بكين 17 مارس 2016 (شينخوا) تابع المدراء التنفيذيون لبعض الشركات الـ500 الكبرى في العالم عن كثب الأجندة الاقتصادية "للدورتية الصينيتين" وأعربوا عن ثقتهم في اقتصاد الصين.

فهم يؤمنون بأن الصين مازالت تمثل ركيزة هامة للنمو الاقتصادي العالمي وأن الخطة الخمسية الـ13 ومبادرة "الحزام والطريق" ستعطيان قوة دفع جديدة للتنمية الاقتصادية للصين والعالم بأسره.

وقال المدراء التنفيذيون في الشركات المتعددة الجنسيات إن اتجاه التنمية الاقتصادية والتعديلات التي أدخلت على السياسات في الصين تعد جزءا لا يتجزأ من إستراتيجياتها التنموية.

فمن جانبها، ذكرت دوان شياو يينغ كبيرة نواب رئيس شركة ((جنرال إليكتريك)) وكبيرة المديرين التنفيذيين بشركة ((جنرال إليكتريك تشاينا)) أن ((جنرال إليكتريك)) ركزت خلال فترة انعقاد الدورتين انتباهها على إجراءات الصين لتدعيم الإصلاح الهيكلي لـ"جانب العرض"، وتفاصيل مبادرة "صنع في الصين 2025"، والمعلومات المتعلقة بالحوكمة البيئية.

وقالت إن التحول والنمو سيكونا الموضوعين الرئيسيين للاقتصاد الصيني، وإن ((جنرال إليكتريك)) ستعتمد هذين المفهومين في جوهر إستراتيجيتها في الصين.

وأشار سو شياو شي نائب رئيس شركة ((دوبونت)) إلى أن شركته أولت اهتماما وثيقا بالتفاصيل الجديدة الواردة في الخطة الخمسية الـ13 التي قال إنها ستكون مفيدة للشركة عند صياغة إستراتيجيتها في الصين.

ومن ناحية أخرى، يقول تشانغ جيان تاو نائب رئيس فرع شركة ((كوكاكولا)) بالصين وكوريا الجنوبية إن السلامة الغذائية وحماية البيئة وكذا التنمية المستدامة تمثل أهم القضايا بالنسبة لشركة ((كوكاكولا)).

وصرح ليوى شو بينغ، رئيس شركة ((إكسليم)) العالمية الموردة لتكنولوجيا المياه لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الشركة تركز على كيفية الحفاظ على معدل النمو داخل نطاق متوسط إلى مرتفع نظرا للضغوط الهبوطية المختلفة، وكيفية دمج الخطة الخمسية المقبلة في الخطط الشاملة للشركة.

وذكر تاو لين نائب رئيس الشؤون العامة بفرع شركة ((تيسلا)) في الصين أن "الإصلاح الهيكلي لجانب العرض ملفت للنظر حقا".

وأضاف تاو أنه في ظل "الوضع الطبيعي الجديد" الذي يتسم بنمو أبطأ ولكن أكثر استدامة، تتخذ الحكومة الصينية إجراءات لتحسين الهيكل الاقتصادي للبلاد، ودعم الصناعات الناشئة، ومساعدة الشركات في ضمان بلوغ مواقع أعلى في سلسلة القيمة. وسوف تعزيز هذه الإجراءات المختلفة الثقة في الشركات المعتمدة على الابتكار.

وقد سجل اقتصاد الصين نموا نسبته 6.9% على أساس سنوي في عام 2015، وهو أبطأ نمو سنوي خلال ربع قرن. وآثار تباطؤ معدل النمو، رغم أنها لا تزال تحسد عليه وفقا للمعايير العالمية، الشكوك إزاء الآفاق الاقتصادية للصين.

وعندما طلب منه التعليق، أعرب سو من شركة ((دوبونت)) عن ثقته بأن الصين ستظل أحد أكبر الأسواق وأكثرها جاذبية في العالم.

وأضاف سو أن "الأمر الأكثر أهمية يكمن في أن الصين تسعى جاهدة إلى تحسين جودة النمو الاقتصادي وتوسيع الاستهلاك المحلي. وسوف تدعم مثل هذه الممارسات الأساس للنمو المستقبلي".

ولقد أصبحت الصين ثالث أكبر سوق في العالم بالنسبة لشركة ((كوكاكولا)). وذكر تشانغ أن الشركة الأمريكية واثقة من إمكانات السوق في الصين نظرا للتقدم الذي تم إحرازه في عملية الحضرنة بالصين واستمرار النمو في دخل المستهلك القابل للإنفاق .

وقال ليوى شو بينغ إن "الهيكل الاقتصادي للصين يمر حاليا بتغيرات عميقة مثل التنمية السريعة للصناعات التحويلية ذات التكنولوجيا الفائقة وكذا في صناعة الخدمات"، مشيرا إلى أن البلاد تسعى إلى جعل الابتكار محركا رئيسيا لنموها الاقتصادي.

وفيما أوضحوا أن التحول الاقتصادي للصين يفيدها ويفيد العالم، أشار المدراء الذين أجريت لقاءات معهم إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" ستتيح فرصا كبيرة للشركات متعددة الجنسيات.

وذكر تاو إن هذه المبادرة تعكس خطط الصين الرامية إلى خلق طريق جديد للانفتاح .

وقال تاو إن "آليات ومنصات التبادل والتعاون ذات الصلة ستتيح المزيد من الفرص للشركات الصينية للتوجه للعالمية ولمشاركة الشركات الأجنبية ".