((أهم الموضوعات الدولية)): مقالة خاصة: هل يحل السلام في سوريا مع التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار؟

16:05:25 23-02-2016 | Arabic. News. Cn

بكين 23 فبراير 2016 (شينخوا) قد يجد الشعب السوري الذي يعاني معاناة شديدة تحت وطأة الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة 5 أعوام بصيصا من الأمل في أن ينعم بالسلام، حيث أعلن بيان أمريكي -روسي مشترك بثته وزارة الخارجية الأمريكية عن خطة لوقف إطلاق النار في سوريا اعتبارا من السبت القادم الموافق 27 فبراير الجاري.

وفي ظل المعارك العنيفة الدائرة بين القوات السورية والمعارضة في عدة مناطق، يقول الخبراء الصينيون إنه قد يكون من الصعب تحقيق تطبيق شامل للهدنة ولكن "لا يسعنا إلا أن نعتبر هذه الخطوة تقدما إيجابيا في تجاه تحقيق الحل السياسي للأزمة السورية، ولا سيما أن هذه التوافقات أظهرت إرادة مختلف الأطراف في إجراء محادثات، ومن ثم صارت آفاق إحلال السلام في سوريا ممكنة".

-- تطبيق الهدنة يتطلب أفعالا ملموسة

ولا يزال الاتفاق، الذي يستبعد تنظيم الدولة (داعش) وجبهة النصر وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي، لا يزال بانتظار إلتزام المجموعات المتحاربة سواء التابعة للحكومة أو المعارضة المسلحة، إذ يتعين على أي طرف من أطراف الصراع الدائر في سوريا تقديم تعهده بوقف الأعمال العدائية إلى روسيا أو الولايات المتحدة في موعد أقصاه الساعة الـ 12:00 (بتوقيت دمشق) يوم السبت المقبل.

إن الهدنة تمثل خطوة أولى وحتمية لخروج سوريا من الأزمة الحالية وتعد تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بعدما أعربت كل من الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء عن رغبتهما في تحقيق هدنة "مشروطة". لكن لي شاو شيان، رئيس معهد الصين للدراسات العربية التابع لجامعة نينغشيا قال إن الشروط التي طرحها الجانبان قد تكون غير مقبولة بالنسبة للآخر، لذلك، فإن تحقيق هدنة شاملة يحتاج إلى أفعال ملموسة يمكن أن تبرهن على إمكانية تجسيدها على أرض الواقع.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعرب خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة ((الباييس)) الأسبانية، عن استعداد بلاده لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلاله من جانب الإرهابيين وداعميهم، مضيفا أن تركيا قد تستغل فرصة وقف إطلاق النار لإرسال "إرهابيين وأسلحة" إلى سوريا.

أما بالنسبة للمعارضة السورية، فقد أكدت على ضرورة عدم قيام القوات الحكومية السورية وقوات التحالف بتوجيه ضربات عسكرية لجبهة النصرة التي حددها مجلس الأمن الدولي بأنها جماعة إرهابية.

وفي ظل هذه المواقف المتباينة للأطراف، يرى لي شاو شيان أن القوات السورية لن توقف ضرباتها العسكرية ضد جبهة النصرة وكذا لن توقف روسيا غاراتها الجوية ضد هذه الجبهة التي تعتبرها موسكو جماعة متشددة.

يذكر أنه فى نفس اليوم الذي تم التوصل فيه إلى اتفاق وقف إطلاق النار، هزت تفجيرات دامية مدينتين سوريتين، ما أدى إلى مقتل 46 شخصا في حمص وأكثر من 80 شخصا في دمشق، وأعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عنها.

أما ما شياو لين الباحث الصيني البارز في قضايا الشرق الأوسط , فقد أشار إلى وجود خلافات كثيرة بشأن عملية استئناف المحادثات بين مختلف أطراف الأزمة السورية، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة اختيار ممثلي المعارضة الذين يشاركون في المفاوضات ورفض تركيا لمشاركة الأكراد في المفاوضات.

واتفق ما شياو لين مع آراء الخبير لي في أن هذا الاتفاق يعد حتى الآن مجرد تعهد، ويحتاج إلى تحركات عملية من قبل مختلف الأطراف المعنية ، مشيرا إلى أن طريق تحقيق الهدنة الشاملة والمفاوضات سيكون عملية طويلة ولا يمكن إنجازها بين عشية وضحاها.

-- آفاق تحقيق السلام ممكنة

ومع ذلك، يرى الخبراء أن اتفاق الهدنة يعد إشارة إيجابية والتوصل إليه يشكل "لحظة تحول" بالنسبة للأزمة السورية، ما يظهر إرادة مختلف الأطراف في إيقاف إطلاق النار وإجراء مفاوضات سلمية، متوقعين بنبرة متفائلة ألا تتوسع الحرب في سوريا.

وفي الحقيقة، شهدت الأزمة السورية أوجه تقدم عديدة خلال الفترة الأخيرة. فبالإضافة إلى اتفاق الهدنة، كانت القوى الكبرى قد توصلت خلال اجتماعات ميونخ قبل حوالي أسبوعين إلى اتفاقيات حول سوريا أهمها إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة ووقف العمليات القتالية خلال أسبوع. وهنا يشير ما شياو لين إلى أن هذا يؤشر بالفعل على وجود علامات على إحراز تقدم في عملية السلام السورية.

