خبراء إعلاميون: وسائل الإعلام تضطلع بدور محوري في محاربة الإرهاب

06:13:15 22-03-2016 | Arabic. News. Cn

الدوحة 21 مارس 2016 (شينخوا) أكد مسؤولون وأكاديميون مختصون في الإعلام اليوم (الإثنين) الدور المحوري لوسائل الإعلام في مواجهة القضايا الكبرى التي باتت تؤرق الدول والشعوب وعلى رأسها الإرهاب والأزمات الإنسانية كأزمة اللاجئين.

وقال مدير مركز الصحافة الأوروبي ولفريد رويتن لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش قمة الإعلام العالمية الثالثة التي اختتمت اليوم بالدوحة، إن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في مواجهة ظاهرة الإرهاب، عبر تغطية تتسم بالانفتاح والمصداقية والشفافية والبحث في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الظاهرة لا الحديث عن وجودها فقط.

وأضاف رويتن أن وسائل الإعلام أثناء معركتها مع الإرهاب يجب أن لا تغفل مسألة الولوج إلى الوسائل الجديدة التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية والإطلاع عن كثب على ما تقوم به "لأننا إن أهملنا ذلك فلن يحدث ذلك أي فرق بالنسبة لهذه التنظيمات".

وأوضح على سبيل المثال أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستخدم (تويتر) ولا يمكن للإعلام التقليدي إغفال هذه الوسيلة لكون التنظيم يستخدمها، وفي الوقت نفسه يجب أن يتم التحكم في نشاطات التنظيم على تلك الوسائل وأن يتم تعقبه.

بدوره، أعرب أستاذ الاتصالات الدولية في جامعة ويست مينستر ببريطانيا البروفسيور دايا توسو، عن اعتقاده بأن لوسائل الإعلام دورا محوريا في مواجهة الإرهاب لا سيما الإعلام التقليدي.

وأضاف توسو "تغطية وسائل الإعلام يجب أن تكون عبر البحث في جذور المشكلة، الإرهاب حركة سياسية وإذا لم نعالج الأسباب الجذرية التي تجعل الأشخاص يتخذون مواقف متطرفة وما ينجم عنها من عنف لن نستطيع تفسير هذه الظاهرة".

وتابع "هناك مشكلة في تعاطي وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة وأعني بذلك وسائل الإعلام الرئيسية وتعاطيها مع ما يعرف بالإرهاب الإسلامي، وفي هذه العملية فإن القارئ والمشاهد العادي يكون في حيرة شديدة لأن لديه فكرة شديدة الغموض عن ماهية هذا الأمر، ولذا على وسائل الإعلام أن توفر مادة في سياق مؤطر".

غير أنه استدرك القول "أنه في واقع الأمر ما تقوم به هذه الوسائل أنها تميل إلى الإثارة جزئيا لأن البيئة التي تعمل خلالها معظم وسائل الإعلام أصبحت تنافسية بشكل متزايد، حيث هناك التنافس السوقي، وفي بيئة مثل هذه هناك مجال محدود للصحافة التحليلية، والضروري بالنسبة إليهم نوع من الإثارة بالأخبار التي تجذب الأنظار وتحافظ على اهتمام الجمهور وتحقق عائدات".

ومضى قائلا "هناك أيضا هذا النمو الهائل في الفيديوهات المزيفة والمحتويات المصطنعة والتصيد، وبالتالي فهناك الكثير مما يحدث في الساحة مع وضد الإرهاب على حد سواء، وهذا ما يعقد المشكلة لكنه يعطي أهمية للصحافة التقليدية التي تقوم بالغربلة وتحري الحقائق وغيرها".

واتفق نائب رئيس تحرير صحيفة (الحياة) اللندنية عبدالوهاب بدرخان مع سابقيه، حيث أكد أن الإعلام يضطلع بمهمة إلى جانب تلك التي تضطلع بها القوى الأمنية والجهاز السياسي للحكومات، ويلعب دورا موازيا للأدوار التي تقع على عاتق أجهزة الدولة.

