تحقيق إخباري: الفدرالية مرفوضة من قبل دمشق وقيامها يضر بمسار المفاوضات في جنيف

11:12:03 18-03-2016 | Arabic. News. Cn

دمشق 17 مارس 2016 (شينخوا) أعلنت شرائح مختلفة من المجتمع السوري في دمشق يوم الخميس رفضها لإعلان الأكراد عن قيام الفدرالية في الشمال السوري، مؤكدين أن هذا الإعلان يضر بمسار عملية التفاوض الجارية في جنيف ولا يخدم مصلحة الشعب السوري.

وفي أول رد فعل شعبي سوري على إعلان قيام الفدرالية، قامت مجموعات من الشبان على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) بوضع خارطة سورية بشكل العلم السوري بألوانه الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود في دلالة على وحدة سورية موحدة وغير مقسمة، كما كتبوا عبارات على صفحاتهم ترفض الإجراء الذي قامت به المكونات الاجتماعية والسياسية في الشمال السوري بإعلان الفدرالية.

واختتمت فعاليات الاجتماع التأسيسي لإعلان نظام مناطق "روج آفا" في شمال سوريا، بانتخاب رئاسة مشتركة و31 عضواً كأعضاء اللجنة التنظيمية للمجلس التأسيسي لـ"الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا-شمال سوريا"، في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والتي استمرت على مدار يومي الأربعاء والخميس.

وعقد في ختام فعاليات الاجتماع مؤتمرا صحفيا لإعلان ما تمت مناقشته وإقراره، حيث تمت تلاوة البيان الختامي الذي نص على أن "سوريا المستقبل لكل السوريين وهذا ما يحققه نظام فدرالي ديمقراطي على أساس جميع المكونات المجتمعية، والعمل على تأسيس نظام فيدرالي ديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا، وانتخاب الرئاسة المشتركة للمجلس التأسيسي وهيئة تنظيمية تتألف من 31 عضواً، وتكليف الهيئة التنظيمية بإعداد عقد اجتماعي ورؤية قانونية سياسية شاملة لهذا النظام في مدة لا تتجاوز ستة أشهر".

هذا وقد لاقى إعلان النظام الفدرالي في "روج آفا" وشمال سوريا رفضا من قبل الحكومة السورية في دمشق والحكومة الإيرانية والحكومة التركية، مع رفض الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية.

وقال الدكتور حسام شعيب وهو أستاذ بجامعة دمشق لوكالة ((شينخوا)) أن "هذا الطرح من الأخوة الأكراد مرفوض جملة وتفصيلا "، لافتا إلى أن الإعلان يضر كثيرا بمفاوضات السلام الجارية في جنيف والتي تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية التي دخلت عامها السادس منذ أيام.

وأضاف الدكتور شعيب إن "الأكراد شعروا أنهم خارج المعادلة السياسية، فأرادوا أن يبرزوا ورقة لابتزاز الحكومة السورية والضغط عليها بهدف تحقيق مكاسب سياسية".

وأكد أن سوريا "لن تقسم، وستبقى موحدة أرضا وشعبا"، ولن يرضخ الشعب السوري لأي تهديدات من شأنها أن تنال من صموده.

وبدوره أعرب الشاب أحمد (23 عاما) ، وهو طالب جامعي، عن رفضه لهذه الفدرالية التي أعلنت اليوم، مؤكدا أن الحركة تخدم بعض الدول التي تريد أن تمزق سوريا وترسم خارطة جديدة.

وأضاف أحمد لـ ((شينخوا)) أن "توقيت الإعلان غير مناسب ولاسيما وأنه يتزامن مع انعقاد مؤتمر جنيف، وهناك مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات"، مبينا أن السوريين لن يقبلوا أن تمزق سوريا إلى كانتونات أو دويلات تحت عدة مسميات.

وفي سوق الحميدية الشهير بدمشق القديمة قال أبو خالد (54 عاما)، وهو موظف متقاعد، إن "سوريا بلد جميل ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال أن تقسم البلاد على أساس عرقي أو طائفي أو سياسي" ، مؤكد أن "الدين لله والوطن للجميع".

وأضاف أن "هذا الإجراء يشجع باقي المكونات على السير نحو الاستقلال والانفصال عن جسم الدولة وعلينا أن نقف ضده لأنه عمل مرفوض".

