زارت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون اللاجئين الممثلة الأمريكية انجلينا جولي مخيمات للنازحين السوريين بمنطقة البقاع في لبنان، 15 مارس. (صورة شينخوا)
بيروت 15 مارس 2016 (شينخوا) زارت مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لشؤون اللاجئين الممثلة الأمريكية انجلينا جولي اليوم (الثلاثاء) مخيمات للنازحين السوريين بمنطقة البقاع في لبنان وذلك في الذكرى الخامسة للأزمة السورية التي أدت الى تشريد الملايين.
وقالت جولي في مؤتمر صحفي عقدته بمخيم "الفيضة" للنازحين السوريين ، انها كانت تأمل أن تحل هذه الذكرى وهي في سوريا تساعد اللاجئين على العودة الى منازلهم ، مشيرة الى أنه "من المخزي والمأساوي أننا نبدو بعيدين جدا عن تحقيق هذا الأمر".
وأضافت ان "الوقت قد حان للمنطق والعقل والهدوء".
وجرت زيارة النجمة السينمائية الأمريكية للاجئين وسط أجواء مناخية ممطرة بغزارة.
وقالت جولي "أستغرب عندما أرى العالم يشعر هؤلاء الناجين بأنهم متسولون" مضيفة "إنهم أبطال استثنائيون في نظري".
وتحدثت عن "إغلاق بعض الحدود الأوروبية في وجه اللاجئين بسبب الخوف من تأثيرهم في حياة الشعوب والأفراد" مطالبة "الحكومات بالتغلب على الخوف والتمتع بحس القيادة وبذل أقصى الجهود لمساعدة اللاجئين."
وأوضحت أنها قضت وقتا في مخيم في لبنان مع أم سورية أُصيبت بالشلل بعد إصابتها برصاص قناص في سوريا وأنها تعيش مع عائلتها في غرفة صغيرة وتأمل في حياة جيدة لأطفالها وأن يتسنى لهم الذهاب إلى المدرسة.
وأضافت "عندما رأيت ضحكتها ورأيت زوجها وأطفالها شعرت بالرهبة لأنهم أبطال في نظري".
وأكدت أن الظروف المعيشية للاجئين السوريين في لبنان ازدادت سوءا مع امتداد سنوات الأزمة ، لافتة الى أن كل اللاجئين الذين التقتهم أكدوا "رغبتهم بالعودة الى سوريا فور انتهاء الحرب وحلول الأمن في مناطقهم".
وأشارت إلى أن النازحين الذين يعيشون من دون المقومات الدنيا للعيش قد زاد عددهم خلال السنتين الأخيرتين في لبنان موضحة أن نسبة 79 في المئة من اللاجئين هم أطفال ونساء.
وشددت على أن الضغط الأكبر لأزمة اللاجئين السوريين لايزال يتركز على بلدان الشرق الأوسط التي تضم 4,8 مليون لاجيء سوري اضافة الى 6,5 مليون نازح داخل سوريا نفسها رغم التركيز الكبير الموجه حاليا نحو وضع اللاجئين في أورويا.
وشكرت السلطات اللبنانية على استضافتها أكثر من مليون نازح وأضافت "لبنان أعطى صورة للعالم عن حسن الضيافة والكرم والإنسانية" معتبرة أنه "ليس من السهل على أي بلد أن يستقبل مايوازي ثلث عدد سكانه."
واشارت في السياق الى أن عدد اللاجئين في العالم قد تجاوز60 مليوون شخص وهو الرقم الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية ، معتبرة انه يستحيل على بلدن العالم مهما كانت غنية أن تقدم الدعم الكافي الى الأمم المتحدة لرعاية هذا العدد 60 بشكل دائم.
ولفتت الى أنه "لايمكن ادارة العالم من خلال مساعدات الاغاثة بدلا من الحلول السياسية كما لايمكن حل الأزمة القائمة من خلال الاستجابات الجزئية أو من خلال مساعدة بعض اللاجئين وتجاهل آخرين."
وناشدت حكومات العالم دعم اتفاقية الامم المتحدة الخاصة باللاجئين والاعلان العالمي لحقوق الانسان لحماية اللاجئين الفارين من القتل الاضطهاد وتحديد المساهمة التي يمكن لهم تقديمها وعدد اللاجئين الذين يمكن استيعابهم للمساهمة في حل هذه الأزمة.
وأكدت المبعوثة الخاصة بعد اجتماعين مع كل من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق أن "خطتنا هي السعي إلى حل سياسي وإعادة بناء سوريا".
وقالت "لبنان يجب أن يكون قويا فهذا أمر مهم للجميع لأنه لا يوجد بلد في العالم قدم للنازحين السوريين ما قدمه لبنان".
ووعدت بأنها ستنقل للعالم ما يعاني منه لبنان بسبب هذه الأزمة وكيف أنه "بلد يشكل قدوة للعالم في الكرم والإنسانية والصمود والتضامن مع الشعب السوري".
ودعت الى دعم الحكومة اللبنانية من خلال مشاريع تنموية وبنى تحتية وجلب الاستثمارات تقديرا لجهودها في مجال اللاجئين السوريين.
وتصادف زيارة جولي الى لبنان مع الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب السورية الدموية التي قتلت وجرحت مئات الآلاف وهجرت الملايين.
وكانت أنجلينا جولي قد زارت لبنان في يونيو الماضي برفقة ابنها الذي أراد التعرف على النازحين السوريين وأوضاعهم المأساوية.
يذكر ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان يتخطى مليون شخص يعيش معظمهم في ظروف معيشية بالغة الصعوبة ويشكلون ضغوطا اقتصادية واجتماعية وأمنية على البلاد.