بكين 5 فبراير 2016 (شينخوا) بالرغم من خيبة الأمل بسبب تعليق الجولة الثالثة لمحادثات السلام السورية فإن كبار اللاعبين العالميين ما يزالوا يؤمنون بأن الحل السياسي رغم صعوبة تحقيقه هو أفضل سبيل لإحلال السلام الدائم في البلاد التي مزقتها الحرب.
وقد اتفقت الولايات المتحدة وروسيا وهما من اللاعبين الأساسيين في حل الأزمة الممتدة في سوريا على العمل سويا من أجل الاستئناف المبكر للمحادثات السورية.
وقد أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكى جون كيري مكالمة هاتفية امس الخميس حثا خلالها كل الاطراف السورية على اتخاذ إجراءات لتأمين وصول المساعدات الإنسانية تحت رعاية الأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة من قبل القوات الحكومية وجماعات المعارضة.
وقد اتفق لافروف وكيري على القيام بإجراءات منسقة محتملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية إلى مناطق معينة في سوريا عن طريق استخدام طائرة النقل العسكر, وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.
وعلى نحو منفصل قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن روسيا لديها حافزها الشخصي بالنسبة لمحادثات المصالحة السورية لتتقدم ولتنجح.
وقال إيرنست "اننا قد لاحظنا أن الروس يستخدمون بين الفينة والفينة تأثيرهم على نظام الأسد للسعي إلى جمع الجانبين سويا واننا نأمل في ان يواصلوا عمل ذلك."
وتدفع الصين بفعالية من أجل تحقيق حل سياسي للازمة السورية وجددت أمس الخميس دعوتها لبذل جهود عالمية للمساعدة في تخفيف الوضع الإنساني في سوريا.
وفي حديثه لدعم سوريا والمؤتمر في لندن قال وزير الخارجية الصينى وانغ يي إن حل المشكلات الإنسانية في سوريا يحتاج ليس فقط إلى مساعدات عاجلة ولكن أيضا إلى إجراءات ملموسة للقضاء على اسبابها الرئيسية.
وقال الدبلوماسي الصيني إن المجتمع الدولي يتعين عليه أن يزيد من الجهود للسعى إلى تحقيق حل سياسي للصراع السوري الذي يعد الطريقة الأساسية لحل الأزمة الإنسانية في البلاد.
وذكر وانغ أن استئناف محادثات السلام تعد جزءا أساسيا للعملية السياسية في سوريا وان الاطراف المتناحرة يجب ان تمنح أولوية للمصالح الشاملة لبلدهم ولشعبهم واغتنام فرصة محادثات السلام لاظهار الإرادة والاخلاص.
وفي اجتماع لندن تعهدت الصين بالتبرع بعشرة آلاف طن من المواد الغذائية للمساعدة في تخفيف نقص الغذاء بين اللاجئين السوريين علاوة على 230 مليون يوان أو ما يقرب من 35 مليون دولار قيمة مساعدات إنسانية للشرق الأوسط تعهد بها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الرحلة الأخيرة إلى المنطقة.
وفي نفس المناسبة دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا الاطراف المتناحرة في سويا إلى العودة إلى مائدة المفاوضات.
وقال بان إن الأيام القادمة يجب أن تستخدم في العودة إلى المائدة وليس من أجل تأمين تحقيق المزيد من المكاسب في ميدان المعركة من أجل تعزيز مواقفهم خلال المفاوضات.
يذكر أن اجتماع لندن قد تلقى تعهدات تبلغ قيمتها ما يقرب من 10 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2020 لمساعدة اللاجئين السوريين والدول المضيفة.
وبالرغم من شكره لكرم المجتمع الدولي أكد بان على المنهج الحالي الخاص بالأزمة السورية غير دائم.
واضاف "اننا لا نستطيع الاستمرار بهذه الطريقة. لا يوجد حل عسكري. فقط سوف ينقذ الحوار السياسي الشعب السوري من معاناته التي لا تحتمل."
واشار بقوله "ان الأزمة في سوريا على وشك أن تدخل عامها السادس ويتحمل المجتمع الدولى مسؤولية كبيرة في الفشل فى انهاءها."
وبالرغم من ان الكثيريين يعتقدون ان الحل السياسي هو الخيار الوحيد الممكن للازمة السورية فإن مستقبل محادثات السلام السورية مظلم.
وقال المحلل السياسي السوري عصام سامر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سوريا تشهد حاليا معارك مكثفة على كل الجبهات يقاتل فيها كل جانب من أجل مكاسب على الأرض لتعزيز مواقعهم خلال محادثات جنيف.
وفي نفس الوقت فإن الانقسامات ما تزال قائمة بين مجموعات المعارضة ويعتقد المحللون أن الاتفاق سيكون صعبا خلال المفاوضات.
ومنذ بدايتها فى عام 2011 فإن الحرب السورية قتلت 250 الف شخص وشردت 6.5 مليون شخص داخليا وتسببت في فرار أكثر من أربعة ملايين من البلاد ويوجد نحو 13.5 مليون شخص داخل البلاد في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.