ومن جانبه قال باسل وهو سائق سيارة أجرة بدمشق لـ((شينخوا)) "لن أقبل أن تقسم سوريا، وسأعمل من أجل أن تبقى موحدة، فعملي يتطلب أن أقوم بزيارة كل المحافظات"، متسائلا "هل يعقل أن أحتاج إلى تأشيرة لكي أزور محافظة دير الزور والحسكة؟"، وهز برأسه قائلا "هذا غير معقول، ولن أسمح لنفسي أن أتخيله".

ومن جانبه أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أنه تم الإعلان عن فدرالية روج آفا وشمال سوريا، وذلك في اجتماع كبير بمنطقة رميلان على الحدود السورية- التركية- العراقية في ريف القامشلي الشرقي.

وأضاف المرصد المعارض أنه قد تم الإعلان عن الفدرالية التي تضم مناطق الشمال السوري بمقاطعاتها الثلاث "كوباني- عفرين- الجزيرة".

وفي استطلاع للرأي أجراه المرصد على وسائل التواصل الاجتماعي وشمل نحو 20 ألف مواطن سوري، تبين أن الغالبية الساحقة من المواطنين العرب رفضوا الفدرالية واعتبروها خطوة على طريق الانفصال عن سوريا، في حين وافقت الغالبية الساحقة من المواطنين الأكراد على المشروع.

وحذرت وزارة الخارجية السورية يوم الخميس المجموعات الكردية المجتمعة في شمال سوريا من مغبة إعلان نظام فدرالي في شمال البلاد، معتبرة الاعلان أنه تعدي على وحدة الأراضي السورية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية ((سانا)).

وقالت وزارة الخارجية إن "الحكومة السورية تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب سوريا تحت أي عنوان بمن في ذلك المجتمعون بالرميلان بالحسكة".

وأضافت الوزارة أن أي إعلان في هذا الاتجاه "لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعا بوحدة بلادهم أرضا وشعبا".

وأكدت الوزارة أن المهمة الأساسية أمام الشعب السوري "هي مكافحة الإرهاب وأي ابتعاد عن هذا الهدف سيعتبر دعما للإرهاب ولكل من يريد إضعاف سورية والنيل من إرادة جيشها البطل في زحفه من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع الجمهورية العربية السورية".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: الفدرالية مرفوضة من قبل دمشق وقيامها يضر بمسار المفاوضات في جنيف

新华社 | 2016-03-18 11:12:03

دمشق 17 مارس 2016 (شينخوا) أعلنت شرائح مختلفة من المجتمع السوري في دمشق يوم الخميس رفضها لإعلان الأكراد عن قيام الفدرالية في الشمال السوري، مؤكدين أن هذا الإعلان يضر بمسار عملية التفاوض الجارية في جنيف ولا يخدم مصلحة الشعب السوري.

وفي أول رد فعل شعبي سوري على إعلان قيام الفدرالية، قامت مجموعات من الشبان على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) بوضع خارطة سورية بشكل العلم السوري بألوانه الثلاثة الأحمر والأبيض والأسود في دلالة على وحدة سورية موحدة وغير مقسمة، كما كتبوا عبارات على صفحاتهم ترفض الإجراء الذي قامت به المكونات الاجتماعية والسياسية في الشمال السوري بإعلان الفدرالية.

واختتمت فعاليات الاجتماع التأسيسي لإعلان نظام مناطق "روج آفا" في شمال سوريا، بانتخاب رئاسة مشتركة و31 عضواً كأعضاء اللجنة التنظيمية للمجلس التأسيسي لـ"الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا-شمال سوريا"، في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والتي استمرت على مدار يومي الأربعاء والخميس.

وعقد في ختام فعاليات الاجتماع مؤتمرا صحفيا لإعلان ما تمت مناقشته وإقراره، حيث تمت تلاوة البيان الختامي الذي نص على أن "سوريا المستقبل لكل السوريين وهذا ما يحققه نظام فدرالي ديمقراطي على أساس جميع المكونات المجتمعية، والعمل على تأسيس نظام فيدرالي ديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا، وانتخاب الرئاسة المشتركة للمجلس التأسيسي وهيئة تنظيمية تتألف من 31 عضواً، وتكليف الهيئة التنظيمية بإعداد عقد اجتماعي ورؤية قانونية سياسية شاملة لهذا النظام في مدة لا تتجاوز ستة أشهر".

هذا وقد لاقى إعلان النظام الفدرالي في "روج آفا" وشمال سوريا رفضا من قبل الحكومة السورية في دمشق والحكومة الإيرانية والحكومة التركية، مع رفض الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية.

