بكين 28 فبراير 2016 (شينخوا) قالت فتاة صينية ولقبها وانغ إنها قد انجذبت مؤخرا للرقص الشرقي بعدما أصبح رائجا بين أوساط الفتيات الراغبات في الحفاظ على قوام رشيق وشكلا من أشكال الموضة.
وذكرت وانغ إن صديقتها التي بصدد الزواج قد ذهبت إلى فصل تعليمي للرقص الشرقي في بكين بقصد تجميل القوام قبل أن تقرر هي الأخرى الذهاب بعد أن انجذبت إلى هذا النوع من الفن.
وتنتشر فصول تعليم الرقص الشرقي في مختلف أنحاء الصين، كما تقام العديد من المسابقات سنويا لاختيار أفضل الراقصات.
وبالتزامن مع السنة الثقافية الصينية المصرية، حرصت وانغ يوم الخميس على الحضور لمشاهدة عرض فني مبهر لفرقة رضا المصرية للفنون الشعبية على خشبة مسرح مركز خدمات موظفي بكين في وسط العاصمة وهو العرض الثاني لها بعدما أدت الفرقة عرضا آخر يوم الأربعاء في المسرح الوطني الكبير في بكين.
ومن طرفه قال خالد جلال، مخرج وكاتب سيناريو سينمائي ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي التابع لوزارة الثقافة، إن الهيئات المسؤولة في وزارة الثقافة المصرية قامت ببحث برنامج الرقصات والعروض الفنية التي سيتم عرضها في الصين قبل وقت طويل من بدء السنة الثقافية الصينية المصرية.
وأضاف انه قد تم اختيار فرقة رضا كأول الفرق الفنية التي تقوم بعروض فنية في الصين وذلك لما لها من مكانة وتاريخ كما أنها حفظت تراث مصر منذ الخمسينات وحتى الآن بعد أن أسسها الفنان محمود رضا.
وأضاف جلال إن الفرقة لم تكتف بنمطها التقليدي إذ سعت إلى التجديد عبر إضافة التقنيات المتمثلة في أفلام تسجيلية مترجمة إلى لغات أجنبية من بينها الصينية لتقدم شرحا لكل عرض والمغزى الثقافي الذي يحمله باللغات المختلفة، إلى جانب التعريف بالفرقة وتاريخها.
وأشاد جلال باستقبال الصيني الحار بالفرقة إذ أن هذه هي المرة الثالثة التي تحضر فيها إلى الصين، وخاصة بعد العرض إلي تم تقديمه في المسرح الوطني الكبير ببكين.
وبالسؤال عن إمكانية المزج بين الفن الصيني والمصري في عمل واحد، ذكر جلال إن هناك نوايا لعقد ورش عمل مشتركة بين الفنانين من البلدين، بما في ذلك السيرك والسينما وطباعة الكتب.
وأشار إلى أن يوم 8 مارس هو يوم المرأة، فيما سيكون هناك عرضا لفرقة فرسان الشرق الاستعراضية في الصين بعنوان "نساء من مصر" ويحكي عبر الرقص الحديث أشهر النساء المصريات ودورهن في التاريخ المصري.
ومن المقرر أن تقوم الفرقة بعرضين آخرين في مدينة قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، حيث تتواجد الجالية المصرية والعربية بشكل كبير.
وقال وو سي كه المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط وقد شاهد أيضا العرض يوم الخميس انه "يجب علينا إجراء الحوار بين الحضارتين الصينية والمصرية والحث على قبول الغير والاستفادة المتبادلة، والعمل سويا على إحياء المزيد من القيم الإيجابية الواردة في ثقافتنا وتقاليدنا القومية الأصيلة التي تتماشى مع عصرنا اليوم. "
وذكر وو إن المناطق على امتداد "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 " هي مناطق يزدهر وينشط فيها التواصل الإنساني والثقافي، الذي يُعرف بقوته الناعمة ودوره الدؤوب في تعزيز التفاهم بين شعبي نهري النيل واليانغتسي.
وشاهد ليانغ بينغ باحث تاريخ غربي آسيا وشمال إفريقيا ودكتور أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية هذا العرض الرائع قائلا "إن الرقصات المصرية المعروضة اليوم تتسم بخصائص المناطق المختلفة والمتنوعة في مصر وتعكس تقاليد الحياة اليومية للشعب المصري."
وذكر ليانغ إن الصين ومصر صاحبتي أقدم حضارتين عرفتهما البشرية، منوها بالإسهامات الشعبية الثقافية والفنية الوافرة والقيمة للبلدين.
