الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
تحليل اخباري: انقسام في كوريا الجنوبية بشأن نشر ثاد وشكوك إزاء فعاليته في ردع تهديدات الشمال
                 arabic.news.cn | 2016-02-15 17:03:09

(الصورة الأرشيفية)

سول 15 فبراير 2016 (شينخوا) تسود حالة من الإنقسام داخل كوريا الجنوبية إزاء جدوى نشر نظام صاروخي أمريكي متطور على أراضيها عسكريا وبيئيا وسط توترات إقليمية متصاعدة في أعقاب إجراءات كوريا الديمقراطية الأخيرة.

وبدأت سول وواشنطن رسميا محادثات بشان نشر نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) بعد ساعات من إطلاق بيونغ يانغ قمرا صناعيا على متن صاروخ بعيد المدى في الفضاء يوم 7 فبراير. وجاء الاطلاق الذي اعتبرته سول وواشنطن اختبارا لتكنولوجيا صواريخ باليستية محظورة بعد شهر من تجربة أول قنبلة هيدروجينية لبيونغ يانغ في 6 يناير.

وبينما قالت وزارة الدفاع في سول إن نشر ثاد سيركز فقط على الدفاع عن كوريا الجنوبية ضد التهديدات الصاروخية والنووية المتصاعدة من جانب بيونغ يانغ، قال المعارضون وخاصة نواب المعارضة في كوريا الجنوبية إن النشر سيؤدي الى تصعيد التوترات الإقليمية بعد رفض بكين وموسكو لثاد حيث أن راداره يمكنه أن يساعد القوات الأمريكية على رصد صواريخ تقع على نطاق أبعد من كوريا الديمقراطية الى عمق القارة الآسيوية.

كما يشكك المعارضون للنظام في فعالية تشغيله في كوريا الجنوبية. فعلى الرغم من أنه أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورا في العالم ، إلا أنه لا يمكنه أن يوفر درعا واقية للبلاد من مئات الصواريخ متوسطة المدى لبيونغ يانغ والتي يمكن أن تصيب كل أراضي كوريا الجنوبية في ظرف دقائق معدودة.

كما يمتد الجدل الى الأثر البيئي للنظام حيث ينبعث من راداره موجات دقيقة فائقة القوة تضر بالجسم البشري وتشل الأجهزة الالكترونية.

-- تغطية على مدى أبعد من كوريا الديمقراطية

ورفض وزير الخارجية الصيني وانغ يي النشر المتوقع للنظام في كوريا الجنوبية في اجتماع مع نظيره الأمريكي جون كيري على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة. وقال أنه سيؤدي الى تعقيد الاستقرار الإقليمي.

وأضاف وانغ على هامش المؤتمر أن " نشر الولايات المتحدة لثاد يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع لشبه الجزيرة الكورية لما أن مدى التغطية سيصل الى عمق القارة الآسيوية ".

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن ثاد لا يستهدف الصين أو أي دولة أخرى غير كوريا الديمقراطية بيد أن راداره سيساعد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية على رصد الصواريخ بصورة طبيعية في بعض المناطق الصينية والروسية المجاورة لكوريا الديمقراطية.

وتسعى سول الى اعتماد النسخة "تي أم" للرادار بحد أقصى 600 كم على النقيض من النسخة " أف بي أم" التي يمكنها رصد الصواريخ على بعد 1800 كم، غير أن النسختين تتميزان بنفس الأجهزة مما يمكن تحويل النسخة " تي أم" الى " أف بي أم" عند الضرورة.

ورفض السفير الروسي لدى كوريا الجنوبية الكسندر تيمونين النظام الدفاعي الصاروخي في أوائل فبراير بعدما لحظ ارتفاعا ملحوظا في الطلب على النظام من جانب مشرعي الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية.

