تعليق: زيارة كيري للصين فرصة جيدة لمراجعة سياسة بلاده إزاء القضية النووية لكوريا الديمقراطية

11:17:29 27-01-2016 | Arabic. News. Cn

بكين 27 يناير 2016 (شينخوا) في زيارته للصين التي بدأت الثلاثاء وتستمر حتى اليوم (الأربعاء )، يتوقع أن يبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع بكين السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك على الأرجح قضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

لكن قبل الضغط على الصين-- على حد تلميحه-- لإتخاذ موقف أكثر تشددا إزاء البرنامج النووي لكوريا الديمقراطية بعد تجربتها الهيدروجينية الأخيرة، فإنه يتعين على كبير الدبلوماسيين الأمريكيين أن يراجع أولا سياسة بلاده المتصلبة بخصوص هذه القضية.

فالوضع المتفاقم في شبه الجزيرة الكورية في السنوات الأخيرة يرثى له. لكن عداء العم سام المتصلب، والمتجسد في ذمها وعقوباتها وعزلها واستفزازاتها التي لا تتوقف لكوريا الديمقراطية، فاقم الشعور بانعدام الأمن لدى الأخيرة ودفعها نحو سياسة حافة الهوية النووية المتهورة.

وبدلا من إعادة النظر في تداعيات سياساتها المسدودة، التي إتضحت في تجربة بيونغ يانغ المتهورة الأخيرة، فمن المؤلم أن نرى واشنطن تلوح مرة أخرى بعصا غليظة من خلال إرسال القاذفة بي-52 للتحليق فوق المجال الجوي لشبه الجزيرة المضطربة بالفعل.

ورغم هذا التناحر المباشر الخطير، حثت الصين كافة الأطراف المعنية على ضبط النفس والمثابرة في الدفاع عن قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، في محاولة لمنع الوضع من الخروج من تحت السيطرة.

فقد اقترحت الصين، التي تتقاسم حدودا مع كوريا الديمقراطية، المحادثات السداسية ولم تدخر جهدا للحفاظ عليها واستئنافها. وموقفها الذي لا يتزعزع إزاء نزع السلاح النووي وعدم انتشاره في شبه الجزيرة الكورية من خلال السبل السياسية ضروري لتأمين الاستقرار في المنطقة ويخدم مصالح كافة الأطراف المعنية.

كما أن إخلاص الصين وتفانيها في هذه العملية لا يشوبه أي شك. وأي شخص يشك في عزم الدولة على الوفاء بالتزامها أو حتى الطعن في جدوى سياساتها في هذه القضية ينبغي عليه أن يتذكر أن الصين، رغم أنها ليست معنية بشكل رئيسي بهذا الصراع ، لم تدخر جهدا لتأمين تسوية سلمية ودائمة للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

لكن من غير الواقعي أن يتم الاعتماد على الصين وحدها للضغط على كوريا الديمقراطية للتخلي عن برنامجها النووي، طالما تواصل الولايات المتحدة أسلوبها العدائي النابع من عقلية الحرب الباردة وترفض بعض بوادر حسن النية النادرة لكوريا الديمقراطية. مع الوضع في الاعتبار أن العلاقة بين الصين وكوريا الديمقراطية لا يجب أن تفهم على أنها علاقة بين تابع ومتبوع تستجيب الثانية فيها لكل نصيحة تقدمها لها الأولي .

أما بالنسبة لأولئك الذين يدافعون عن استبعاد كوريا الديمقراطية من المحادثات السداسية، لا يبدو رعبهم مفهوما في ضوء الجمود الحالي. مع ذلك، ينبغي تذكير هؤلاء بأن العزل أثبت فشله بل وجاء بنتائج عكسية في التعامل مع دولة معزولة بالفعل مثل كوريا الديمقراطية. وينبغي أن تصان طاولة المفاوضات الشاملة للمحادثات السداسية، التي لا تزال الخيار المعترف به على أوسع نطاق من جانب كافة الأطراف.

إن الحل الجذري للأزمة الحالية يعتمد على الغرب وتنحيته لعدائه ضد الدولة المعزولة جانبا. ويجب أن نظل متفائلين إزاء إمكانية حل القضية النووية في شبه الجزيرة بالطرق السلمية. وكما يقول المثل الصيني, المكسب الجيد يأخذ الألم الطويل. وربما يشير الحل السياسي الأخير للقضية النووية الإيرانية إلى وجود سبب وجيه لتوقع طريقة مرضية للخروج من المأزق الكوري-- إذا أخلصت كافة الأطراف طبعا.

ولتحقيق ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تبدي حسن النية مع اجراءات ملموسة مثل الحد من التدريبات العسكرية والدعاية السياسية.

