موسكو 10 مارس 2016 (شينخوا) صرح سفير الصين لدى روسيا لي هوي خلال مقابلة أجرتها معه وكالة انباء ((شينخوا)) مؤخرا أن العلاقات الصينية-الروسية أصبحت من أكثر العلاقات الثنائية استقرارا وقوة ونضجا فى العالم الحديث.
وقال لي إن "فكرة الصداقة، التى تنتقل من جيل إلى جيل، متجذرة بعمق فى قلوب الشعبين."
وبحسب السفير، فإن العلاقات الطيبة بين الشعبين تعد نتيجة للتفهم الجيد من جانب كل شعب تجاه الآخر.
واضاف السفير "تساعد التبادلات الثقافية فى القضاء على سوء الفهم بين الثقافات المختلفة. إنها بمثابة جسر هام يساعد شعوب الدول المختلفة فى تعزيز علاقات الصداقة والتفاهم المشترك."
ومن جانبه، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي سنوى فى يناير الماضي إن العلاقات الروسية - الصينية تشهد فى الوقت الحالى تطورا لم تشهده فى أي وقت مضى، فيما يخص التعاون بين البلدين، وأن روسيا لم تتمتع من قبل بتلك الروابط من التعاون الشامل مع أية دولة أخرى.
وحسب لي، فإن التبادلات التى تتم بين الشعبين لم تعد فقط عمادا هاما للعلاقات الصينية - الروسية، بل إنها دفعت إلى حد بعيد توسيع وتعميق التفاعل بين الدولتين.
وأوضح ان التعاون الثقافى المكثف ساهم فى تمنية طويلة الاجل للعلاقات الثنائية وفى الحفاظ على الصداقة بين الدولتين والشعبين، ما يؤدى إلى مكاسب ملموسة فى التنمية الاجتماعية - الاقتصادية فى كل من الصين وروسيا.
وذكر السفير ان الاتصالات الثقافية بين البلدين باتت تنمو بشكل سريع منذ اكثر من 20 عاما، حيث تم توقيع اتفاقية خاصة بالتعاون الثقافى عام 1992 حتى تأسيس اللجنة الصينية - الروسية للتعاون الانسانى فى عام 2007.
تجدر الاشارة إلى أنه فى أكتوبر 2009، قامت حكومتا الصين وروسيا بتوقيع اتفاقية تأسيس المراكز الثقافية التى شهدت افتتاح مركز ثقافي روسي فى بكين فى سبتمبر عام 2010، وكذا افتتاح المركز الثقافى الصينى فى موسكو فى ديسمبر عام 2012.
وأضاف لي ان المراكز الثقافية فى البلدين تشهد نشاطا كبيرا كل عام من خلال تنظيم عدد كبير من الأنشطة الثقافية. وكلما ازداد أعداد المساهمين فى الأنشطة الثقافية بتلك المراكز، تصبح المراكز منابر تعزيز للتفاهم المشترك بين الشعبين.
وقال لي إن الاحتفاليات الثقافية المتبادلة - التى تعقد فى كل دولة بالتتابع - جذبت اهتمام الشعبين، وفى ذات الوقت، فإن برنامج ترجمة ونشر عدد من الروائع الأدبية الصينية والروسية حقق نجاحا كبيرا بين القراء فى كل من الدولتين.
علاوة على ذلك، تقوم الصين وروسيا بتنظيم العديد من الأنشطة فى المجالات المختلفة كل عام، تشمل اللغة والسياحة والتبادلات الشبابية والاعلام.
وحسب لي، ساهمت هذه الأحداث فى تطوير علاقات الصداقة بين الشعبين، وإلى تعاون عملى مشترك فى كافة المجالات، خاصة فى القطاع الثقافى.
وتابع لي انه بالاضافة إلى ذلك، قام زعيما البلدين بحضور احتفاليات كبرى والقاء خطابات هامة، وذلك فى مناسبات معينة مثل الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية - الروسية فى عام 2009 والذكرى العاشرة لتوقيع معاهدة الصداقة الصينية - الروسية فى 2011.
وأوضح "ان تلك الأنشطة الثقافية تتناغم مع الدبلوماسية الرسمية، كما أنها حققت ردود افعال إيجابية لدى الشعبين."
وأضاف لي ان بكين وموسكو تقومان فى الوقت الحالى بتنفيذ برنامج التعاون 2014-2016 بين وزارتي الثقافة فى البلدين.
وقال لي "سيكون هناك تعاون ملموس فى مجالات مثل الموسيقى والمسرح والسينما والفنون الجميلة، وفى حفظ وبعث التراث الثقافى، كما سيكون هناك تعاون بين المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات."
وقال لي إن الشعبين الصينى والروسى يتزايد اهتمامهما بالثقافة، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى أن يصبح كل شعب مهتما بثقافة الشعب الآخر.
وأعرب لي عن أمله فى ان تركز وزارتا ثقافة البلدين على اهتمامات الشعب والسوق، بالاضافة الى تقوية الاتصالات الرسمية.
واختتم لي بأنه على وزارتي ثقافة البلدين تعزيز جهودهما فى ارشاد وتنظيم الاتصالات بين الشعبين فى المجال الثقافي من أجل تأسيس إطار شامل ومتعدد القنوات بين الصين وروسيا فى مجال التبادل الثقافي.