دمشق 11 فبراير 2016 (شينخوا) أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم (الخميس) أن الولايات المتحدة الامريكية تؤيد المقترح الروسي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وتستعجل تطبيقه، بغية حفظ ماء وجه مقاتلي المعارضة المسلحة الذين تدعمهم داخل الاراضي السورية، وإعطائهم نفس ، كي يستعيدوا قوتهم من جديد.
بعد أن منيوا بالخسارة الكبيرة في ريفي حلب الشمالي واللاذقية الشمالي، وبات الجيش السوري يشرف على إغلاق الحدود بين سوريا وتركيا.
وأشاروا إلى أن وقف اطلاق النار ينبغي أن يتضمن تعهد دولي بالضغط على تلك الجماعات الإرهابية بقبول ذلك الإعلان بكل صدقية.
وعلى الرغم من عدم الافصاح عن مضمون المقترح الروسي بخصوص وقف النار، إلا أن هذا المقترح يحظى باهتمام كبير لدى الشارع السوري الذي يريد وقف اطلاق النار، والانخراط في عملية سياسية تفضي إلى حل سياسي للازمة السورية المعقدة بسبب التداخلات الدولية فيها.
وقال المحلل السياسي حسام شعيب في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم إن " الجانب الامريكي بطبيعة الحال هو من يستعجل وقف إطلاق النار لأن وقف اطلاق النار سيكون في مصلحتها، خصوصا بعد مرور 5 سنوات من الحرب الدائرة على سوريا، والإدارة الامريكية لم تحقق أي مشروع سياسي ".
وأضاف شعيب، وهو المتخصص في الشئون السياسية السورية إن " امريكا تريد من خلال وقف إطلاق النار بشكل عاجل ايضا الخروج بصفحة بيضاء، وأن تخرج فيها منتصرة "، مؤكدا أن وقف إطلاق النار يكون عادة عبر توقيع اتفاق، مشيرا إلى أنه حتى اللحظة " لم يتم أي لقاء مع المعارضة بهذا الخصوص "، متسائلا " كيف سيتم وقف اطلاق النار وهناك آليات لم تسبق وقف اطلاق النار ".
وطالب المحلل السياسي السوري الراعي الامريكي بأن يتعهد بإغلاق الحدود من الشمال والجنوب بشكل تام، وعدم ارسال السلاح والمسلحين، مبينا أن هذه التفاصيل "مهمة جدا".
ومضى شعيب يقول إن " الشعب السوري جرب المجموعات المسلحة في عدة هدن سواء في العام الماضي او في العام الذي سبق "، معربا عن اسفه بأن تلك المجموعات لم تلتزم بتلك الهدن ، وحدثت عدة اختراقات لها في كفريا والفوعة بريف ادلب شمال غرب سوريا ، وفي الزبداني بريف دمشق الشمالي الغربي، وفي الغوطة الشرقية وغيرها، داعيا الدول الكبرى وخاصة أمريكا إلى الضغط على تلك المجموعات بالالتزام بوقف إطلاق النار.
وتساءل " هل وقف اطلاق النار هو الالتفافة الجديدة من السعودية وتركيا ، وحتى من الإدارة الامريكية لاعطاء فرصة جديدة للمسلحين لأخذ الانفاس واستعادتها، واعادة التجميع من جديد بوجه الجيش السوري في سوريا ؟ ".
من جانبه، رأى عصام هلالي الكاتب والإعلامي الإيراني المقيم في سوريا منذ سنوات إن الإدارة الامريكية تريد وقفا لإطلاق النار من أجل حفظ ماء وجه مقاتلي المعارضة المسلحة التي هزمت أمام الجيش السوري وحلفائه في المنطقة، مؤكدا أن الجيش السوري وحلفائه ممكن أن يقبلوا بها في حال تم تأمين عامل المبادرة لها.