ودعا تيمونين جميع الأطراف المعنية الى ضبط النفس، قائلا إن نشر ثاد في كوريا الجنوبية لن يساعد أو يفيد السلام والاستقرار في المنطقة وحل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

كما تباينت ردود فعل السياسيين الكوريين الجنوبيين إزاء القضية. وقال لي جونغ جيول زعيم الكتلة البرلمانية لحزب مينجو المعارض في برنامح محلي يوم الأحد إن حزبه لا يعترض على إجراء مناقشات حول نشر ثاد " دون قيد أو شرط". وأضاف لي " ما هو مهم أن الصين وروسيا تعتقدان بأن ثاد استراتيجية موجهة ضدهما وليس ضد كوريا الشمالية (الديمقراطية)".

وأشار الى أن هذه الأوضاع لو استمرت فمن شأن أن يؤدي نشر ثاد الى تصعيد التوترات الإقليمية وتهديد السلام في شبه الجزيرة الكورية.

غير أن زعيم الكتلة البرلمانية لحزب ساينوري الحاكم وون يو تشول قال في نفس البرنامج إن ثاد هو الأداة الوحيدة المتاحة لردع التهديدات الصاروخية والنووية من جانب كوريا الديمقراطية بفعالية.

-- شكوك تجاه الفعالية

وقد بقيت الفعالية التشغيلية لـ "ثاد" منذ فترة طويلة محل شك، إذ يهدف نظام الدفاع الجوي الأمريكي إلى تتبع وتدمير الصواريخ على ارتفاع ما بين 40-150 كم خلال المرحلة النهائية من الطيران، وهذا يعني اعتراض الصواريخ فقط، داخل أو خارج الغلاف الجوي، بعد البدء بالسقوط باتجاه الأرض.

ومعظم صواريخ كوريا الديمقراطية التي تستهدف بشكل مباشر كوريا الجنوبية تطير على ارتفاع أقل من ذلك بكثير، ما يدعم الشكوك حول مدى فعالية "ثاد" في الأراضي الكورية الجنوبية، ومن المعروف امتلاك بيونغ يانغ حوالي 400 صاروخ من طراز سكود بمدى يتراوح ما بين 300-700 كم، وحوالي 300 صاروخ من طراز رودونغ، التي تستطيع ضرب أهداف على بعد يصل إلى 1200 كم.

وتطير الصواريخ الهجومية البالغ عددها 700، وغيرها من الترسانة قصيرة المدى، بما في ذلك قاذفات الصواريخ المتعددة المنتشرة في المناطق الحدودية، تطير على ارتفاع أقل من 20 كم، كونها قادرة على ضرب سول في غضون دقيقة وكامل كوريا الجنوبية في 10 دقائق.

وقدر عدد صواريخ موسودان بعيدة المدى التي تمتلكها كوريا الديمقراطية، والقادرة على الوصول إلى 3000 كم على الأقل، بـ 30 إلى 50 صاروخا، في حين قدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن بيونغ يانغ تمتلك ستة صواريخ من طراز "كي إن-08"، والتي يعتقد بأنها صواريخ محمولة باليستية عابرة للقارات، والتي يمكن أن تطير حوالي 10 آلاف كم للوصول إلى جزء من أراضي الولايات المتحدة.

وأعرب أحد أبرز خبراء الدفاع الصاروخي المعارضين لنشر منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية عن قلقه بأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي قد يثبت بأنه عديم الجدوى بعدما أظهرت كوريا الديمقراطية القدرة على التدمير الذاتي للصاروخ الذي أطلقته إلى مئات الأجزاء.

وبعد إطلاق بيونغيانغ لصاروخ في 7 فبراير، قالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن رادارها المزود بنظام إيجيس كشف أن الجزء الذي انفصل عن الصاروخ في المرحلة الأولى قد تم تدميره ذاتيا إلى حوالي 270 شظية وذلك لمنع كوريا الجنوبية من جمعه وتحليله.

وقال تيودور بوستال، الأستاذ الفخري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مقابلة مع صحيفة ((هانكيوريه)) المحلية إن كوريا الديمقراطية قد تقوم بتفجير صواريخها الحاملة لرؤوس حربية إلى أجزاء متعددة لمنع رادار "ثاد" من تحديد الرأس الحربي الفعلي.

