تحقيق : فلسطينية تتنافس على جائزة أفضل معلم في العالم بمنهجية "نبذ العنف"

02:43:56 19-02-2016 | Arabic. News. Cn

رام الله 18 فبراير 2016 (شينخوا) تمكنت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب، بابتكارها منهجية في التدريس تقوم على "اللعب ونبذ العنف" من التأهل للمرحلة النهائية من المنافسة على جائزة "أفضل معلم في العالم".

وتتنافس الحروب (43 عاما) ضمن عشرة مرشحين لنيل الجائزة المذكورة التي تنظمها مؤسسة (جيمس فاركي) العالمية وتبلغ قيمتها مليون دولار.

وتمنح الجائزة لمعلم مبتكر لمرة واحدة في العمر نظير اهتمامه بالطلاب وتأثيره الملهم عليهم والمجتمع، على أن يتم الإعلان عن الفائز بها خلال حفل سيقام في مدينة دبي الإماراتية في 13 من الشهر المقبل.

وبدت الحروب في منتهى السعادة لما حظيت به من احتفاء بترشحها للمرحلة النهائية للجائزة كأول فلسطينية وعربية تحقق ذلك، علما أن أكثر من ثمانية آلاف معلم ومعلمة حول العالم تقدموا للجائزة هذا العام.

وجاء هذا التأهل بفضل منهجية ابتكرتها الحروب في التدريس تقوم على تبني شعار "لا للعنف في التعليم"، واستخدامها تقنيات اللعب لتحقيق هذا الشعار لطلاب الصف الثاني الابتدائي في مدرسة (سميحة خليل) الحكومية في البيرة في الضفة الغربية.

وتقول الحروب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ابتكار منهجيتها في التدريس جاء من تجربة شخصية حدثت لها قبل 15 عاما عندما تعرض زوجها وأولادها لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي قرب منزلهم.

وتضيف "شاهد أولادي والدهم وهو يصاب بالرصاص في تلك الحادثة ما سبب لهم صدمة عنيفة أثرت بسلوكهم وشخصيتهم وتحصيلهم العلمي وبعدها شعرت بالوحدة في كيفية إخراجهم من هذه الحالة وعلاجهم نفسيا".

بعد ذلك لجأت الحروب إلى ابتداع طريقة ألعاب ترفيهية في تدريس أولادها بمشاركة أبناء جيرانهم، وتشير إلى أن ذلك "عزز الثقة تدريجيا في نفوسهم وأدى إلى تطور سلوكهم وهو ما زاد من إيماني بالطريقة".

وتقول "عندما جربت أسلوب اللعب في التعليم نجحت في إخراجهم من حالة العزلة والتراجع وطورت شخصياتهم، وهو ما حفزني لاختيار تخصص التربية في دراستي الجامعية والعمل بالمدارس الحكومية لتطبيق الطريقة".

وتضيف الحروب أن "الطفل الفلسطيني لدينا يشاهد العنف بكل أشكاله ويتم ممارسته ضده وهو ما يؤثر على سلوكياته ويعيق المدرس في رفع قدراته العلمية، وبالتالي فإن منهجية اللعب في التدريس سهلت علي كمدرسة تجاوز هذه المصاعب".

وتشير إلى أنها تصمم ألعابا تراعي إمكانيات وقدرات كل طالب، كما تساعده على التطور والقفز لمستوى أعلى بعد استخراج إبداعه وقدراته العقلية العالية.

وهي تعتبر أنها يجب أن تكون مرشدا نفسيا للطلاب قبل أن تكون معلمة تربوية "لأن الأساس برفع التحصيل العلمي وزيادة كفاءة الطالب هو التعامل مع سلوكياته وتحييده عن محيط العنف والاضطراب الذي يؤثر فيه".

وتقول الحروب "عندما طبقت أساليب نبذ العنف على الطلاب عبر سلوكيات وأخلاقيات يتعلموها بألعاب لها قوانين وأنظمة ساعدني ذلك في تبسيط المنهاج المدرسي لصالح الطلاب وشخصياتهم وتعزيز نبذ العنف في سلوكهم".

وإلى جانب الألعاب التقليدية التي يحبها الأطفال تلجأ الحروب إلى تقديم الدروس على شكل قصة أو مسرحية.

وبالنسبة إلى أنعام زيدان مديرة المدرسة التي تعمل فيها الحروب فإن تلك المدرسة "متميزة وقد ابتكرت أساليب تعزز مستويات الطلبة من خلال محاكاة أخلاقياتهم وتحسين سلوكهم".

