تحقيق إخباري: قوات حفظ السلام الصينية مساهم نشط في إحلال السلام بالشرق الأوسط

14:35:51 21-01-2016 | Arabic. News. Cn

بيروت/بكين 21 يناير 2016 (شينخوا) يعد الضابط بالجيش الصيني بنغ شو تسونغ على الأرجح أحد الوجوه الأجنبية الأكثر ألفة في القرى اللبنانية بالقرب من الخط الأزرق المعروف عن خطورته ، وهو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.

وكان بنغ من بين الدفعة الأولى من قوات حفظ السلام الصينية التي تم نشرها في جنوب لبنان في أعقاب الحرب بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، ويخدم الآن للمرة الخامسة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) كنائب قائد وحدة المهندسين المتعددة المهام بالمعسكر الصيني.

وقال بنغ، الذي تلقى تدريبا ليصبح مهندسا متخصصا في إبطال مفعول المتفجرات، إنه عاش في لبنان هذه المرة العديد من اللحظات التي "بلغ فيها الخوف الحلقوم".

وفي أحد مهامه المحفوفة بالمخاطر والتي تمثلت في إبطال مفعول قنبلة زنتها ألفا طن سقطت على قرية بالقرب من المعسكر الصيني. ذكر بنغ "كانت هناك منازل مدنية في الجوار، وأيضا صهريج للنفط، لهذا قررنا أن نقوم بعملية الحفر بأيدينا دون استخدام أجهزة ميكانيكية".

وأخذ فريق بنغ يحفر في الأرض حتى بلغ عمق 15 مترا قبل أن يعثر على القنبلة ويقوم بإبطال مفعولها.

كما استجابت قوات حفظ السلام الصينية لنداءات المزارعين المحليين إلى تطهير الألغام الأرضية أو القنابل العنقودية في بساتينهم. فالزراعة تمثل المصدر الوحيد للدخل بالنسبة للعديد من القرى في جنوب لبنان، ولكن العديد من المزارعين ليس لديهم خيار سوى التخلى عن أرضهم بسبب وجود متفجرات فيها يجعل من الزراعة مهنة تشكل تهديدا لحياتهم.

ويشعر القرويون المحليون على نحو خاص بالامتنان لقوات حفظ السلام الصينية التي تخاطر بحياتها لإزالة الألغام من المزارع والبساتين المفخخة بالألغام..

ولكن ساحة المعركة التي صار تواجد مهندسي الجيش الصيني فيها أكثر اعتيادا فهي حقول الألغام على طول الخط الأزرق.

وذكر بنغ أن أفراد فريق إبطال مفعول الألغام يتجهون إلى حقول الألغام على الخط الأزرق في السادسة صباحا في يوم عمل اعتيادي ويقضون ساعات وهم يجوبون الأرض المفخخة بالألغام .

وفي السنوات العشر الماضية، نجحت قوات حفظ السلام الصينية في إبطال مفعول عشرات الآلاف من الألغام الأرضية والقنابل وتمديد المنطقة الخالية من الألغام بالقرب من الخط الأزرق بواقع حوالي مليوني متر مربع، لتحظى بسمعة جيدة وتوصف بأنها فريق إبطال مفعول الألغام الأكثر فعالية في اليونيفيل.

وإلى جانب المهمة الضخمة التي تقوم بها في حقول الألغام، شاركت قوات حفظ السلام الصينية أيضا بصورة نشطة في حملات التوعية وتعليم التلاميذ والمزارعين الأساسيات المتعلقة بكيفية تفادى مثل هذه المخاطر.

لقد كانت إزالة الألغام في يوم من الأيام هي المهمة الأكثر أهمية بالنسبة لقوات حفظ السلام الصينية التي تم نشرها في جنوب لبنان، ولكن حزمة مهامها كثرت بعدما أرسلت الصين أطقم طبية وبنائين من الجيش للانضمام إلى اليونيفيل في جهود ترمي إلى دعم عمليات حفظ السلام وخدمة الاحتياجات المحلية على نحو أفضل.

ونال المستشفي الذي يديره بالكامل طاقم طبي من قوات حفظ السلام الصينية نال إشادة من كبار قادة اليونيفيل فضلا عن السكان المحليين. وخلال السنوات القليلة الماضية، تلقى الآلاف من ضباط وجنود اليونيفيل علاجا في المستشفي الصيني. كما نجح خبراء طبيون صينيون في علاج العديد من السكان المحليين.

كما تساعد قوات حفظ السلام الصينية على جعل الحياة اليومية أيسر على المحليين من خلال بناء طرق جديدة وحفر الجداول.

ومع توافد المزيد من اللاجئين السوريين على المنطقة، تطوعت قوات حفظ السلام الصينية أيضا للمساعدة في إمداد مخيمات اللاجئين بالمياه.