وأضاف بوستال إنه مع عدم وجود هواء للاحتكاك من أجل إبطاء الأشياء الخفيفة بالنسبة للأشياء الثقيلة على ارتفاع عال جدا، فإن الشظايا المتفجرة سوف تكون بمثابة أهداف خاطئة، وتطير جنيا إلى جنب مع رأس حربي حقيقي على نفس المسار الجوي العام، موضحا أن تكنولوجيا التدمير الذاتي يمكن تطبيقها على صواريخ رودونغ الكورية الديمقراطية.

-- مسح: تأييد ثلثي الكوريين الجنوبيين لنشر "ثاد"

أظهر مسح حديث أن حوالي ثلثي الكوريين الجنوبيين يؤيدون نشر "ثاد"، ولكن يمكن أن يتغير ذلك مع استمرار الجدل حول السلامة والتأثير السلبي المحتمل على الاقتصاد جراء العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع دول الجوار.

ووفقا لاستطلاع رأي شارك فيه 1013 من البالغين في كوريا الجنوبية، فإن 67.1 في المئة منهم أعربوا عن دعمهم نشر "ثاد" استعدادا لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية، و26.2 في المئة فقط أبدوا عدم موافقتهم على ذلك مراعاة لمعارضة الدول المجاورة، بما في ذلك الصين وروسيا.

وأجري الاستطلاع على مدى يومين حتى يوم الجمعة من قبل وكالة ((يونهاب)) الكورية الجنوبية والإذاعة الكورية.

وأبدى أكثر من نصف المشاركين دعمهم قيام كوريا الجنوبية حتى بتطوير أسلحتها النووية المحلية أو نشر أجهزة تكتيكية نووية أمريكية، ما يشير إلى انتشار مخاوف ملتبسة في أعقاب إجراء كوريا الديمقراطية مؤخرا لتجربة نووية وإطلاقها لصاروخ، فيما بلغت نسبة المؤيدين لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية 41.1 في المئة فقط من المجموع..

وقد تتبدل هذه المخاوف الملتبسة إلى غضب تجاه الحكومة في حال بدأت سول وواشنطن محادثات حول مكان وزمان نشر منظومة "ثاد"، والتي ينبعث من رادارها موجات راديو فائقة القوة، كونها ضارة لأجسام البشر كما تشل حركة الطائرة والأجهزة الالكترونية ضمن 5.5 كم.

وقامت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بتقدير منطقة الأمان في نطاق مواقع تبعد أكثر من 100 متر عن رادار ثاد، قائلة إن الرادار قد يلحق ضررا بسيطا للناس الذين يقفون على بعد 100 بعيدا عنه.

مع ذلك، فقد حدد التقرير التقني للجيش الأمريكي الأرض الواقعة ضمن قطر 100 متر عن الرادار كمنطقة مخاطر مطلقة، كما حظر على الأفراد غير المرخص لهم دخول مناطق ضمن نطاق 3.6 كم من الرادار بسبب الأضرار المحتملة للأجسام البشرية، ووجهت بعض وسائل الإعلام المحلية انتقادات للوزارة بسبب احتمال تقليلها للمخاطر.

ودفعت الأضرار المحتملة الجيش الأمريكي إلى نشر بطارية "ثاد" في غوام، التي يحيط بها البحر، وأربعة بطاريات أخرى في وسط صحارى ولاية تكساس، وفي حال تم نشر بطارية ثاد في كوريا الجنوبية، فإن رادارها سينتصب باتجاه الشمال بحيث يواجه مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

وقد تنشأ حالة من الغضب العام في المدن المرشحة لنشر "ثاد" إذ أن ذكره في حد ذاته يمكن أن يؤدي إلى هبوط في أسعار العقارات، وهي مسألة حساسة للمواطنين العاديين في كوريا الجنوبية، وقد يؤدي النشر القسري للمنظمة دون الأخذ في الاعتبار الموافقة المجتمعية إلى إثارة مشاعر معادية للولايات المتحدة بين السكان في المناطق المرشحة.

