بكين 24 يناير 2016 (شينخوا) اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ جولته في الشرق الأوسط التي شملت السعودية ومصر وإيران واستمرت من 19 إلى 24 يناير الجاري وكانت أول جولة خارجية للرئيس شي في العام الجديد حيث جاءت تجسيدا للمكانة البارزة للدول العربية في الدبلوماسية الشاملة للصين وتوطيدا لوشائج العلاقات الصينية- العربية.
وقد تابع المصريون الذين يقيمون في الصين جولة الرئيس شي في المنطقة عن كثب وأعربوا في لقاءات أجرتها معهم وكالة أنباء ((شينخوا)) عن انطباعاتهم العميقة تجاه هذه الجولة ومدى أهميتها في تدعيم العلاقات بين الصين والدول الثلاث في شتي المجالات، مؤكدين أن ثمارها ستطرح خلال السنوات القليلة القادمة وسيكون لها تأثير إيجابي مباشر على حياة شعوب المنطقة.
وقال خالد محمد الصاوي الخبير المصري بجامعة الدراسات الدولية ببكين إنه مع حلول الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين هذا العام وإطلاق البلدين قبل أيام لفعاليات العام الثقافي بينهما، تدفع زيارة شي الهامة لمصر تعزيز العلاقات الإستراتيجية والدبلوماسية بين البلدين، وتسهم أيضا في تدعيم التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي ، مستشهدا بالاتفاقات التي وقعها الجانبان خلال زيارة شي لمصر فيما يتعلق على سبيل المثال لا الحصر بمشروع القطار المكهرب في العاشر من رمضان ومشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.
وعند حديثه عن تأثير زيارة شي لمصر على الجالية المصرية في الصين على صعيدي الدراسة والعمل، لفت الصاوي إلى أنه انطلاقا من إدراك البلدين لأهمية التعليم، فقد أولى البرنامج التنفيذي الذي وقعته الصين ومصر خلال الزيارة بشأن تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما خلال السنوات الخمس القادمة أولى اهتماما بهذا المجال الحيوي حيث توقع الخبير المصري زيادة المنح الدراسية للطلاب المصريين الوافدين إلى الصين وكذا تزايد أعداد الطلاب الصينيين الراغبين في الدراسة بمصر. كما أكد الصاوي على الفائدة التي ستعود على رجال الأعمال المصريين الذين يزاولون أنشطة تجارية في الصين، متوقعا قفزة كبيرة في التبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
ومن جانبه، قال الدكتور وائل الصعيدي، الأستاذ في جامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية ببكين، إن هذه الزيارة توضح عمق العلاقات القائمة منذ قديم الأزل بين الصين ودول الشرق الأوسط ، وخاصة مصر التي كانت أول دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، ولذلك تعني زيارة الرئيس الصيني فرصة ذهبية لتعميق التعاون الثنائي بين الجانبين.
وأوضح أن هذه الزيارة تؤطر وتقوى العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية وغيرها بين الصين ودول الشرق الأوسط، مؤكدا على ضرورة التعلم من تجربة الصين التنموية الناجحة التي حققت فيها إنجازات في جميع المجالات.
وأشاد الصعيدي بتوجه الصين الآن إلى تصدير المنتجات عالية التكنولوجيا التي تلقى أقبالا كبيرا في الدول العربية، مستشهدا باستخدامه لهاتف نقال صيني من طراز "شياومي"، وحرصه على شراء منتجات حريرية صينية فائقة الجودة لزوجته وابنيته من الصين.
ويرى الأستاذ المصري أشرف جاهين الذي يعمل في مجال إدارة الفنادق في الصين منذ 14 عاما أن زيارة الرئيس الصيني لمصر تأتي انطلاقا من دور الصين المحوري في القارة الإفريقية والمنطقة العربية وتحمل في هذا التوقيت بالتحديد دلائل كثيرة على عمق العلاقات بين البلدين، إذ أنها تأتي بعد زيارتين متتاليتين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين، الأمر الذي يؤشر على حرص الجانبين على تعزيز وتفعيل التعاون الثنائي في كافة المجالات. وثمن جاهين الكلمة التي ألقاها الرئيس شي من مقر جامعة الدول العربية لكونها تقدم رؤية شاملة للتعاون المشترك وحل المشكلات التي تعاني منها دول المنطقة.
وشاطرته الرأى الأستاذة المصرية نجلاء عامر التي تعمل في بكين منذ عشر سنوات، قائلة إنه نظرا لكون مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، فهناك تقارب في وجهات النظر بين الجانبين فيما يخص القضايا الدولية والإقليمية ولاسيما في السنوات الأخيرة التي تشهد تغيرات كبيرة في الشرق الأوسط.
ومن جانبه، قال علي نشأت محي الدين الطالب بقسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة والذي قدم إلى الصين لاستكمال دراسته إن العلاقات الصينية- العربية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ومن ثم فإن جولة الرئيس الصيني في الشرق الأوسط في الوقت الراهن وسط الأحداث التي تمر بها دول المنطقة تعد جولة تاريخية تعمل على تدعيم وتعزز العلاقات بين الصين والبلدان الثلاث.
ولدى حديثه بشكل خاص عن زيارة الرئيس الصيني لمصر، أشار علي نشأت إلى أنه سيكون لها بالتأكيد تأثير على الوافدين المصريين للدراسة في الصين حيث ستسهم في زيادة حجم التبادل الطلابي بين البلدين.
وأعرب عن سعادته هو وجميع الطلاب المصريين الذين يدرسون في الصين حاليا بالتقارير الشاملة التي نشرتها وسائل الإعلام الصينية عن مصر ونقلت للصينيين، الذين لا يعرف بعضهم عن مصر سوى الأهرامات، صورة كاملة وجميلة عن بلاده.
علاوة على ذلك، أكد علي نشأت أن زيارة الرئيس شي لمصر ستنعكس بشكل مباشر على قطاعات الاقتصاد المصري وأولها قطاع السياحة، متوقعا تزايد أعداد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر، التي تعد بلدا سياحيا بامتياز وتمثل فيها السياحة أهم مصادر الدخل القومي، وخاصة مع إطلاق العام الثقافي المصري الصيني 2016 بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ في حفل أسطوري أقيم بمدينة الأقصر ذات الحضارة العريقة، وهو ما سيكون له مردود إيجابي على معيشة أبناء الشعب المصري.
أما الطالبة المصرية هدى التي تدرس في جامعة اللغات الأجنبية ببكين فقد قالت إن جولة شي في الشرق الأوسط ستعمل على تعزيز ودفع العلاقات الصينية- العربية بوجه عام وستحقق نتائج مثمرة في شتي المجالات، إذ أن هذه العلاقات ذات تاريخ يرجع إلى آلاف السنين وبنيت على أساس الصداقة والشراكة وتشهد حاليا نموا مستمرا.