وقال هلالي ل(شينخوا) " بعد تكبد الارهابيين في الشمال السوري وخاصة في حلب واللاذقية خسارة فادحة وتراجعهم الكبير في تلك المناطق، يبدو لي ان الامريكان بحاجة إلى أي مخرج لحفظ ماء الوجه من المأزق الذين هم فيه "، مبينا أن " الامور وصلت إلى مرحلة يا اما ان يكون هناك انتصار للجيش السوري ، او تتدخل القوى المعادية بشكل مباشر مثل تركيا والسعودية عبر التدخل البري "، مؤكدا أن هذا "يعني الحرب".
واعتبر الإعلامي الإيراني أن " احتمالات الحرب في الوقت الحالي ما تزال فرصها ضئيلة خاصة وان اقدمت تركيا على مثل هذا الخيار وارسال قوات برية إلى سوريا فهذا امر ضار بالازمة السورية ".
وبدوره، أيد المحلل السياسي ماهر مونس من سبق بالحديث بأن الولايات المتحدة الامريكية تسعى لكسب الوقت، وإعطاء فرصة للمسلحين لأخذ نفس بعد أن خسروا اماكن مهمة في ريفي اللاذقية الشمالي وحلب الشمالي.
وقال مونس لوكالة (شينخوا) إن " امريكا تريد ان تشتري بعض الوقت للجماعات التي تدعمها على الارض لذلك اعتقد ان الولايات المتحدة سوف تسعى لذلك "، مؤكدا أن التهديدات السعودية بالتدخل ماهي الا ضغوطات لتحقيق وقف اطلاق نار على الارض السورية خشية الدخول في حرب طويلة الامد.
وكانت السعودية أعلنت الاسبوع عن ارسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم (داعش)، وفي الوقت نفسه حذر وزير الخارجية السوري يوم السبت الماضي في مؤتمر صحفي السعودية من اقتراف ذلك، مؤكدا أنه سيرسل جنودهم إلى بلادهم في صناديق خشبية.
من جانبها، قالت المعارضة السورية عبر مواقعها على التواصل الاجتماعي اليوم إنها " ترفض اية صيغة لوقف اطلاق النار لا تتضمن رحيل الاسد ".
ولم يصدر عن الحكومة السورية اي موقف تجاه المقترح الروسي حتى هذه اللحظة .
يشار إلى أن الكرملين رفض اليوم الكشف عن أي تفاصيل بشأن مضمون المقترحات الروسية حول وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا أن المحادثات حول هذا الموضوع مازالت جارية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي تعليقا على تسريبات صحفية ذكرت أن الخطة الروسية تنص على وقف إطلاق النار بدءا من أول مارس القادم "لا أريد التعليق على الموضوع في الوقت الراهن، لأن عملية التنسيق بهذا الشأن هشة جدا ".
واعتبر أنه لا يمكن الحديث عن "التوصل إلى توافق ما فيما يخص التسوية السورية ".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إن " الجانب الروسي قدم لشركائه في "مجموعة دعم سوريا" مقترحات معينة بشأن التوصل إلى وقف مستقر لإطلاق النار فيها.
وتوقع دبلوماسيون روس أن تكون سبل وقف إطلاق النار في صلب اهتمام اجتماع "مجموعة دعم سوريا" والذي ينطلق الخميس في ميونيخ.
ونقلت بعض وسائل الإعلام الغربية عن دبلوماسي أمريكي قوله إن " الولايات المتحدة تريد وقفا فوريا لإطلاق النار بسوريا "، مؤكدا أن واشنطن تأمل حصول ذلك في اقرب الآجال.
وصرح الدبلوماسي الأمريكي بأن الولايات المتحدة "تناضل" من أجل الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار بسوريا.
بدوره، قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إن إحراز تقدم على الطريق إلى إعلان الهدنة في سوريا وضمان الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة يعد شرطا للشروع في بحث الجوانب الأخرى للأزمة السورية.