالت المستشارة إنها ستدرس عددا من التدابير بما في ذلك خطوات لتعزيز قوات الشرطة وجهود لشحذ نظام الترحيل في البلاد.
بيد أنها دعت أيضا الى مواصلة النقاش بشأن " التعايش الحضارى". وقالت " من الواجب علينا إعطاء الإجابات الصحيحة".
وبعد الكشف عن اعتداءات كولونيا في ليلة رأس السنة أُبلغ أيضا عن وقوع حوادث مشابهة في أجزاء أخرى من أوروبا مثل النمسا وسويسرا.
وقال محللون إن هذه الأحداث ربما تشعل الصيحات ضد اللاجئين في أوروبا ما يجعل من الصعب على القادة الأكثر جرأة مواصلة احتضان اللاجئين.