وانطلقت فعاليات العام الثقافي الصيني المصري 2016 في أواخر يناير الماضي احتفالا بالذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصر في يناير الماضي أول زيارة خارجية له في عام 2016 وجاءت عقب زيارتين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للصين خلال العام الماضي، لتبرز الأهمية الخاصة التي يوليها الرئيسان للشراكة الإستراتيجية بين الصين ومصر.
وهذا لا يتعلق بالسياسة أو الاقتصاد فحسب، وإنما أيضا بالثقافة التي تشكل جزءا هاما ولا يتجزأ من الشراكة بين البلدين.
وكان الرئيسان الصيني والمصري قد شهدا مساء 21 يناير الماضي خلال زيارة الرئيس شي لمصر الحفل الأسطوري الذي أقيم في معبد الأقصر إيذانا بإطلاق العام الثقافي المصري - الصيني 2016 الذي سيضم تحت مظلته العديد من الأنشطة الثقافية التي ستقام في مدن صينية ومصرية مختلفة بشكل متزامن خلال العام الجاري بهدف زيادة التفاهم والتقارب بين ثقافتي وتقاليد البلدين والشعبين.
هذا وقد أعلنت السلطات الثقافية الصينية عن تنظيم أكثر من 60 فعالية ثقافية في القاهرة والأقصر وأسوان تشمل عددا كبيرا من الفنون من بينها عروض سينمائية وتليفزيونية وإقامة معارض للصناعات الثقافية ومعارض للكتب وغيرها من الفعاليات الخاصة بالتبادل الثقافي بين الجهات والمدن الصينية المصرية.
وتعد مصر أول دولة عربية توقع اتفاقا ثقافيا مع الصين، وتكللت جهود البلدين بتوقيع ست اتفاقيات ثقافية تنفيذية بينهما.
علاوة على ذلك، تم تأسيس المركز الثقافي الصيني بالقاهرة عام 2002 ليصبح أول مركز ثقافي كبير تؤسسه الحكومة الصينية خارج البلاد.
وقالت تشن دونغ يون، المستشارة الثقافية بالسفارة الصينية لدى مصر ومديرة المركز الثقافي الصيني بالقاهرة مؤخرا إن إقامة العام الثقافي الصيني المصري 2016 ذات أهمية عابرة للعصور، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتعاون فيها الصين ومصر لإقامة عام ثقافي، كما إنها المرة الأولى التي تقيم فيها الصين عاما ثقافيا مشتركا مع الدول العربية.
وأضافت تشن أن التبادلات الثقافية بين الصين ومصر في عام 2016 ستتسع لتشمل مزيدا من المجالات وستتطرق إلى موضوعات أرحب حيث ستمتد التبادلات الثقافية بين البلدين حتى تبلغ "الثقافة الكبرى" التي تتدرج من إقامة معارض، وعروض فنية، ومنتديات وحوارات حول مبادرة "الحزام والطريق" وحتى تعريف المصريين بعقاقير الطب الصيني التقليدي والتجارب الصينية في مجال تطوير المدن وغيرها.
وقال السفير مجدي عامر إن حضارات نهر اليانغتسي والنهر الأصفر في الصين ونهر النيل في مصر مثلت مهد الحضارة الإنسانية ، مضيفا أن التواصل بين البلدين تم منذ أكثر من ألفي عام عبر طريق الحرير.
وأشار إلى أن الجانب المصري سيتعاون مع الجهات الصينية المختلفة خلال العام الثقافي الصيني المصري لإقامة عروض فنية وموسيقية وندوات للفنانين وعروضا لشتى الفنون المصرية لدفع التبادل الثقافي بين شعبي البلدين.
وستغطي فعاليات العام الثقافي النواحي الثقافية والسياحية والإعلامية والتعليمية والعلمية وغيرها، وتتضمن الأنشطة حفلات موسيقية وحفلات لفرق الرقص الشعبي وعروض أوبرا ومعارض حول الصناعات الثقافية ومهرجان للسينما والكتاب وورش تدريب وغيرها من المجالات الواسعة.
وقد اتفق الجانبان الصيني والمصري على تحديد جدول الفعاليات الخاصة بالعام الثقافي على أساس ربع سنوي.
وأكد الجانبان أن برامج الفعاليات قابلة للإضافة خلال العام الثقافي الصيني- المصري، وأنهما سيواصلان عقد اجتماعات دورية لمتابعة تنفيذ كافة الفعاليات في البلدين.