كما أيضا تعالت الأصوات القلقة حول التأثير السلبي المحتمل على الاقتصاد كون الصين تعد أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية، وقال تشيونغ سيونغ تشانغ، أحد كبار الباحثين في معهد سيجونغ الخاص، على الهاتف إن الاحتمالات تتزايد بالنسبة لكوريا الجنوبية بأن يتعرض اقتصادها لتضرر شديد في حال تأثر التجارة مع الصين بسبب التوتر الإقليمي.

وأضاف تشيونغ لقد أصبح من الصعب فرض عقوبات فعالة تجاه كوريا الديمقراطية في حال جعلت كوريا الجنوبية علاقاتها مع الصين وروسيا سيئة، إذ أن علاقات سول الجيدة مع بكين وموسكو تعتبر حاسمة ضمن التعاون في المجتمع الدولي لاعتماد قيود فعالة ضد كوريا الديمقراطية.

ووصف الباحث الرد الكوري الجنوبي على إجراءات كوريا الديمقراطية الأخيرة بأنه "عاطفي"، قائلا إن قرار سول بنشر "ثاد"، والذي أظهرت كل من الصين وروسيا معارضة قوية تجاهه، سيؤدي بشكل حتمي إلى توتر العلاقات مع الصين وروسيا.

 
مسؤولة: الصين تدعم الأمن المشترك والنظام العالمي الشامل
مسؤولة: الصين تدعم الأمن المشترك والنظام العالمي الشامل
الاحتفال بعيد الربيع يهز الحي الصيني بلندن
الاحتفال بعيد الربيع يهز الحي الصيني بلندن
الناس يحتفلون بيوم الحب في العراق وسوريا
الناس يحتفلون بيوم الحب في العراق وسوريا
معرفة العالم من صور وكالة أنباء شينخوا خلال الأسبوع الماضي(8 فبراير -14فبراير)
معرفة العالم من صور وكالة أنباء شينخوا خلال الأسبوع الماضي(8 فبراير -14فبراير)
ألبوم صور الممثلة الصينية سون تشيان
ألبوم صور الممثلة الصينية سون تشيان
الكلب المميز يساق السيارات
الكلب المميز يساق السيارات
الغنية للجليد والنار: المصور يلتقط صورا في الأنهار الجليدية
الغنية للجليد والنار: المصور يلتقط صورا في الأنهار الجليدية
التمساح يصبح صديق الناس في كوستا ريكا
التمساح يصبح صديق الناس في كوستا ريكا
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

تحليل اخباري: انقسام في كوريا الجنوبية بشأن نشر ثاد وشكوك إزاء فعاليته في ردع تهديدات الشمال

新华社 | 2016-02-15 17:03:09

(الصورة الأرشيفية)

سول 15 فبراير 2016 (شينخوا) تسود حالة من الإنقسام داخل كوريا الجنوبية إزاء جدوى نشر نظام صاروخي أمريكي متطور على أراضيها عسكريا وبيئيا وسط توترات إقليمية متصاعدة في أعقاب إجراءات كوريا الديمقراطية الأخيرة.

وبدأت سول وواشنطن رسميا محادثات بشان نشر نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) بعد ساعات من إطلاق بيونغ يانغ قمرا صناعيا على متن صاروخ بعيد المدى في الفضاء يوم 7 فبراير. وجاء الاطلاق الذي اعتبرته سول وواشنطن اختبارا لتكنولوجيا صواريخ باليستية محظورة بعد شهر من تجربة أول قنبلة هيدروجينية لبيونغ يانغ في 6 يناير.

وبينما قالت وزارة الدفاع في سول إن نشر ثاد سيركز فقط على الدفاع عن كوريا الجنوبية ضد التهديدات الصاروخية والنووية المتصاعدة من جانب بيونغ يانغ، قال المعارضون وخاصة نواب المعارضة في كوريا الجنوبية إن النشر سيؤدي الى تصعيد التوترات الإقليمية بعد رفض بكين وموسكو لثاد حيث أن راداره يمكنه أن يساعد القوات الأمريكية على رصد صواريخ تقع على نطاق أبعد من كوريا الديمقراطية الى عمق القارة الآسيوية.

