واشنطن 22 فبراير 2016(شينخوا) أعلنت الولايات المتحدة وروسيا يوم الاثنين أن سوريا ستشهد وقفا للأعمال العدائية إبتداء من السبت، الأمر الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه " بارقة امل" لإنهاء النزاع الممتد منذ 5 أعوام .
إلا أن الاتفاق الذي يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المصنفة من قبل مجلس الأمن الدولي، ما زال بانتظار التزام المجموعات المتحاربة سواء التابعة للحكومة أو المعارضة المسلحة. كما ترك أسئلة مفتوحة حول كيفية الرد على انتهاك وقف إطلاق النار.
وقالت الولايات المتحدة وروسيا في بيان مشترك إن أي طرف من أطراف الصراع فى سوريا سيخبر روسيا أو الولايات المتحدة بالتزامه وقف العداءات فى موعد أقصاه ( 12:00 بتوقيت دمشق) يوم السبت.
وكان اجتماع لمجموعة الدعم الدولية التي تضم الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و17 دولة بينها الصين توصل في 12 فبراير إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية في سوريا. وكان من المزمع بدء تطبيقه في غضون أسبوع، إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة وروسيا. وتدعم واشنطن وموسكو طرفا متحاربا مختلفا في الصراع الذي أودي بحياة أكثر من 250 ألف شخص وتشريد الملايين.
وبعد ازدياد الوضع تعقيدا، وجدت الولايات المتحدة صعوبة في إقناع حليفتيها الرئيسيتين في المنطقة تركيا والسعودية للجلوس على طاولة التفاوض. هددت السعودية بإرسال قوات برية الى سوريا، فيما بدأت تركيا قصف مواقع للأكراد الذين يحاربون داعش في شمالي سوريا.
ودعت أنقرة شركاء التحالف إلى بدء عمليات برية مشتركة في سوريا مصرة على أنها الحل الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في الدولة المجاورة لها.
وجاء إعلان اتفاق الهدنة يوم الاثنين ليتوج أسابيع من الجهود الدبلوماسية المكثفة الرامية لإنهاء العنف. بيد أنه ترك أسئلة رئيسية بلا أجوبة بشأن أي المناطق التي يجب أن يتوقف فيها إطلاق النار وأي المناطق التي ستتواصل فيها عمليات مكافحة الإرهاب.
وقال البيان الأمريكي-الروسي المشترك إن البلدين سيعملان معا مع دول أخرى لعزل الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وجبهة النصرة والمجموعات المسلحة الأخرى المستبعدة من وقف إطلاق النار.
ومن جانبه، رحب الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاتفاق. وقال في بيان إن "هذا الاتفاق بادرة أمل طال انتظارها من جانب الشعب السوري بشأن إمكانية وضع نهاية لمعاناته التي دامت نحو 5 أعوام ".
وحذر بان كي مون من أن "هناك الكثير الذي يتعين إنجازه من أجل تنفيذ هذا الاتفاق"، مطالبا المجتمع الدولي ومجموعة الدعم الدولية لسوريا والأطراف السورية " بمواصلة الأصرار على عزمهم".
وحث الأمين العام بقوة الأطراف على الالتزام بالاتفاق الذي" إذا احترم سيمثل خطوة هامة إلى الأمام في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 للعام 2015".
وفي حديث متلفز يوم الاثنين، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاق وقف إطلاق النار بأنه " خطوة حقيقية" باتجاه إنهاء 5 أعوام من إراقة الدماء في سوريا.
وقال بوتين بحسب موقع الكريملين " أنه من الضروري أن تكون الولايات المتحدة وروسيا على استعداد لوضع آلية تنفيذ ومراقبة فعالة لاحترام الاتفاق من قبل الحكومة السورية ومجموعات المعارضة المسلحة"، مشيرا الى اعتزام واشنطن وموسكو إنشاء خط اتصال مباشر، إذا لزم الأمر، وفريق عمل لتبادل المعلومات بعد دخول وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ.
وقال إن روسيا ستفعل كل ما يلزم للتأثير على القيادة السورية، مضيفا أن موسكو تنتظر من الولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه مع حلفائها والفصائل التي تدعمها.
وأكد الرئيس الأمريكي في اتصال هاتفي مع بوتين يوم الأحد أن الاولوية الآن هي ضمان الردود الإيجابية من جانب الحكومة السورية والمعارضة المسلحة والتنفيذ المخلص للاتفاق من قبل كافة الأطراف، وفقا لما ذكره البيت الأبيض.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي أيضا بالاتفاق وقال إن تنفيذه يعتمد على الأفعال مؤكدا إدراك بلاده للتحديات الكبيرة التي تواجهه.
ودعا كيري كل الأطراف الى الالتزام بالاتفاق معتبرا أن تطبيقه لن يؤدي الى تراجع العنف فحسب، بل سيسهم أيضا في ضمان تسليم المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصر ودعم عملية الانتقال إلى حكومة تستجيب لرغبات الشعب السوري.