وأوضح ما شياو لين أن الموقع الجغرافي الإستراتيجي لسوريا بكونها تقع عن نقطة إلتقاء القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا يمثل أهمية بالغة، إذ بعد مرور نحو خمس سنوات على اندلاع الأزمة السورية وتزايد التدخلات الخارجية في سوريا، من المرجح أن يزداد الوضع في الشرق الأوسط تعقيدا ويواصل خطر الإرهاب تصاعده، ومن ثم فإنه من مصلحة الجميع التوصل إلى توافق لإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة تأمل في إنهاء الأزمة السورية دون أن تقع في مستنقع جديد، فيما تحمل عودة الاستقرار إلى سوريا أهمية كبيرة بالنسبة لأوروبا التي ستتعاظم عليها الضغوط من مشكلتي اللاجئين والإرهاب مع تفاقم الأزمة السورية، علاوة على ذلك، فإن استمرار الحرب في سوريا سيؤدى إلى استنفاد طاقة واشنطن وموسكو لدرجة تصبحا معها غير قادرتين على التعامل مع قضايا ملحة في مناطق أخرى من العالم، وهذا يؤكد أن مصلحة الأطراف جميعا تصب في صالح حل الأزمة بطريقة سلمية.

ورغم تهديد السعودية بإرسال قوات برية إلى سوريا ودعوة أنقرة شركاء التحالف إلى بدء عمليات برية مشتركة في سوريا، إلا أن لي شاو شيان أعرب عن اعتقاده بأن "ذلك لن يحدث لأن ذلك يتطلب موافقة الولايات المتحدة التي قد لا تدعم هذا التحرك".

وبشكل عام، ستظل هناك حالة من التفاؤل الحذر سائدة إزاء آفاق الحل السياسي للأزمة السورية. فرغم أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار، إلا أنه لابد من الانتظار لنرى ما إذا كانت الأطراف المتحاربة ستلتزم حقا بوقف إطلاق النار. وعلى أية حال، تم التوصل إلى الاتفاق، وهذا بعث بإشارات إيجابية على مدى رغبة الأطراف المعنية في إنهاء الأزمة السورية. وطالما أن مختلف الأطراف المعنية بالأزمة لديها إرادة سياسية قوية، فسيكون هناك حينئذ أمل في أن يتحقق السلام.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)): مقالة خاصة: هل يحل السلام في سوريا مع التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار؟

新华社 | 2016-02-23 16:05:25

بكين 23 فبراير 2016 (شينخوا) قد يجد الشعب السوري الذي يعاني معاناة شديدة تحت وطأة الحرب الأهلية المستمرة منذ قرابة 5 أعوام بصيصا من الأمل في أن ينعم بالسلام، حيث أعلن بيان أمريكي -روسي مشترك بثته وزارة الخارجية الأمريكية عن خطة لوقف إطلاق النار في سوريا اعتبارا من السبت القادم الموافق 27 فبراير الجاري.

وفي ظل المعارك العنيفة الدائرة بين القوات السورية والمعارضة في عدة مناطق، يقول الخبراء الصينيون إنه قد يكون من الصعب تحقيق تطبيق شامل للهدنة ولكن "لا يسعنا إلا أن نعتبر هذه الخطوة تقدما إيجابيا في تجاه تحقيق الحل السياسي للأزمة السورية، ولا سيما أن هذه التوافقات أظهرت إرادة مختلف الأطراف في إجراء محادثات، ومن ثم صارت آفاق إحلال السلام في سوريا ممكنة".

-- تطبيق الهدنة يتطلب أفعالا ملموسة

ولا يزال الاتفاق، الذي يستبعد تنظيم الدولة (داعش) وجبهة النصر وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي، لا يزال بانتظار إلتزام المجموعات المتحاربة سواء التابعة للحكومة أو المعارضة المسلحة، إذ يتعين على أي طرف من أطراف الصراع الدائر في سوريا تقديم تعهده بوقف الأعمال العدائية إلى روسيا أو الولايات المتحدة في موعد أقصاه الساعة الـ 12:00 (بتوقيت دمشق) يوم السبت المقبل.

إن الهدنة تمثل خطوة أولى وحتمية لخروج سوريا من الأزمة الحالية وتعد تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بعدما أعربت كل من الحكومة السورية والمعارضة على حد سواء عن رغبتهما في تحقيق هدنة "مشروطة". لكن لي شاو شيان، رئيس معهد الصين للدراسات العربية التابع لجامعة نينغشيا قال إن الشروط التي طرحها الجانبان قد تكون غير مقبولة بالنسبة للآخر، لذلك، فإن تحقيق هدنة شاملة يحتاج إلى أفعال ملموسة يمكن أن تبرهن على إمكانية تجسيدها على أرض الواقع.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعرب خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة ((الباييس)) الأسبانية، عن استعداد بلاده لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلاله من جانب الإرهابيين وداعميهم، مضيفا أن تركيا قد تستغل فرصة وقف إطلاق النار لإرسال "إرهابيين وأسلحة" إلى سوريا.