كما يشكك المعارضون للنظام في فعالية تشغيله في كوريا الجنوبية. فعلى الرغم من أنه أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورا في العالم ، إلا أنه لا يمكنه أن يوفر درعا واقية للبلاد من مئات الصواريخ متوسطة المدى لبيونغ يانغ والتي يمكن أن تصيب كل أراضي كوريا الجنوبية في ظرف دقائق معدودة.

كما يمتد الجدل الى الأثر البيئي للنظام حيث ينبعث من راداره موجات دقيقة فائقة القوة تضر بالجسم البشري وتشل الأجهزة الالكترونية.

-- تغطية على مدى أبعد من كوريا الديمقراطية

ورفض وزير الخارجية الصيني وانغ يي النشر المتوقع للنظام في كوريا الجنوبية في اجتماع مع نظيره الأمريكي جون كيري على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن يوم الجمعة. وقال أنه سيؤدي الى تعقيد الاستقرار الإقليمي.

وأضاف وانغ على هامش المؤتمر أن " نشر الولايات المتحدة لثاد يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع لشبه الجزيرة الكورية لما أن مدى التغطية سيصل الى عمق القارة الآسيوية ".

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن ثاد لا يستهدف الصين أو أي دولة أخرى غير كوريا الديمقراطية بيد أن راداره سيساعد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية على رصد الصواريخ بصورة طبيعية في بعض المناطق الصينية والروسية المجاورة لكوريا الديمقراطية.

وتسعى سول الى اعتماد النسخة "تي أم" للرادار بحد أقصى 600 كم على النقيض من النسخة " أف بي أم" التي يمكنها رصد الصواريخ على بعد 1800 كم، غير أن النسختين تتميزان بنفس الأجهزة مما يمكن تحويل النسخة " تي أم" الى " أف بي أم" عند الضرورة.

ورفض السفير الروسي لدى كوريا الجنوبية الكسندر تيمونين النظام الدفاعي الصاروخي في أوائل فبراير بعدما لحظ ارتفاعا ملحوظا في الطلب على النظام من جانب مشرعي الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية.

ودعا تيمونين جميع الأطراف المعنية الى ضبط النفس، قائلا إن نشر ثاد في كوريا الجنوبية لن يساعد أو يفيد السلام والاستقرار في المنطقة وحل القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية.

كما تباينت ردود فعل السياسيين الكوريين الجنوبيين إزاء القضية. وقال لي جونغ جيول زعيم الكتلة البرلمانية لحزب مينجو المعارض في برنامح محلي يوم الأحد إن حزبه لا يعترض على إجراء مناقشات حول نشر ثاد " دون قيد أو شرط". وأضاف لي " ما هو مهم أن الصين وروسيا تعتقدان بأن ثاد استراتيجية موجهة ضدهما وليس ضد كوريا الشمالية (الديمقراطية)".

وأشار الى أن هذه الأوضاع لو استمرت فمن شأن أن يؤدي نشر ثاد الى تصعيد التوترات الإقليمية وتهديد السلام في شبه الجزيرة الكورية.

غير أن زعيم الكتلة البرلمانية لحزب ساينوري الحاكم وون يو تشول قال في نفس البرنامج إن ثاد هو الأداة الوحيدة المتاحة لردع التهديدات الصاروخية والنووية من جانب كوريا الديمقراطية بفعالية.

-- شكوك تجاه الفعالية

وقد بقيت الفعالية التشغيلية لـ "ثاد" منذ فترة طويلة محل شك، إذ يهدف نظام الدفاع الجوي الأمريكي إلى تتبع وتدمير الصواريخ على ارتفاع ما بين 40-150 كم خلال المرحلة النهائية من الطيران، وهذا يعني اعتراض الصواريخ فقط، داخل أو خارج الغلاف الجوي، بعد البدء بالسقوط باتجاه الأرض.