وقال بدرخان ل(شينخوا) "إذا أردنا التفكير في الإرهاب فعلينا التفكير على مستويات متعددة، هناك إرهاب لأن هناك نقص في التنمية ونقص في العدالة ونقص في المشاركة السياسية، والإعلام يمكن أن تكون مساهمته كبيرة في التصدي لهذه الظاهرة بتكامل الأدوار".

وذكر أنه في جو الاستقطابات الداخلية في كل بلد فإن أي وسيلة إعلامية تأخذ على عاتقها أن تكون ضد الإرهاب قد تصبح نفسها وسيلة معاكسة إن لم تتطرق للأسباب والمعالجات، لأنه في النهاية هناك مجتمعات ترى في بعض جوانب الإرهاب ضرورة لتنبيه الأنظمة والقوى الخارجية، والإنسان البسيط المتعاطف مع هذه التنظيمات الإرهابية يرى ذلك حتى لو لم يكن هذا الإرهاب مفيدا للمجتمع.

وأضاف بدرخان "يجب أن نعترف بهذا الواقع... لكن الصحافة لم تنقل هذه الحقيقة عن المجتمع هي فقط تنقل كراهية الجهاز السياسي والأمني والفئة الاجتماعية للإرهاب وممثليه، وبالتالي الذين يتعاطفون مع الإرهاب ستكون ردة فعلهم على وسائل الإعلام التي تواجه الإرهاب سلبية".

غير أنه لفت إلى أن الإعلام يمكن أن يكون له دور فعال في مواجهة الإرهاب إذا كانت هناك عملية متكاملة، بحيث تعمل كل أجهزة الدولة في الوقت نفسه وفي الاتجاه عينه، أما أن تكون هناك فقط ضربات أمنية وقمع بدون تقدم على مستوى العدالة وبدون تحقيق اقتصاد أكثر انصافا للمجتمع، فلن يكون جهد الإعلام في التحريض ضد الإرهاب مجديا لأنه لن يجد تجاوبا من المجتمع.

وفيما يخص المسؤولية الإنسانية والاجتماعية لوسائل الإعلام في مواجهة الأزمات، تحدث مدير عام قناة (العرب) الإخبارية جمال خاشقجي قائلا إن مسؤولية الإعلام الأهم هي توفير الخبر بالحيادية اللازمة وما يتبقى من آراء تخص الكتاب يدلي فيها كل برأيه.

وذكر خاشقجي أن هناك اختلافا في تغطية وسائل الإعلام للأزمات في المنطقة، مشيرا إلى أنه في ظل ازدحام المعلومات من الصعب الإجابة بوصفة واحدة لمواجهة هذا الاختلاف، فالتلقي بات متاحا للجميع والتنافس صعب جدا لكن لا يملك أي صاحب رسالة إلا أن يستمر بطرق الأبواب حتى يجد الوسيلة التي تجعل المتلقي يصغي لها.

واتفق رويتن مع خاشقجي في أهمية التغطية المحايدة، موضحا أنه بالنسبة للأزمات الإنسانية الكبرى كأزمة اللاجئين والحروب وما تخلفه من كوارث فوسائل الإعلام لها دور كبير في التصدي لانعدام العدالة والتحيز، عليها أن تعرض مأساة هؤلاء بمصداقية وتجرد وأن توفر للجمهور الصورة الحقيقية.

أما توسو فرأى أن هذا يعتمد على نوع الوسيلة الإعلامية التي نتحدث عنها، واستشهد في هذا الصدد بتغطية وسائل الإعلام العالمية الكبرى لأزمة اللاجئين التي قال إنها لم تكن حدثا مهما في الصحافة الأمريكية لكنها كانت كذلك بالنسبة لأوروبا.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الكبرى في تغطيتها لهذه الأزمة الإنسانية لم تطرح أسئلة مهمة من قبيل ما الذي يحدث في سوريا والعراق ومن المسؤول عن ذلك، وذهبت بدلا عن هذا إلى التساؤل عن كيفية التعاطي مع التدفق الكبير لهؤلاء اللاجئين إلى الشواطئ الأوروبية وأطرت الجدال من زاوية النظر للأمر ككارثة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

خبراء إعلاميون: وسائل الإعلام تضطلع بدور محوري في محاربة الإرهاب

新华社 | 2016-03-22 06:13:15

الدوحة 21 مارس 2016 (شينخوا) أكد مسؤولون وأكاديميون مختصون في الإعلام اليوم (الإثنين) الدور المحوري لوسائل الإعلام في مواجهة القضايا الكبرى التي باتت تؤرق الدول والشعوب وعلى رأسها الإرهاب والأزمات الإنسانية كأزمة اللاجئين.