أما بالنسبة للمعارضة السورية، فقد أكدت على ضرورة عدم قيام القوات الحكومية السورية وقوات التحالف بتوجيه ضربات عسكرية لجبهة النصرة التي حددها مجلس الأمن الدولي بأنها جماعة إرهابية.

وفي ظل هذه المواقف المتباينة للأطراف، يرى لي شاو شيان أن القوات السورية لن توقف ضرباتها العسكرية ضد جبهة النصرة وكذا لن توقف روسيا غاراتها الجوية ضد هذه الجبهة التي تعتبرها موسكو جماعة متشددة.

يذكر أنه فى نفس اليوم الذي تم التوصل فيه إلى اتفاق وقف إطلاق النار، هزت تفجيرات دامية مدينتين سوريتين، ما أدى إلى مقتل 46 شخصا في حمص وأكثر من 80 شخصا في دمشق، وأعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عنها.

أما ما شياو لين الباحث الصيني البارز في قضايا الشرق الأوسط , فقد أشار إلى وجود خلافات كثيرة بشأن عملية استئناف المحادثات بين مختلف أطراف الأزمة السورية، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر مشكلة اختيار ممثلي المعارضة الذين يشاركون في المفاوضات ورفض تركيا لمشاركة الأكراد في المفاوضات.

واتفق ما شياو لين مع آراء الخبير لي في أن هذا الاتفاق يعد حتى الآن مجرد تعهد، ويحتاج إلى تحركات عملية من قبل مختلف الأطراف المعنية ، مشيرا إلى أن طريق تحقيق الهدنة الشاملة والمفاوضات سيكون عملية طويلة ولا يمكن إنجازها بين عشية وضحاها.

-- آفاق تحقيق السلام ممكنة

ومع ذلك، يرى الخبراء أن اتفاق الهدنة يعد إشارة إيجابية والتوصل إليه يشكل "لحظة تحول" بالنسبة للأزمة السورية، ما يظهر إرادة مختلف الأطراف في إيقاف إطلاق النار وإجراء مفاوضات سلمية، متوقعين بنبرة متفائلة ألا تتوسع الحرب في سوريا.

وفي الحقيقة، شهدت الأزمة السورية أوجه تقدم عديدة خلال الفترة الأخيرة. فبالإضافة إلى اتفاق الهدنة، كانت القوى الكبرى قد توصلت خلال اجتماعات ميونخ قبل حوالي أسبوعين إلى اتفاقيات حول سوريا أهمها إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة ووقف العمليات القتالية خلال أسبوع. وهنا يشير ما شياو لين إلى أن هذا يؤشر بالفعل على وجود علامات على إحراز تقدم في عملية السلام السورية.

وأوضح ما شياو لين أن الموقع الجغرافي الإستراتيجي لسوريا بكونها تقع عن نقطة إلتقاء القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا يمثل أهمية بالغة، إذ بعد مرور نحو خمس سنوات على اندلاع الأزمة السورية وتزايد التدخلات الخارجية في سوريا، من المرجح أن يزداد الوضع في الشرق الأوسط تعقيدا ويواصل خطر الإرهاب تصاعده، ومن ثم فإنه من مصلحة الجميع التوصل إلى توافق لإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة تأمل في إنهاء الأزمة السورية دون أن تقع في مستنقع جديد، فيما تحمل عودة الاستقرار إلى سوريا أهمية كبيرة بالنسبة لأوروبا التي ستتعاظم عليها الضغوط من مشكلتي اللاجئين والإرهاب مع تفاقم الأزمة السورية، علاوة على ذلك، فإن استمرار الحرب في سوريا سيؤدى إلى استنفاد طاقة واشنطن وموسكو لدرجة تصبحا معها غير قادرتين على التعامل مع قضايا ملحة في مناطق أخرى من العالم، وهذا يؤكد أن مصلحة الأطراف جميعا تصب في صالح حل الأزمة بطريقة سلمية.

ورغم تهديد السعودية بإرسال قوات برية إلى سوريا ودعوة أنقرة شركاء التحالف إلى بدء عمليات برية مشتركة في سوريا، إلا أن لي شاو شيان أعرب عن اعتقاده بأن "ذلك لن يحدث لأن ذلك يتطلب موافقة الولايات المتحدة التي قد لا تدعم هذا التحرك".

وبشكل عام، ستظل هناك حالة من التفاؤل الحذر سائدة إزاء آفاق الحل السياسي للأزمة السورية. فرغم أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار، إلا أنه لابد من الانتظار لنرى ما إذا كانت الأطراف المتحاربة ستلتزم حقا بوقف إطلاق النار. وعلى أية حال، تم التوصل إلى الاتفاق، وهذا بعث بإشارات إيجابية على مدى رغبة الأطراف المعنية في إنهاء الأزمة السورية. وطالما أن مختلف الأطراف المعنية بالأزمة لديها إرادة سياسية قوية، فسيكون هناك حينئذ أمل في أن يتحقق السلام.

الصور

010020070790000000000000011101441351236111