ومعظم صواريخ كوريا الديمقراطية التي تستهدف بشكل مباشر كوريا الجنوبية تطير على ارتفاع أقل من ذلك بكثير، ما يدعم الشكوك حول مدى فعالية "ثاد" في الأراضي الكورية الجنوبية، ومن المعروف امتلاك بيونغ يانغ حوالي 400 صاروخ من طراز سكود بمدى يتراوح ما بين 300-700 كم، وحوالي 300 صاروخ من طراز رودونغ، التي تستطيع ضرب أهداف على بعد يصل إلى 1200 كم.

وتطير الصواريخ الهجومية البالغ عددها 700، وغيرها من الترسانة قصيرة المدى، بما في ذلك قاذفات الصواريخ المتعددة المنتشرة في المناطق الحدودية، تطير على ارتفاع أقل من 20 كم، كونها قادرة على ضرب سول في غضون دقيقة وكامل كوريا الجنوبية في 10 دقائق.

وقدر عدد صواريخ موسودان بعيدة المدى التي تمتلكها كوريا الديمقراطية، والقادرة على الوصول إلى 3000 كم على الأقل، بـ 30 إلى 50 صاروخا، في حين قدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن بيونغ يانغ تمتلك ستة صواريخ من طراز "كي إن-08"، والتي يعتقد بأنها صواريخ محمولة باليستية عابرة للقارات، والتي يمكن أن تطير حوالي 10 آلاف كم للوصول إلى جزء من أراضي الولايات المتحدة.

وأعرب أحد أبرز خبراء الدفاع الصاروخي المعارضين لنشر منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية عن قلقه بأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي قد يثبت بأنه عديم الجدوى بعدما أظهرت كوريا الديمقراطية القدرة على التدمير الذاتي للصاروخ الذي أطلقته إلى مئات الأجزاء.

وبعد إطلاق بيونغيانغ لصاروخ في 7 فبراير، قالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن رادارها المزود بنظام إيجيس كشف أن الجزء الذي انفصل عن الصاروخ في المرحلة الأولى قد تم تدميره ذاتيا إلى حوالي 270 شظية وذلك لمنع كوريا الجنوبية من جمعه وتحليله.

وقال تيودور بوستال، الأستاذ الفخري في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مقابلة مع صحيفة ((هانكيوريه)) المحلية إن كوريا الديمقراطية قد تقوم بتفجير صواريخها الحاملة لرؤوس حربية إلى أجزاء متعددة لمنع رادار "ثاد" من تحديد الرأس الحربي الفعلي.

وأضاف بوستال إنه مع عدم وجود هواء للاحتكاك من أجل إبطاء الأشياء الخفيفة بالنسبة للأشياء الثقيلة على ارتفاع عال جدا، فإن الشظايا المتفجرة سوف تكون بمثابة أهداف خاطئة، وتطير جنيا إلى جنب مع رأس حربي حقيقي على نفس المسار الجوي العام، موضحا أن تكنولوجيا التدمير الذاتي يمكن تطبيقها على صواريخ رودونغ الكورية الديمقراطية.

-- مسح: تأييد ثلثي الكوريين الجنوبيين لنشر "ثاد"

أظهر مسح حديث أن حوالي ثلثي الكوريين الجنوبيين يؤيدون نشر "ثاد"، ولكن يمكن أن يتغير ذلك مع استمرار الجدل حول السلامة والتأثير السلبي المحتمل على الاقتصاد جراء العلاقات الدبلوماسية المتوترة مع دول الجوار.

ووفقا لاستطلاع رأي شارك فيه 1013 من البالغين في كوريا الجنوبية، فإن 67.1 في المئة منهم أعربوا عن دعمهم نشر "ثاد" استعدادا لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية، و26.2 في المئة فقط أبدوا عدم موافقتهم على ذلك مراعاة لمعارضة الدول المجاورة، بما في ذلك الصين وروسيا.