وقال مدير مركز الصحافة الأوروبي ولفريد رويتن لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش قمة الإعلام العالمية الثالثة التي اختتمت اليوم بالدوحة، إن وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في مواجهة ظاهرة الإرهاب، عبر تغطية تتسم بالانفتاح والمصداقية والشفافية والبحث في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الظاهرة لا الحديث عن وجودها فقط.

وأضاف رويتن أن وسائل الإعلام أثناء معركتها مع الإرهاب يجب أن لا تغفل مسألة الولوج إلى الوسائل الجديدة التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية والإطلاع عن كثب على ما تقوم به "لأننا إن أهملنا ذلك فلن يحدث ذلك أي فرق بالنسبة لهذه التنظيمات".

وأوضح على سبيل المثال أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يستخدم (تويتر) ولا يمكن للإعلام التقليدي إغفال هذه الوسيلة لكون التنظيم يستخدمها، وفي الوقت نفسه يجب أن يتم التحكم في نشاطات التنظيم على تلك الوسائل وأن يتم تعقبه.

بدوره، أعرب أستاذ الاتصالات الدولية في جامعة ويست مينستر ببريطانيا البروفسيور دايا توسو، عن اعتقاده بأن لوسائل الإعلام دورا محوريا في مواجهة الإرهاب لا سيما الإعلام التقليدي.

وأضاف توسو "تغطية وسائل الإعلام يجب أن تكون عبر البحث في جذور المشكلة، الإرهاب حركة سياسية وإذا لم نعالج الأسباب الجذرية التي تجعل الأشخاص يتخذون مواقف متطرفة وما ينجم عنها من عنف لن نستطيع تفسير هذه الظاهرة".

وتابع "هناك مشكلة في تعاطي وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة وأعني بذلك وسائل الإعلام الرئيسية وتعاطيها مع ما يعرف بالإرهاب الإسلامي، وفي هذه العملية فإن القارئ والمشاهد العادي يكون في حيرة شديدة لأن لديه فكرة شديدة الغموض عن ماهية هذا الأمر، ولذا على وسائل الإعلام أن توفر مادة في سياق مؤطر".

غير أنه استدرك القول "أنه في واقع الأمر ما تقوم به هذه الوسائل أنها تميل إلى الإثارة جزئيا لأن البيئة التي تعمل خلالها معظم وسائل الإعلام أصبحت تنافسية بشكل متزايد، حيث هناك التنافس السوقي، وفي بيئة مثل هذه هناك مجال محدود للصحافة التحليلية، والضروري بالنسبة إليهم نوع من الإثارة بالأخبار التي تجذب الأنظار وتحافظ على اهتمام الجمهور وتحقق عائدات".

ومضى قائلا "هناك أيضا هذا النمو الهائل في الفيديوهات المزيفة والمحتويات المصطنعة والتصيد، وبالتالي فهناك الكثير مما يحدث في الساحة مع وضد الإرهاب على حد سواء، وهذا ما يعقد المشكلة لكنه يعطي أهمية للصحافة التقليدية التي تقوم بالغربلة وتحري الحقائق وغيرها".

واتفق نائب رئيس تحرير صحيفة (الحياة) اللندنية عبدالوهاب بدرخان مع سابقيه، حيث أكد أن الإعلام يضطلع بمهمة إلى جانب تلك التي تضطلع بها القوى الأمنية والجهاز السياسي للحكومات، ويلعب دورا موازيا للأدوار التي تقع على عاتق أجهزة الدولة.

