بقلم نجوى كان
بكين 9 فبراير 2016 (شينخوا) من المتوقع أن يصل قطار حاويات يربط الصين بإيران الذى غادر في صباح يوم 28 يناير الماضي مدينة ييوو في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين، محملا بضائع صغيرة صنعت في الصين، إلى طهران العاصمة الإيرانية غدا (الأربعاء) بعد رحلة استمرت 14 يوما قطع خلالها 10399 كيلومترا.
ويعد هذا أول قطار منتظم للحاويات يربط بين الصين والشرق الأوسط،حيث ينطلق من ممر ألاتاو في منطقة شينجيانغ بأقصى غرب الصين ويمر بقازاقستان وتركمانستان وصولا إلى طهران محملا بضائع صغيرة تتنوع من منتجات غزل ونسيج مثل الألحفة وأجهزة إلكترونية صغيرة مثل مجففات الشعر
تقع إيران باعتبارها مقصدا نهائيا للقطار في وسط أوراسيا، وهي دولة مهمة على طول "ممر الصين-آسيا الوسطى- منطقة غرب آسيا الاقتصادية " ومعروفة باسم "الجسر البري الأورآسيوي" و"الممر الجوي الذي يربط الشرق بالغرب"، فيما تعد مدينة ييوو قاعدة شهيرة لإنتاج البضائع الصغيرة في الصين، وثمة علاقات وثيقة بين الجانبين.
وخير دليل على ذلك أن إيران صارت خامس أكبر مقصد لصادرات ييوو خلال السنوات العشر الماضية، حيث صدرت المدينة في عام 2015 منتجات إلى إيران على متن حاويات تصل سعتها إلى 18 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدما. وفي عام 2015 أيضا، وصل عدد رجال الأعمال الإيرانيين الذين قاموا بتبادلات تجارية مع ييوو إلى 20901 شخص وعدد الشركات التعاونية الصينية -الإيرانية في ييوو إلى 78 شركة.
إن الاتصالات التجارية الوثيقة وطويلة المدى بين ييوو وإيران والطلب الهائل على البضائع الصغيرة من الأخيرة أرسى أساسا ثابتا لإدارة قطارات الحاويات. وإن تشغيل القطار بعد 5 أيام فقط من زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية إلى منطقة الشرق الأوسط والتي شملت إيران في يناير الماضي لم يقدم "هدية العام القمري الصيني" لإيران وغيرها من دول الشرق الأوسط فحسب، وإنما حمل إليها أيضا فوائد مبادرة "الحزام والطريق".
وبالإضافة إلى إيران، تجذب ييوو، التي تبلغ مساحة المنطقة الصناعية والتجارية فيها 5.5 مليون متر مربع، عددا متزايدا من رجال الأعمال والمستثمرين من بلدان أخرى بمنطقة الشرق الأوسط حيث أشارت الإحصاءات إلى أنه يوجد في الوقت الراهن حوالي 4 آلاف رجل أعمال من دول شرق أوسطية يعيشون في المدينة ويمثلون حوالي 30% من إجمالي رجال الأعمال الأجانب المقيمين فيها، كما قام مستثمرون من الشرق الأوسط بتأسيس ما يربو على 180 شركة في مدينة ييوو. ووصف الكثير من رجال الأعمال الشرق أوسطيين المقيمين في المدينة أنفسهم بأنهم "آهالي ييوو الجدد".
ومنذ تسعينات القرن الماضي، بدأت ييوو في التواصل مع رجال الأعمال بالشرق الأوسط في إطار سياسة الإصلاح والإنفتاح.وبعد مرور أكثر من 20 عاما على تطبيق هذه السياسة، باتت دول الشرق الأوسط مقصدا رئيسيا لييوو من حيث تصدير البضائع الصغيرة. والآن، أصبحت الإمارات والعراق وإيران ومصر والسعودية مدرجة على قائمة أكبر عشرة مقاصد لصادرات ييوو.
وصادرت مدينة ييوو منتجات إلى منطقة الشرق الأوسط بقيمة 58.3 مليار يوان (8.8 مليار دولار أمريكي( في عام 2015، لتشكل 27.7% من إجمالي حجم صادرات المدينة، حيث تم وفقا لإحصاءات الجمارك تصدير هذه البضائع الصغيرة في حاويات تصل سعتها إلى 162 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدما. فعلى سبيل المثال لا الحصر وصل إجمالي حجم الصادرات من ييوو إلى مصر في الأشهر الـ11الأولى من عام 2015، إلى 1.2 مليار دولار، بزيادة 444% مقارنة بما تم تسجيله قبل ثلاث سنوات.
وأشارت تشن تيه جون، المسؤولة بإدارة التصدير التابعة لمصلحة التجارة في ييوو، إلى أن سوق ييوو تصنع منتجات مصممة خصيصا وفقا للمتطلبات الخاصة والتقاليد المختلفة لبلدان الشرق الأوسط. وضربت مثالا على ذلك قائلة إن "حرارة الشمس تشتد في فصل الصيف بالمملكة العربية السعودية، ومن الصعب أن تتلائم المظلات العادية المتوفرة حاليا بالأسواق مع طقس السعودية. لذلك، قمنا بتصنيع مظلات مزدوجة الطبقة تتناسب مع المناخ الحار في السعودية"، ولهذا هناك إقبال كبير على "صنع في ييوو" و"صنع في الصين" من دول الشرق الأوسط.
ومع اتساع نطاق تجارة البضائع الصغيرة بين ييوو ودول الشرق الأوسط، تتزايد متطلبات سوق الشحن بين الجانبين، ومن المؤكد أن قطار ييوو- طهران سيضخ مزيدا من الحيوية في العلاقات التجارية بين ييوو وطهران وحتى العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط. ومع اقتراب القطار من مقصده، من المتوقع أن يدعم القطار الذي يخدم مبادرة "الحزام والطريق"، أواصر التعاون بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط برمتها.