ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، 21 يناير. (شينخوا/بانغ شينغ لي)
القاهرة 22 يناير 2016 (شينخوا) إن المقترح الصيني للشرق الأوسط، الذي طرحه الرئيس شي جين بينغ في الكلمة التي ألقاها في مقر جامعة الدول العربية يوم الخميس، يقدم نهجا بديلا ويبشر بمستقبل من المحتمل أن يكون أكثر إشراقا للمنطقة.
وفي كلمته، خلص شي، الذي يقوم حاليا بجولة في المنطقة تشمل ثلاث دول، خلص إلى أن الحوارات والتنمية هما الحل الأمثل للمعضلة.
جاء مقترح شي في وقت حاسم تعاني فيه الشعوب بمنطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في المناطق المنكوبة بالصراعات، تعاني من وضع مزري بعد سنوات من التدخل الغربي الذي لم يفعل شيئا سوى جر المنطقة بصورة أعمق نحو الأزمة.
ولم يستطع التدخل الغربي في العراق ولا ما يسمى بـ"الربيع العربي" والحرب الأهلية السورية التي تلته والقائمة منذ خمس سنوات، تخفيف محن الشعوب وإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة.
حتى أن رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ(سي. أي. أيه)) جون برينان أقر في أكتوبر الماضي بأن أي حل عسكري "مستحيل" في ليبيا أو سوريا أو العراق أو اليمن.
فالتسوية السياسية، وليس المواجهة العسكرية، هي الحل الأمثل للقضايا الشائكة.
فمن ناحية لا تستطيع الأطراف المعنية تجسير الخلافات وتعزيز الفهم المتبادل والسعي بشكل مشترك إلى إيجاد أفضل حل إلا عبر الحوارات والمفاوضات.
ومن ناحية أخرى، تسمح التسوية السياسية لأصحاب الشأن باختيار طريق يتلاءم مع ظروفهم الوطنية ولا تسمح لدخيل بفرض أيديولوجيته ونمطه الخاص للتنمية عليهم.
وفي الواقع، تحدث العديد من الخبراء بالتفصيل عن السبب الجذري لفشل التدخل الغربي في الشرق الأوسط، قائلين إنه يكمن بشكل جزئي في خططهم التي أساءت الحساب وعمدت على تطبيق أنماط غربية في المنطقة.
ومع ما يمتزج به من أجندات أنانية وما يكتظ به من رغبات استغلالية ، ليس من قبيل المصادفة ألا يؤدى التدخل الغربي سوى إلى تدهور الوضع الأمني الإقليمي.
وبالإضافة إلى الحوارات، فإن مستقبل المنطقة يتوقف بصورة كبيرة على تنميتها الاقتصادية التي أبدت الصين بشأنها رغبتها وقدرتها على تقديم الدعم والانخراط في التعاون، وهو ما برهنت عليه كلمة شي.
فقد أعلن شي، الذي يؤمن بأن الاضطرابات في الشرق الوسط تنبثق عن غياب التنمية، أعلن عن مجموعة من الإجراءات بما فيها تقديم قروض ومساعدات مالية وتمويل استثماري مشترك للمساعدة في تحسين مستويات المعيشة وتعزيز التنمية في العالم العربي.
وتدرك الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية شهدت نموا لافتا للنظر في العقود القليلة الماضية، تدرك أكثر من أي دولة فوائد التنمية ومدى قيمة السلام، الأمر الذي يجعل الصين شريكا مثاليا في السعي لتحقيق السلام والتنمية.
وإن الصين لن تسعى إلى تنصيب وكلاء ولا إلى سد أي "فراغ " في الشرق الأوسط، كما أوضح شي. فما تريده الصين هو تحقيق تعاون قائم على المنفعة المتبادلة. ولهذا دعت جميع دول المنطقة إلى المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" وذلك من بين أشياء أخرى.
ومن المستحسن أن يتخلى جميع اللاعبين في المنطقة عن الكبرياء والتحامل، ويتجنبون عقلية المحصلة الصفرية، ويدرسون بجدية مقترح الصين، ويتعاونون في حل معضلة الشرق الأوسط.