وقال بنغ، الذي قضى أكثر من 40 شهرا في لبنان، إن السكان المحليين لديهم طريقتهم الخاصة في توجيه الشكر لقوات حفظ السلام الصينية: ففي عيد الفطر أو خلال موسم الحصاد، يتلقى المعسكر الصيني دائما أطعمة خاصة أو سلات من المنتجات الطازجة كهدايا.

ولفت الجندي، الذي خدم في قوات حفظ السلام بلبنان خمس مرات، إلى أن "هذه الهدايا الموسمية التي يقدمها المحليون تعد على نفس القدر من أهمية الأوسمة والشارات التي تمنحها الأمم المتحدة".

وأفادت وزارة الدفاع الصينية بأن البلاد بدأت في عام 1990 في المشاركة في مهام حفظ السلام الأممية في الشرق الأوسط وشاركت منذ ذلك الحين في 11 من مثل هذه المهام في المنطقة.

وهناك حاليا حوالي 1700 من قوات حفظ السلام في الشرق الأوسط حيث تنجز نطاقا واسعا من المهام غير القتالية.

وتجاوز إجمالي عدد قوات حفظ السلام الصينية، التي تم نشرها في لبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، تجاوز حتى الآن 15 ألف فرد.

وتستعد الصين، التي تعد بالفعل أكبر مساهم في قوات حفظ السلام من بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لتقديم إسهامات أكبر لمهام حفظ السلام الأممية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

وكما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، فسوف تأخذ الصين بزمام المبادرة في تشكيل فرقة دائمة لشرطة حفظ السلام وستبنى قوة احتياطية لحفظ السلام مؤلفة من 8 آلاف جندي.

وتدرس الصين أيضا إرسال المزيد من المهندسين والعاملين في مجالي النقل والطب للانضمام إلى بعثات حفظ السلام الأممية ، وستدرب ألفين من أفراد حفظ السلام الأجانب، وستطبق عشرة برامج للمساعدة في كسح الألغام خلال السنوات الخمسة المقبلة.

وذكر بنغ أن "التأثير العالمي للصين تزايد في السنوات الأخيرة، لهذا فإن مسؤوليتنا تكمن في دعم السلام العالمي"، و"أملى هو أن تنعم تلك الشعوب التي تعيش وسط حروب بالسلام الدائم قريبا من خلال الجهود المنسقة لجميع فرق حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".

ومن المقرر أن تسلط زيارة شي، التي بدأت يوم الثلاثاء وتشمل السعودية ومصر وإيران، تسلط الضوء على الدور البناء للصين في تعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: قوات حفظ السلام الصينية مساهم نشط في إحلال السلام بالشرق الأوسط

新华社 | 2016-01-21 14:35:51

بيروت/بكين 21 يناير 2016 (شينخوا) يعد الضابط بالجيش الصيني بنغ شو تسونغ على الأرجح أحد الوجوه الأجنبية الأكثر ألفة في القرى اللبنانية بالقرب من الخط الأزرق المعروف عن خطورته ، وهو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.

وكان بنغ من بين الدفعة الأولى من قوات حفظ السلام الصينية التي تم نشرها في جنوب لبنان في أعقاب الحرب بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، ويخدم الآن للمرة الخامسة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) كنائب قائد وحدة المهندسين المتعددة المهام بالمعسكر الصيني.

وقال بنغ، الذي تلقى تدريبا ليصبح مهندسا متخصصا في إبطال مفعول المتفجرات، إنه عاش في لبنان هذه المرة العديد من اللحظات التي "بلغ فيها الخوف الحلقوم".

وفي أحد مهامه المحفوفة بالمخاطر والتي تمثلت في إبطال مفعول قنبلة زنتها ألفا طن سقطت على قرية بالقرب من المعسكر الصيني. ذكر بنغ "كانت هناك منازل مدنية في الجوار، وأيضا صهريج للنفط، لهذا قررنا أن نقوم بعملية الحفر بأيدينا دون استخدام أجهزة ميكانيكية".

وأخذ فريق بنغ يحفر في الأرض حتى بلغ عمق 15 مترا قبل أن يعثر على القنبلة ويقوم بإبطال مفعولها.

كما استجابت قوات حفظ السلام الصينية لنداءات المزارعين المحليين إلى تطهير الألغام الأرضية أو القنابل العنقودية في بساتينهم. فالزراعة تمثل المصدر الوحيد للدخل بالنسبة للعديد من القرى في جنوب لبنان، ولكن العديد من المزارعين ليس لديهم خيار سوى التخلى عن أرضهم بسبب وجود متفجرات فيها يجعل من الزراعة مهنة تشكل تهديدا لحياتهم.

ويشعر القرويون المحليون على نحو خاص بالامتنان لقوات حفظ السلام الصينية التي تخاطر بحياتها لإزالة الألغام من المزارع والبساتين المفخخة بالألغام..

ولكن ساحة المعركة التي صار تواجد مهندسي الجيش الصيني فيها أكثر اعتيادا فهي حقول الألغام على طول الخط الأزرق.