وتشير زيدان ل((شينخوا)) إلى أن الحروب "أثرت إيجابا على التحصيل العلمي للطلاب وطورت كثيرا من سلوكهم التربوي، وهو ما جسد نجاحها الكبير محليا وأهلها للترشح للجائزة الدولية".

وتعتبر زيدان أن الحروب "نجحت في محاكاة روح الطفل والعمل على أخلاقياته، وهي نموذج يقدم روح التحدي والإصرار على الإبداع وتحقيق النجاح في ذلك".

ونظمت وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية مساء أمس الأربعاء حفلا في (قصر الثقافة) في مدينة رام الله بالضفة الغربية لتكريم الحروب إضافة إلى معلمين آخرين هما جودت صيصان، وفداء زعتر كانا تأهلا للتصفية ما قبل النهائية باختيارهم ضمن خمسين معلم ومعلمة من أنحاء العالم للترشح للجائزة الدولية.

وأشاد وزير التربية والتعليم صبري صيدم بإنجاز الحروب "كخطوة مهمة على أمل الفوز بالجائزة العالمية"، معتبرا أن النجاح الذي حققته "ساهم في وضع فلسطين على الخارطة العالمية".

وشدد صيدم على أنه "بصرف النظر عن النتيجة النهائية التي ستسطرها الحروب في مشاركتها ضمن الجائزة، فإنه يجب العمل والمثابرة لتعريف العالم بالمبادرات الملهمة للمعلمين الفلسطينيين ونشرها إقليميا ودوليا".

وبالنسبة إلى الحروب، فإن رسالتها من التأهل للمرحلة النهائية للمسابقة الدولية هي "أننا كشعب فلسطيني نعاني من كل أشكال المعيقات وعنف تم فرضه ورسالتنا أننا نريد وأطفالنا العيش بسلام والتسلح بالعلم".

وتشدد الحروب على أن وصولها إلى هذه المرحلة من المسابقة "انتصار للمرأة الفلسطينية وتعزيز لمكانتها".

وستتنافس الحروب على لقب أفضل معلم في العالم مع معلمين من كل من باكستان، والهند، وبريطانيا، واستراليا، وكينيا، وفنلندا، واليابان إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تأهل منها معلمان.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق : فلسطينية تتنافس على جائزة أفضل معلم في العالم بمنهجية "نبذ العنف"

新华社 | 2016-02-19 02:43:56

رام الله 18 فبراير 2016 (شينخوا) تمكنت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب، بابتكارها منهجية في التدريس تقوم على "اللعب ونبذ العنف" من التأهل للمرحلة النهائية من المنافسة على جائزة "أفضل معلم في العالم".

وتتنافس الحروب (43 عاما) ضمن عشرة مرشحين لنيل الجائزة المذكورة التي تنظمها مؤسسة (جيمس فاركي) العالمية وتبلغ قيمتها مليون دولار.

وتمنح الجائزة لمعلم مبتكر لمرة واحدة في العمر نظير اهتمامه بالطلاب وتأثيره الملهم عليهم والمجتمع، على أن يتم الإعلان عن الفائز بها خلال حفل سيقام في مدينة دبي الإماراتية في 13 من الشهر المقبل.

وبدت الحروب في منتهى السعادة لما حظيت به من احتفاء بترشحها للمرحلة النهائية للجائزة كأول فلسطينية وعربية تحقق ذلك، علما أن أكثر من ثمانية آلاف معلم ومعلمة حول العالم تقدموا للجائزة هذا العام.

وجاء هذا التأهل بفضل منهجية ابتكرتها الحروب في التدريس تقوم على تبني شعار "لا للعنف في التعليم"، واستخدامها تقنيات اللعب لتحقيق هذا الشعار لطلاب الصف الثاني الابتدائي في مدرسة (سميحة خليل) الحكومية في البيرة في الضفة الغربية.

وتقول الحروب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ابتكار منهجيتها في التدريس جاء من تجربة شخصية حدثت لها قبل 15 عاما عندما تعرض زوجها وأولادها لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي قرب منزلهم.

وتضيف "شاهد أولادي والدهم وهو يصاب بالرصاص في تلك الحادثة ما سبب لهم صدمة عنيفة أثرت بسلوكهم وشخصيتهم وتحصيلهم العلمي وبعدها شعرت بالوحدة في كيفية إخراجهم من هذه الحالة وعلاجهم نفسيا".