إن الوقت قد حان للوزير كيري بأن يمدد حنكته كرجل دولة لمراجعة سياسة بلاده بشأن القضية النووية لكوريا الديمقراطية. فكلما طال نهجها العدائي المعتاد تجاه الدولة الواقعة في شمال شرقي آسيا، ستدفع ثمن غطرستها المتصلبة أكثر.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تعليق: زيارة كيري للصين فرصة جيدة لمراجعة سياسة بلاده إزاء القضية النووية لكوريا الديمقراطية

新华社 | 2016-01-27 11:17:29

بكين 27 يناير 2016 (شينخوا) في زيارته للصين التي بدأت الثلاثاء وتستمر حتى اليوم (الأربعاء )، يتوقع أن يبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع بكين السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك على الأرجح قضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

لكن قبل الضغط على الصين-- على حد تلميحه-- لإتخاذ موقف أكثر تشددا إزاء البرنامج النووي لكوريا الديمقراطية بعد تجربتها الهيدروجينية الأخيرة، فإنه يتعين على كبير الدبلوماسيين الأمريكيين أن يراجع أولا سياسة بلاده المتصلبة بخصوص هذه القضية.

فالوضع المتفاقم في شبه الجزيرة الكورية في السنوات الأخيرة يرثى له. لكن عداء العم سام المتصلب، والمتجسد في ذمها وعقوباتها وعزلها واستفزازاتها التي لا تتوقف لكوريا الديمقراطية، فاقم الشعور بانعدام الأمن لدى الأخيرة ودفعها نحو سياسة حافة الهوية النووية المتهورة.

وبدلا من إعادة النظر في تداعيات سياساتها المسدودة، التي إتضحت في تجربة بيونغ يانغ المتهورة الأخيرة، فمن المؤلم أن نرى واشنطن تلوح مرة أخرى بعصا غليظة من خلال إرسال القاذفة بي-52 للتحليق فوق المجال الجوي لشبه الجزيرة المضطربة بالفعل.

ورغم هذا التناحر المباشر الخطير، حثت الصين كافة الأطراف المعنية على ضبط النفس والمثابرة في الدفاع عن قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، في محاولة لمنع الوضع من الخروج من تحت السيطرة.

فقد اقترحت الصين، التي تتقاسم حدودا مع كوريا الديمقراطية، المحادثات السداسية ولم تدخر جهدا للحفاظ عليها واستئنافها. وموقفها الذي لا يتزعزع إزاء نزع السلاح النووي وعدم انتشاره في شبه الجزيرة الكورية من خلال السبل السياسية ضروري لتأمين الاستقرار في المنطقة ويخدم مصالح كافة الأطراف المعنية.

كما أن إخلاص الصين وتفانيها في هذه العملية لا يشوبه أي شك. وأي شخص يشك في عزم الدولة على الوفاء بالتزامها أو حتى الطعن في جدوى سياساتها في هذه القضية ينبغي عليه أن يتذكر أن الصين، رغم أنها ليست معنية بشكل رئيسي بهذا الصراع ، لم تدخر جهدا لتأمين تسوية سلمية ودائمة للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

لكن من غير الواقعي أن يتم الاعتماد على الصين وحدها للضغط على كوريا الديمقراطية للتخلي عن برنامجها النووي، طالما تواصل الولايات المتحدة أسلوبها العدائي النابع من عقلية الحرب الباردة وترفض بعض بوادر حسن النية النادرة لكوريا الديمقراطية. مع الوضع في الاعتبار أن العلاقة بين الصين وكوريا الديمقراطية لا يجب أن تفهم على أنها علاقة بين تابع ومتبوع تستجيب الثانية فيها لكل نصيحة تقدمها لها الأولي .

أما بالنسبة لأولئك الذين يدافعون عن استبعاد كوريا الديمقراطية من المحادثات السداسية، لا يبدو رعبهم مفهوما في ضوء الجمود الحالي. مع ذلك، ينبغي تذكير هؤلاء بأن العزل أثبت فشله بل وجاء بنتائج عكسية في التعامل مع دولة معزولة بالفعل مثل كوريا الديمقراطية. وينبغي أن تصان طاولة المفاوضات الشاملة للمحادثات السداسية، التي لا تزال الخيار المعترف به على أوسع نطاق من جانب كافة الأطراف.

إن الحل الجذري للأزمة الحالية يعتمد على الغرب وتنحيته لعدائه ضد الدولة المعزولة جانبا. ويجب أن نظل متفائلين إزاء إمكانية حل القضية النووية في شبه الجزيرة بالطرق السلمية. وكما يقول المثل الصيني, المكسب الجيد يأخذ الألم الطويل. وربما يشير الحل السياسي الأخير للقضية النووية الإيرانية إلى وجود سبب وجيه لتوقع طريقة مرضية للخروج من المأزق الكوري-- إذا أخلصت كافة الأطراف طبعا.

ولتحقيق ذلك، يتعين على الولايات المتحدة أن تبدي حسن النية مع اجراءات ملموسة مثل الحد من التدريبات العسكرية والدعاية السياسية.

إن الوقت قد حان للوزير كيري بأن يمدد حنكته كرجل دولة لمراجعة سياسة بلاده بشأن القضية النووية لكوريا الديمقراطية. فكلما طال نهجها العدائي المعتاد تجاه الدولة الواقعة في شمال شرقي آسيا، ستدفع ثمن غطرستها المتصلبة أكثر.

الصور

010020070790000000000000011101441350495991