بكين 20 يناير 2016 (شينخوا) سينتخب المجلس الوطني الـ12 للحزب الشيوعي الفيتنامي الذي من المقرر ان يفتتح اليوم (الأربعاء) القيادة الجديدة للحزب الحاكم وسيحدد معالم خارطة الطريق لتنمية البلاد خلال الأعوام الخمسة القادمة.
ومنذ تطبيق سياسة دوي موي أو الانفتاح على العالم منذ 30 عاما, حققت دولة فيتنام الاشتراكية نجاحا اقتصاديا واستقرارا اجتماعيا ملحوظا تحت قيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي, لتجذب البلاد من دائرة تضخم شديد لتدخل فى معسكر الدول ذات الدخل المتوسط وفقا لتحديد البنك الدولى.
ومن الجدير بالذكر هو ان تعاون البلاد المزدهر مع الصين لعب دورا هاما في تحقيق هذه الانجازات. فقد وصلت التجارة الثنائية إلى ارتفاع جديد في عام 2015, ما جعل الصين اكبر شريك تجارى لفيتنام لمدة 12 عاما متتالية وجعل فيتنام ثانى اكبر شريك تجارى للصين فى رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) في عام 2014.
ولدى هانوي طموحات أكبر. فإن خطتها الخمسية القادمة التى تتضمن دفع الحزب والبلاد نحو اقتصاد اكثر تصنيعا وحوكمة أنظف واندماج دولي قوي, تتطلب علاقات أوثق مع الصين.
ومن الممكن ان يعتمد سعي فيتنام للتصنيع الحديث بسهولة على الإنتاجية المتطورة والخبرة الفنية والاستثمار الكبير من الصين. كما يمكن ان تجد الحملة العاجلة للحزب الشيوعى الفيتنامى لمكافحة الفساد صدى من نظيرها الصيني, التي حققت خطى واسعة في الوصول إلى حوكمة أنظف.
وقدمت الصين أيضا دعمها الثابت لجهود فيتنام لتحسين العلاقات مع دول أخرى.
ولكن أهداف فيتنام الدبلوماسية يجب ألا تكون على حساب علاقات الصداقة التقليدية التي اكتسبتها البلاد بصعوبة مع الصين ويجب الا تؤثر سلبا على المصالح الكلية للطرفين.
ويتمتع البلدان الاشتراكيان الجاران بعلاقات صداقة صمدت لاختبار الزمن. كما يتمتعان بمصالح متداخلة ونظم حوكمة متشابهة ويواصلان السعى الى نظام دولي اكثر عدلا. ولديهما كل الأسباب التى تدعوهما الى حماية ودعم علاقاتهما التي تتوافق مع مصالح الشعبين والحزبين والبلدين.
وعلى الرغم من تدخل بعض الدول الغربية والأصوات ذات النزعة الوطنية المغالية والضيقة في فيتنام وأدى ذلك إلى اثارة نزاع البلاد مع الصين حول بحر الصين الجنوبي, فإن العلاقات الثنائية صمدت امام التحديات وما زالت مستقرة.
وفي مواجهة الذين يحاولوا دق اسفين بين الصين وفيتنام, تواصل القيادة في كلا البلدين إبداء الفطنة والبصيرة فى صياغة توافق, متعهدة في الاجتماعات المتكررة العام الماضي بتقوية علاقات الصداقة التقليدية بين البلدين وتسوية النزاعات بطريقة مناسبة والسعى بجدية وراء الحوار والتعاون البراجماتي.
ولن يزعزع التغير في القيادة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي التزام البلدين بتعميق تعاونهما. وقد قبل الجانبان هذا التوافق القائم على مصالحهما وطموحاتهما المشتركة, وهو ما يجب التمسك به مهما كانت التكلفة.
ويجب ان يكون من الواضح ان اي إثارة للمشاعر الوطنية الضيقة ضد العلاقات بين الصين وفيتنام ليس من شأنه إلا إيذاء المحرضين أنفسهم.