وأجري الاستطلاع على مدى يومين حتى يوم الجمعة من قبل وكالة ((يونهاب)) الكورية الجنوبية والإذاعة الكورية.

وأبدى أكثر من نصف المشاركين دعمهم قيام كوريا الجنوبية حتى بتطوير أسلحتها النووية المحلية أو نشر أجهزة تكتيكية نووية أمريكية، ما يشير إلى انتشار مخاوف ملتبسة في أعقاب إجراء كوريا الديمقراطية مؤخرا لتجربة نووية وإطلاقها لصاروخ، فيما بلغت نسبة المؤيدين لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية 41.1 في المئة فقط من المجموع..

وقد تتبدل هذه المخاوف الملتبسة إلى غضب تجاه الحكومة في حال بدأت سول وواشنطن محادثات حول مكان وزمان نشر منظومة "ثاد"، والتي ينبعث من رادارها موجات راديو فائقة القوة، كونها ضارة لأجسام البشر كما تشل حركة الطائرة والأجهزة الالكترونية ضمن 5.5 كم.

وقامت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بتقدير منطقة الأمان في نطاق مواقع تبعد أكثر من 100 متر عن رادار ثاد، قائلة إن الرادار قد يلحق ضررا بسيطا للناس الذين يقفون على بعد 100 بعيدا عنه.

مع ذلك، فقد حدد التقرير التقني للجيش الأمريكي الأرض الواقعة ضمن قطر 100 متر عن الرادار كمنطقة مخاطر مطلقة، كما حظر على الأفراد غير المرخص لهم دخول مناطق ضمن نطاق 3.6 كم من الرادار بسبب الأضرار المحتملة للأجسام البشرية، ووجهت بعض وسائل الإعلام المحلية انتقادات للوزارة بسبب احتمال تقليلها للمخاطر.

ودفعت الأضرار المحتملة الجيش الأمريكي إلى نشر بطارية "ثاد" في غوام، التي يحيط بها البحر، وأربعة بطاريات أخرى في وسط صحارى ولاية تكساس، وفي حال تم نشر بطارية ثاد في كوريا الجنوبية، فإن رادارها سينتصب باتجاه الشمال بحيث يواجه مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

وقد تنشأ حالة من الغضب العام في المدن المرشحة لنشر "ثاد" إذ أن ذكره في حد ذاته يمكن أن يؤدي إلى هبوط في أسعار العقارات، وهي مسألة حساسة للمواطنين العاديين في كوريا الجنوبية، وقد يؤدي النشر القسري للمنظمة دون الأخذ في الاعتبار الموافقة المجتمعية إلى إثارة مشاعر معادية للولايات المتحدة بين السكان في المناطق المرشحة.

كما أيضا تعالت الأصوات القلقة حول التأثير السلبي المحتمل على الاقتصاد كون الصين تعد أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية، وقال تشيونغ سيونغ تشانغ، أحد كبار الباحثين في معهد سيجونغ الخاص، على الهاتف إن الاحتمالات تتزايد بالنسبة لكوريا الجنوبية بأن يتعرض اقتصادها لتضرر شديد في حال تأثر التجارة مع الصين بسبب التوتر الإقليمي.

وأضاف تشيونغ لقد أصبح من الصعب فرض عقوبات فعالة تجاه كوريا الديمقراطية في حال جعلت كوريا الجنوبية علاقاتها مع الصين وروسيا سيئة، إذ أن علاقات سول الجيدة مع بكين وموسكو تعتبر حاسمة ضمن التعاون في المجتمع الدولي لاعتماد قيود فعالة ضد كوريا الديمقراطية.

ووصف الباحث الرد الكوري الجنوبي على إجراءات كوريا الديمقراطية الأخيرة بأنه "عاطفي"، قائلا إن قرار سول بنشر "ثاد"، والذي أظهرت كل من الصين وروسيا معارضة قوية تجاهه، سيؤدي بشكل حتمي إلى توتر العلاقات مع الصين وروسيا.

الصور

010020070790000000000000011100001351002401