عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات القمة مع نظيره الايراني حسن روحاني.(شينخوا/جيوي بنغ)
طهران 23 يناير 2016 (شينخوا) اتفقت الصين وايران، وهما حضارتان قديمتان، اليوم (السبت) على رفع العلاقات بينهما الى شراكة استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون فى جميع المجالات ودفع الصداقة الالفية الممتدة بينهما قدما.
تم التوصل الى التوافق خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ لايران، وهي الاولى منذ 14 عاما من جانب رئيس صيني.
وقال شي خلال محادثات القمة مع نظيره الايراني حسن روحاني انه لا توجد صراعات اساسية بين الصين وايران، بل هناك دعم متبادل ومنفعة متبادلة بشكل مستمر.
وعلى مدار التاريخ، لا توجد حروب أو صراعات بين البلدين، وان البلدين شهدا تبادلات ودية وتعاونا مخلصا يرجع الى 2000 عام بفضل طريق الحرير، وفقا لما قال شي.
وقال شي لروحاني "ان الصداقة بين الصين وايران تنبع من التبادلات الودية فى التاريخ ومن المساعدة المتبادلة فى الاوقات الصعبة ومن الدعم غير الاناني لبعضهما البعض فى القضايا الرئيسية ومن مفاهيم التعاون متبادل النفع. كما صمدت الصداقة امام التغيرات الدولية."
تأتي زيارة شي بعد رفع العقوبات الغربية عن ايران بعد اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام ايران بالاتفاقية النووية. وكانت الصين لعبت دورا بناء فى اتمام العملية.
وأوضح شي ان الصين تأمل فى التنفيذ السلس للاتفاقية النووية، مشيرا الى ان الصين على استعداد لرؤية دور جديد لايران على الساحتين الاقليمية والدولية.
وأضاف "ان الصين على استعداد للعمل مع ايرن لرفع التعاون متبادل النفع فى مجالات مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية والامن والتبادلات الثقافية والشعبية، الى مرحلة جديدة."
واشار شي الى ان الصين تحترم وتدعم الدول والشعوب فى المنطقة للسعي المستقل فى الانظمة السياسية وطرق التنمية التى توافق ظروفها الوطنية، وانه يتعين على المجتمع الدولي مساعدة المنطقة فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح "ان الصين على استعداد للحفاظ على الاتصالات والتنسيق مع ايرن لحماية السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم اجمع."
وقال روحاني ان شي اول رئيس دولة يزور ايران بعد حل القضية النووية، ما يظهر مستوى العلاقات الايجابية والودية بين البلدين.
وأوضح ان الزيارة ستكون حجر اساس فى تاريخ العلاقات بين ايران والصين.
تقدر ايران دور الصين المهم فى الشئون الدولية وتقدر الدعم والمساعدة بشكل ممتد من جانب الصين لايران، وتشكر الصين على اسهامها فى المساعدة فى حل القضية النووية بشكل سياسي، وفقا لروحاني.
وفى بيان مشترك صدر بعد المحادثات، اعلنت الصين وايران انهما اتفقتا على تعزيز الية اجتماع سنوية بين وزيري الخارجية فى اطار جهود تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة.
واوضحت الدولتان انهما تعارضان جميع اشكال استخدام القوة او التهديد باستخدامها وفرض عقوبات غير عادلة على الدول الاخرى والارهاب بجميع اشكاله.
وقالا انهما يؤمنان بان حل القضايا الخلافية والدولية الساخنة يتعين ان يكون من خلال المفاوضات والحوار السياسي.
وأشارت الوثيقة ايضا إلى ان الصين تدعم تقدم ايران للعضوية الكاملة فى منظمة شانغهاي للتعاون.
كما تم توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون اليوم تغطي مجالات مثل الطاقة والقدرة الصناعية والمالية والاستثمار والاتصالات والثقافة والقضاء والعلوم والتكنولوجيا والاعلام الاخباري والجمارك والتغير المناخي والموارد البشرية.
التعاون العملي
خلال قمة المحادثات، ادرج الرئيس الصيني مجموعة من الاولويات فى التعاون العملي الشامل مع ايران -- الطاقة والارتباطية والقدرة الصناعية والمالية -- فى اطار مبادرة الحزام والطريق.
وحث شي البلدين على بناء علاقة تعاونية طويلة الاجل ومستقرة فى مجال الطاقة، وتنفيذ مشروعات تعاون فى مجال السكك الحديد والطرق السريعة والتعدين والاتصالات والمعدات الهندسية والبنية التحتية.
كما حث الطرفين على تعزيز الاتصالات ودمج السياسات الاقتصادية والصناعية مع التعاون فى القدرة الصناعية، ودراسة انماط جديدة فى التعاون المالي وتعزيز التعاون فى اطار البنك الاسيوي لاستثمارات البنية التحتية.
واتفق روحاني مع وجهات نظر شي، قائلا ان ايران ستستجيب بشكل فعال لمبادرة الحزام والطريق وستعزز الاتصالات والتنسيق مع الصين فى الشئون الدولية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بعد المحادثات بشأن السعي المشترك فى اطار المبادرة.
واشادت مختلف الدوائر فى ايران بزيارة شي، حيث تسعى ايران لتعزيز الاستثمارات والسياحة فى فترة ما بعد العقوبات.
ووفقا لصحيفة (فاينانشل تريبون) الاقتصادية الايرانية، يمثل السياح الصينيون حاليا 1 بالمئة من 5 ملايين سائح يزورون البلاد كل عام. وتريد ايران المزيد.
كانت ايران سهلت بالفعل عملية استخراج التأشيرات للمواطنين الصينيين وتتخذ ايضا خطوات اضافية لجذب السياح الصينيين، وفقا لما ذكرت الصحيفة اليوم السبت.
ونقلت عن مسعود سلطانيفار، رئيس منظمة التراث الثقافي والصناعات اليدوية الايراني، قوله "اننا نفتح المزيد من المطاعم الصينية وندرب المرشدين السياحيين على التحدث بالصينية."