رام الله 23 يناير 2016 (شينخوا) أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء اليوم (السبت)، عن تنسيق فلسطيني مع فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام مع إسرائيل بدعم الدول العربية.
وقال عباس لدى لقاء مع الصحفيين في مدينة رام الله في الضفة الغربية، إن هدف هذا التحرك "إنشاء آلية لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على غرار آليات الحل للأزمات في المنطقة وتطبيق مبادرة السلام العربية".
كما أعلن عباس، أن القيادة الفلسطينية وبعد التشاور مع لجنة وزراء الخارجية العرب ستذهب إلى مجلس الأمن الدولي "لوقف الاستيطان المستشري فوق الأرض الفلسطينية، وكذلك لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من اعتداءات إسرائيل المستمرة خاصة من قبل المستوطنين".
وأكد "أن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 قائمة لا محالة، وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كان حجم التحديات، والمرحلة المقبلة تتطلب الصبر والثبات والأمل والتمسك بحقنا".
وكرر عباس التأكيد على أنه "لن نقبل باستمرار تطبيق الاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، إذا استمر في تجاهل هذه الاتفاقات، وكذلك لن نقبل بأي حلول مؤقتة لا تلبي حقوقنا المشروعة".
وتابع قائلا: "نحن متمسكون بثوابتنا الوطنية بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، وخائن من يقبل دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها وجوهرها".
وجدد عباس استعداده لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل "إذا أوقفت الاستيطان، وأطلقت سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، ولكننا لسنا مع المفاوضات من أجل المفاوضات".
كما حذر عباس، من تحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي السياسي إلى صراع ديني "لا يمكن توقع عواقبه الوخيمة على المنطقة".
وقال "نحن بالرغم من كل ما يقوم به الجانب الإسرائيلي، إلا أننا ما زلنا نمد أيدينا لصنع السلام، ونحن أصحاب قضية وطنية نرفض كافة أشكال التطرف بغض النظر عن ألوانه أو أشكاله ومصادره، سواء دينية أو عرقية أو قومية".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.
إلى ذلك شدد عباس، على وجوب الحفاظ على "الطابع السلمي" لما وصفه بـ (الهبة الشعبية) الفلسطينية ضد إسرائيل المستمرة منذ مطلع أكتوبر الماضي، معبرا عن دعم كل القوى والفصائل الفلسطينية لها.
وقال إن "الهبة الشعبية يجب أن تبقى سلمية لحماية شعبنا من بطش الاحتلال ومنع قتل أطفالنا بدم بارد"، مضيفا أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية "تعمل لحماية الشعب وحماية البلد وهي تقوم بواجباتها على أكمل وجه".
وفي الوضع الفلسطيني الداخلي أكد عباس، على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كل الفصائل ومن ضمنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإجراء الانتخابات العامة بعد ثلاثة أشهر من ذلك.
وأبدى بهذا الصدد الاستعداد للقاء حماس من أجل تطبيق بنود المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي المستمرة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة الحركة الإسلامية بالقوة على قطاع غزة بعد جولات من القتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية عباس.