وقال الدكتور حسام شعيب وهو أستاذ بجامعة دمشق لوكالة ((شينخوا)) أن "هذا الطرح من الأخوة الأكراد مرفوض جملة وتفصيلا "، لافتا إلى أن الإعلان يضر كثيرا بمفاوضات السلام الجارية في جنيف والتي تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية التي دخلت عامها السادس منذ أيام.

وأضاف الدكتور شعيب إن "الأكراد شعروا أنهم خارج المعادلة السياسية، فأرادوا أن يبرزوا ورقة لابتزاز الحكومة السورية والضغط عليها بهدف تحقيق مكاسب سياسية".

وأكد أن سوريا "لن تقسم، وستبقى موحدة أرضا وشعبا"، ولن يرضخ الشعب السوري لأي تهديدات من شأنها أن تنال من صموده.

وبدوره أعرب الشاب أحمد (23 عاما) ، وهو طالب جامعي، عن رفضه لهذه الفدرالية التي أعلنت اليوم، مؤكدا أن الحركة تخدم بعض الدول التي تريد أن تمزق سوريا وترسم خارطة جديدة.

وأضاف أحمد لـ ((شينخوا)) أن "توقيت الإعلان غير مناسب ولاسيما وأنه يتزامن مع انعقاد مؤتمر جنيف، وهناك مؤشرات على إحراز تقدم في المفاوضات"، مبينا أن السوريين لن يقبلوا أن تمزق سوريا إلى كانتونات أو دويلات تحت عدة مسميات.

وفي سوق الحميدية الشهير بدمشق القديمة قال أبو خالد (54 عاما)، وهو موظف متقاعد، إن "سوريا بلد جميل ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال أن تقسم البلاد على أساس عرقي أو طائفي أو سياسي" ، مؤكد أن "الدين لله والوطن للجميع".

وأضاف أن "هذا الإجراء يشجع باقي المكونات على السير نحو الاستقلال والانفصال عن جسم الدولة وعلينا أن نقف ضده لأنه عمل مرفوض".

ومن جانبه قال باسل وهو سائق سيارة أجرة بدمشق لـ((شينخوا)) "لن أقبل أن تقسم سوريا، وسأعمل من أجل أن تبقى موحدة، فعملي يتطلب أن أقوم بزيارة كل المحافظات"، متسائلا "هل يعقل أن أحتاج إلى تأشيرة لكي أزور محافظة دير الزور والحسكة؟"، وهز برأسه قائلا "هذا غير معقول، ولن أسمح لنفسي أن أتخيله".

ومن جانبه أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أنه تم الإعلان عن فدرالية روج آفا وشمال سوريا، وذلك في اجتماع كبير بمنطقة رميلان على الحدود السورية- التركية- العراقية في ريف القامشلي الشرقي.

وأضاف المرصد المعارض أنه قد تم الإعلان عن الفدرالية التي تضم مناطق الشمال السوري بمقاطعاتها الثلاث "كوباني- عفرين- الجزيرة".

وفي استطلاع للرأي أجراه المرصد على وسائل التواصل الاجتماعي وشمل نحو 20 ألف مواطن سوري، تبين أن الغالبية الساحقة من المواطنين العرب رفضوا الفدرالية واعتبروها خطوة على طريق الانفصال عن سوريا، في حين وافقت الغالبية الساحقة من المواطنين الأكراد على المشروع.

وحذرت وزارة الخارجية السورية يوم الخميس المجموعات الكردية المجتمعة في شمال سوريا من مغبة إعلان نظام فدرالي في شمال البلاد، معتبرة الاعلان أنه تعدي على وحدة الأراضي السورية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية ((سانا)).

وقالت وزارة الخارجية إن "الحكومة السورية تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب سوريا تحت أي عنوان بمن في ذلك المجتمعون بالرميلان بالحسكة".

وأضافت الوزارة أن أي إعلان في هذا الاتجاه "لا قيمة قانونية له ولن يكون له أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي طالما أنه لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعا بوحدة بلادهم أرضا وشعبا".

وأكدت الوزارة أن المهمة الأساسية أمام الشعب السوري "هي مكافحة الإرهاب وأي ابتعاد عن هذا الهدف سيعتبر دعما للإرهاب ولكل من يريد إضعاف سورية والنيل من إرادة جيشها البطل في زحفه من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع الجمهورية العربية السورية".

الصور

010020070790000000000000011101451352008681