القاهرة 29 فبراير2016 (شينخوا) استبعد محللون مصريون اليوم (الاثنين)، التطبيع الشعبي بين القاهرة وتل أبيب، وذلك تعليقا على لقاء بين أحد نواب البرلمان المصري وسفير اسرائيل بالقاهرة.
وكان النائب المصري توفيق عكاشة، وهو أيضا إعلامي مثير للجدل ومالك قناة ((الفراعين)) الفضائية استضاف في منزله الثلاثاء الماضي السفير الإسرائيلي حاييم كورين، في لقاء استمر ثلاث ساعات كاملة، وتعهدا بمواصلة اللقاءات الثنائية.
وفي أثناء جلسة مجلس النواب أمس، اعتدى النائب كمال أحمد بـ "الضرب بالحذاء" على عكاشة احتجاجا على استقباله السفير الإسرائيلي.
وقال كمال أحمد إنه " لم يفعل شيئا سوى تنفيذ رغبة الشعب المصري تجاه تصرف عكاشة"، وهدد بضربه بالحذاء مرة أخرى.
كما انهالت الانتقادات على عكاشة حيث طالب بعض النواب خلال الجلسة بإسقاط عضوية البرلمان عنه، وسط اتهامات له بـ" الخروج على الأعراف والتقاليد البرلمانية" و"ضرب الثوابت الوطنية" و"التطبيع" مع اسرائيل.
وقرر البرلمان تشكيل لجنة للتحقيق مع عكاشة في واقعة لقائه السفير الإسرائيلي، وذلك في ختام جلسة شهدت مشادات وحالة غضب شديدة بين النواب.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالعليم محمد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التطبيع بين شعبي مصر واسرائيل " في مؤخرة وعي المصريين"، في إشارة إلى عدم اهتمامهم بالتطبيع.
وأضاف عبدالعليم وهو خبير في الشؤون الإسرائيلية، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه " من الناحية الشعبية في مصر فإن الموقف مناهض للتطبيع (مع اسرائيل) على كافة المستويات".
وأكد ان الشعب المصري لن يتنازل عن هذا الموقف طالما أن اسرائيل تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المصريين يرهنون التطبيع الشعبي مع الدولة العبرية بإقامتها السلام مع الفلسطينيين وتنفيذ حل الدولتين.
وتابع إن " ما تم من تطبيع هو على مستوى أجهزة الدولة المصرية فقط من المخابرات ووزارة الخارجية" وهى الأجهزة المكلفة بتنسيق العلاقات مع اسرائيل.
ورأى أنه رغم هذا التطبيع الرسمي بين مصر واسرائيل فإن " السلام بارد " بينهما.
ورغم ذلك، رأى عبدالعليم أنه " لا ضرورة منطقية تبرر الاعتداء على توفيق عكاشة" بسبب استضافته السفير الإسرائيلي.
وقال إن الضجة التي أثيرت بسبب هذا اللقاء " مفتعلة ومصطنعة وتهدف إلى الإثارة والبقاء في دائرة الضوء".
وأجاب على سؤال حول عدم وجود رد فعل شعبي تجاه لقاء عكاشة والسفير الإسرائيلي بالقول إن " التطبيع في مؤخرة وعي المصريين الذين يعانون من مشاكل طاحنة خاصة بالأجور والاقتصاد والتضخم وحقوق الانسان وغيرها".
وتابع إن المصريين يرفضون التطبيع لكن لا اتوقع أن يخرجوا في مظاهرات مثلا للتعبير عن ذلك، لمجرد أن برلماني واحد استقبل السفير الإسرائيلي، لاسيما أن هذا البرلماني وجد من يعاقبه.
واعتبر أن من وافق على التطبيع مع اسرائيل من أفراد الشعب المصري هم " دائرة ضيقة جدا جدا، ومحدودة للغاية، وتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة".
وشاطره الرأى عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الديمقراطي بقوله إن من يقيم علاقات مع اسرائيل من المصريين " مجموعة قليلة جدا من رجال الأعمال".
وأوضح عبدالغفار، وهو أيضا نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن رفض المصريين التطبيع الشعبي مع اسرائيل بدأ مباشرة عقب توقيع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات معاهدة "كامب ديفيد" للسلام مع اسرائيل.
وأضاف إنه " عقب توقيع المعاهدة ظهرت حركة قوية في مصر لمقاطعة اسرائيل، ومازال هذا الموقف موجود حتى الآن".
وأشار إلى ان " هناك رأي عام يرى أن اسرائيل هى العدو الرئيس للشعب المصري والعرب، وبالتالي فإن الموقف هو عدم التطبيع معها".
وتابع إنه " حتى على المستوى الرسمي فإن الحكومة المصرية تكتفي بالحد الأدني من العلاقات مع اسرائيل، ولم تتوسع فيها تقديرا للموقف الشعبي.. وما حدث في مجالات أخرى كالكويز كان مجرد استثناء".
وعزا هذا الموقف إلى الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين، وعدم حصول الفلسطينيين على حقهم في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة.
وأشار إلى أنه شخصيا يرفض التطبيع مع اسرائيل.