وقال بدرخان ل(شينخوا) "إذا أردنا التفكير في الإرهاب فعلينا التفكير على مستويات متعددة، هناك إرهاب لأن هناك نقص في التنمية ونقص في العدالة ونقص في المشاركة السياسية، والإعلام يمكن أن تكون مساهمته كبيرة في التصدي لهذه الظاهرة بتكامل الأدوار".

وذكر أنه في جو الاستقطابات الداخلية في كل بلد فإن أي وسيلة إعلامية تأخذ على عاتقها أن تكون ضد الإرهاب قد تصبح نفسها وسيلة معاكسة إن لم تتطرق للأسباب والمعالجات، لأنه في النهاية هناك مجتمعات ترى في بعض جوانب الإرهاب ضرورة لتنبيه الأنظمة والقوى الخارجية، والإنسان البسيط المتعاطف مع هذه التنظيمات الإرهابية يرى ذلك حتى لو لم يكن هذا الإرهاب مفيدا للمجتمع.

وأضاف بدرخان "يجب أن نعترف بهذا الواقع... لكن الصحافة لم تنقل هذه الحقيقة عن المجتمع هي فقط تنقل كراهية الجهاز السياسي والأمني والفئة الاجتماعية للإرهاب وممثليه، وبالتالي الذين يتعاطفون مع الإرهاب ستكون ردة فعلهم على وسائل الإعلام التي تواجه الإرهاب سلبية".

غير أنه لفت إلى أن الإعلام يمكن أن يكون له دور فعال في مواجهة الإرهاب إذا كانت هناك عملية متكاملة، بحيث تعمل كل أجهزة الدولة في الوقت نفسه وفي الاتجاه عينه، أما أن تكون هناك فقط ضربات أمنية وقمع بدون تقدم على مستوى العدالة وبدون تحقيق اقتصاد أكثر انصافا للمجتمع، فلن يكون جهد الإعلام في التحريض ضد الإرهاب مجديا لأنه لن يجد تجاوبا من المجتمع.

وفيما يخص المسؤولية الإنسانية والاجتماعية لوسائل الإعلام في مواجهة الأزمات، تحدث مدير عام قناة (العرب) الإخبارية جمال خاشقجي قائلا إن مسؤولية الإعلام الأهم هي توفير الخبر بالحيادية اللازمة وما يتبقى من آراء تخص الكتاب يدلي فيها كل برأيه.

وذكر خاشقجي أن هناك اختلافا في تغطية وسائل الإعلام للأزمات في المنطقة، مشيرا إلى أنه في ظل ازدحام المعلومات من الصعب الإجابة بوصفة واحدة لمواجهة هذا الاختلاف، فالتلقي بات متاحا للجميع والتنافس صعب جدا لكن لا يملك أي صاحب رسالة إلا أن يستمر بطرق الأبواب حتى يجد الوسيلة التي تجعل المتلقي يصغي لها.

واتفق رويتن مع خاشقجي في أهمية التغطية المحايدة، موضحا أنه بالنسبة للأزمات الإنسانية الكبرى كأزمة اللاجئين والحروب وما تخلفه من كوارث فوسائل الإعلام لها دور كبير في التصدي لانعدام العدالة والتحيز، عليها أن تعرض مأساة هؤلاء بمصداقية وتجرد وأن توفر للجمهور الصورة الحقيقية.

أما توسو فرأى أن هذا يعتمد على نوع الوسيلة الإعلامية التي نتحدث عنها، واستشهد في هذا الصدد بتغطية وسائل الإعلام العالمية الكبرى لأزمة اللاجئين التي قال إنها لم تكن حدثا مهما في الصحافة الأمريكية لكنها كانت كذلك بالنسبة لأوروبا.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام الكبرى في تغطيتها لهذه الأزمة الإنسانية لم تطرح أسئلة مهمة من قبيل ما الذي يحدث في سوريا والعراق ومن المسؤول عن ذلك، وذهبت بدلا عن هذا إلى التساؤل عن كيفية التعاطي مع التدفق الكبير لهؤلاء اللاجئين إلى الشواطئ الأوروبية وأطرت الجدال من زاوية النظر للأمر ككارثة.

الصور

010020070790000000000000011101451352102751