بعد ذلك لجأت الحروب إلى ابتداع طريقة ألعاب ترفيهية في تدريس أولادها بمشاركة أبناء جيرانهم، وتشير إلى أن ذلك "عزز الثقة تدريجيا في نفوسهم وأدى إلى تطور سلوكهم وهو ما زاد من إيماني بالطريقة".

وتقول "عندما جربت أسلوب اللعب في التعليم نجحت في إخراجهم من حالة العزلة والتراجع وطورت شخصياتهم، وهو ما حفزني لاختيار تخصص التربية في دراستي الجامعية والعمل بالمدارس الحكومية لتطبيق الطريقة".

وتضيف الحروب أن "الطفل الفلسطيني لدينا يشاهد العنف بكل أشكاله ويتم ممارسته ضده وهو ما يؤثر على سلوكياته ويعيق المدرس في رفع قدراته العلمية، وبالتالي فإن منهجية اللعب في التدريس سهلت علي كمدرسة تجاوز هذه المصاعب".

وتشير إلى أنها تصمم ألعابا تراعي إمكانيات وقدرات كل طالب، كما تساعده على التطور والقفز لمستوى أعلى بعد استخراج إبداعه وقدراته العقلية العالية.

وهي تعتبر أنها يجب أن تكون مرشدا نفسيا للطلاب قبل أن تكون معلمة تربوية "لأن الأساس برفع التحصيل العلمي وزيادة كفاءة الطالب هو التعامل مع سلوكياته وتحييده عن محيط العنف والاضطراب الذي يؤثر فيه".

وتقول الحروب "عندما طبقت أساليب نبذ العنف على الطلاب عبر سلوكيات وأخلاقيات يتعلموها بألعاب لها قوانين وأنظمة ساعدني ذلك في تبسيط المنهاج المدرسي لصالح الطلاب وشخصياتهم وتعزيز نبذ العنف في سلوكهم".

وإلى جانب الألعاب التقليدية التي يحبها الأطفال تلجأ الحروب إلى تقديم الدروس على شكل قصة أو مسرحية.

وبالنسبة إلى أنعام زيدان مديرة المدرسة التي تعمل فيها الحروب فإن تلك المدرسة "متميزة وقد ابتكرت أساليب تعزز مستويات الطلبة من خلال محاكاة أخلاقياتهم وتحسين سلوكهم".

وتشير زيدان ل((شينخوا)) إلى أن الحروب "أثرت إيجابا على التحصيل العلمي للطلاب وطورت كثيرا من سلوكهم التربوي، وهو ما جسد نجاحها الكبير محليا وأهلها للترشح للجائزة الدولية".

وتعتبر زيدان أن الحروب "نجحت في محاكاة روح الطفل والعمل على أخلاقياته، وهي نموذج يقدم روح التحدي والإصرار على الإبداع وتحقيق النجاح في ذلك".

ونظمت وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية مساء أمس الأربعاء حفلا في (قصر الثقافة) في مدينة رام الله بالضفة الغربية لتكريم الحروب إضافة إلى معلمين آخرين هما جودت صيصان، وفداء زعتر كانا تأهلا للتصفية ما قبل النهائية باختيارهم ضمن خمسين معلم ومعلمة من أنحاء العالم للترشح للجائزة الدولية.

وأشاد وزير التربية والتعليم صبري صيدم بإنجاز الحروب "كخطوة مهمة على أمل الفوز بالجائزة العالمية"، معتبرا أن النجاح الذي حققته "ساهم في وضع فلسطين على الخارطة العالمية".

وشدد صيدم على أنه "بصرف النظر عن النتيجة النهائية التي ستسطرها الحروب في مشاركتها ضمن الجائزة، فإنه يجب العمل والمثابرة لتعريف العالم بالمبادرات الملهمة للمعلمين الفلسطينيين ونشرها إقليميا ودوليا".

وبالنسبة إلى الحروب، فإن رسالتها من التأهل للمرحلة النهائية للمسابقة الدولية هي "أننا كشعب فلسطيني نعاني من كل أشكال المعيقات وعنف تم فرضه ورسالتنا أننا نريد وأطفالنا العيش بسلام والتسلح بالعلم".

وتشدد الحروب على أن وصولها إلى هذه المرحلة من المسابقة "انتصار للمرأة الفلسطينية وتعزيز لمكانتها".

وستتنافس الحروب على لقب أفضل معلم في العالم مع معلمين من كل من باكستان، والهند، وبريطانيا، واستراليا، وكينيا، وفنلندا، واليابان إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية التي تأهل منها معلمان.

الصور

010020070790000000000000011101451351111291