بكين 7 فبراير 2016 (شينخوا) للعام الثالث على التوالي, يختار وزير الخارجية الصيني وانغ يي افريقيا لتكون اولى وجهات جولاته الخارجية السنوية, بعدما اختتم لتوه زيارته لاربع دول افريقية, وهذا يبدي الاهمية الكبيرة التي توليها الصين للقارة الشاسعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون يينغ قبل الزيارة "اختيار افريقيا كوجهة لاولى جولات الوزير كل عام تقليد جيد للدبلوماسية الصينية يبدي الاهمية التي تعلقها البلاد لعلاقاتها مع افريقيا."
الصين صديقة في حاجة لافريقيا
تأتي زيارة وانغ لافريقيا في فترة حرجة يتداعى فيها التعافي الاقتصادي العالمي وتواجه الدول الافريقية تباطؤا اقتصاديا.
والاكيد ان الصين, كأكبر دولة نامية في العالم, وافريقيا كقارة تضم اكبر عدد من الدول النامية قوت علاقاتهما الخبرات والكفاح التاريخي المشترك, مجتمع ذو مصير مشترك دائما.
وقال وانغ خلال لقائه بنظيرة الملاوي جورج تي تشابوندا "كصديق مخلص لافريقيا, نصر على انه يجب خروج افريقيا من الوضع الصعب من خلال التنمية."
واثرت الازمة المالية العالية وبخاصة انخفاض اسعار السلع, سلبا على الاقتصاد الافريقي.
واضاف وانغ ان الصين, التي ينمو اقتصادها بقوة منذ اكثر من 30 عاما ومازالت تسجل معدل يبلغ 6.9 بالمئة بينما تواجه ضغوط تباطؤ, مازالت اكبر محرك لنمو الاقتصاد العالمي.
والصين ملتزمة ببذل جهود لتخليص الدول الافريقية من الفقر عبر مساعدتها فى تحسين حالة البنية الاساسية وتقديم التكنولوجيا والمعدات الزراعية لدعم المزارعين وزيادة انتاجهم ودعم التنمية الصناعية للقارة.
وقدمت الصين للدول الافريقية قروضا بقيمة اكثر من 20 مليار دولار منذ عام 2012 لدعم البنية الاساسية والاستثمار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والصناعة.
كما طرحت الحكومة الصينية نحو 900 برنامج مساعدة تغطي قطاعات الزراعة والصحة والتعليم واخرى في افريقيا ووفرت التدريب لاكثر من 300 الف مواطن محلي منذ عام 2012.
ويقول جوناثان ستيشبوري من (بين بريدج) للاستثمارات, شركة للاستشارات الخدمية المالية وادارة الاموال في نيروبي بكينيا، إنه من المحتمل ان يتباطأ الاقتصاد الصيني في قطاعي الصناعة والتصنيع الا ان نمو قطاعي الاستهلاك والخدمات مازال كافيا لدفع النمو في الدول الافريقية التي تعتمد على التجارة مع الصين.
تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج
خلال زيارته, التقى وانغ بزعماء ووزراء خارجية اربع دول لبحث كيفية تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الافريقي ومنح الاولوية لمناطق ومشروعات التعاون.
وخلال القمة التي عقدت في جوهانسبرج في ديسمبر 2015, اعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن طرح 10 خطط كبرى للتعاون الصيني الافريقي لمساعدة افريقيا فى تسريع وتيرة التحول للصناعة والتحديث الزراعي وتقوية البنية الاساسية.
كما تعهد شي بتقديم 10 مليارات دولار كمساعدات مالية لافريقية منها 10 مليارات لصندوق التعاون الصيني الافريقي في مجال قدرات الانتاج.
وقال وانغ في مالاوي إن تلك الخطط تلبي الاحتياجات الافريقية الماسة وتتوافق مع اتجاه التنمية في الدول الافريقية.
واعتبر ستيشبوري ان الـ60 مليار دولار التي تعهدت الصين بتقديمها للتعاون متعدد الاوجه في تعاونها مع افريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة, محرك نمو كبير للقارة.
واعرب زعماء الدول الاربع, الذين اشادوا بالخطط العشر الكبرى التي طرحها الرئيس شي, عن رغبتهم في المشاركة في تلك الخطط لتقوية التعاون الثنائي, حسبما قال وانغ للصحفيين في وندهوك بناميبيا بعد اختتام زيارته.
وقال ان الهدف العام للخطط هو مساعدة افريقيا على تسريع وتيرة تحولها للصناعة وتحقيق التنمية المتنوعة لتعزيز قدرتها على التنمية الذاتية من اجل ألا تتاثر القارة بعد ذلك بتقلب اسعار السلع الدولية.