وذكر بنغ أن أفراد فريق إبطال مفعول الألغام يتجهون إلى حقول الألغام على الخط الأزرق في السادسة صباحا في يوم عمل اعتيادي ويقضون ساعات وهم يجوبون الأرض المفخخة بالألغام .

وفي السنوات العشر الماضية، نجحت قوات حفظ السلام الصينية في إبطال مفعول عشرات الآلاف من الألغام الأرضية والقنابل وتمديد المنطقة الخالية من الألغام بالقرب من الخط الأزرق بواقع حوالي مليوني متر مربع، لتحظى بسمعة جيدة وتوصف بأنها فريق إبطال مفعول الألغام الأكثر فعالية في اليونيفيل.

وإلى جانب المهمة الضخمة التي تقوم بها في حقول الألغام، شاركت قوات حفظ السلام الصينية أيضا بصورة نشطة في حملات التوعية وتعليم التلاميذ والمزارعين الأساسيات المتعلقة بكيفية تفادى مثل هذه المخاطر.

لقد كانت إزالة الألغام في يوم من الأيام هي المهمة الأكثر أهمية بالنسبة لقوات حفظ السلام الصينية التي تم نشرها في جنوب لبنان، ولكن حزمة مهامها كثرت بعدما أرسلت الصين أطقم طبية وبنائين من الجيش للانضمام إلى اليونيفيل في جهود ترمي إلى دعم عمليات حفظ السلام وخدمة الاحتياجات المحلية على نحو أفضل.

ونال المستشفي الذي يديره بالكامل طاقم طبي من قوات حفظ السلام الصينية نال إشادة من كبار قادة اليونيفيل فضلا عن السكان المحليين. وخلال السنوات القليلة الماضية، تلقى الآلاف من ضباط وجنود اليونيفيل علاجا في المستشفي الصيني. كما نجح خبراء طبيون صينيون في علاج العديد من السكان المحليين.

كما تساعد قوات حفظ السلام الصينية على جعل الحياة اليومية أيسر على المحليين من خلال بناء طرق جديدة وحفر الجداول.

ومع توافد المزيد من اللاجئين السوريين على المنطقة، تطوعت قوات حفظ السلام الصينية أيضا للمساعدة في إمداد مخيمات اللاجئين بالمياه.

وقال بنغ، الذي قضى أكثر من 40 شهرا في لبنان، إن السكان المحليين لديهم طريقتهم الخاصة في توجيه الشكر لقوات حفظ السلام الصينية: ففي عيد الفطر أو خلال موسم الحصاد، يتلقى المعسكر الصيني دائما أطعمة خاصة أو سلات من المنتجات الطازجة كهدايا.

ولفت الجندي، الذي خدم في قوات حفظ السلام بلبنان خمس مرات، إلى أن "هذه الهدايا الموسمية التي يقدمها المحليون تعد على نفس القدر من أهمية الأوسمة والشارات التي تمنحها الأمم المتحدة".

وأفادت وزارة الدفاع الصينية بأن البلاد بدأت في عام 1990 في المشاركة في مهام حفظ السلام الأممية في الشرق الأوسط وشاركت منذ ذلك الحين في 11 من مثل هذه المهام في المنطقة.

وهناك حاليا حوالي 1700 من قوات حفظ السلام في الشرق الأوسط حيث تنجز نطاقا واسعا من المهام غير القتالية.

وتجاوز إجمالي عدد قوات حفظ السلام الصينية، التي تم نشرها في لبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، تجاوز حتى الآن 15 ألف فرد.

وتستعد الصين، التي تعد بالفعل أكبر مساهم في قوات حفظ السلام من بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، لتقديم إسهامات أكبر لمهام حفظ السلام الأممية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

وكما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقر الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، فسوف تأخذ الصين بزمام المبادرة في تشكيل فرقة دائمة لشرطة حفظ السلام وستبنى قوة احتياطية لحفظ السلام مؤلفة من 8 آلاف جندي.

وتدرس الصين أيضا إرسال المزيد من المهندسين والعاملين في مجالي النقل والطب للانضمام إلى بعثات حفظ السلام الأممية ، وستدرب ألفين من أفراد حفظ السلام الأجانب، وستطبق عشرة برامج للمساعدة في كسح الألغام خلال السنوات الخمسة المقبلة.

وذكر بنغ أن "التأثير العالمي للصين تزايد في السنوات الأخيرة، لهذا فإن مسؤوليتنا تكمن في دعم السلام العالمي"، و"أملى هو أن تنعم تلك الشعوب التي تعيش وسط حروب بالسلام الدائم قريبا من خلال الجهود المنسقة لجميع فرق حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".

ومن المقرر أن تسلط زيارة شي، التي بدأت يوم الثلاثاء وتشمل السعودية ومصر وإيران، تسلط الضوء على الدور البناء للصين في تعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط.

الصور

010020070790000000000000011100001350317881