تحقيق إخباري: "خان الخليلي" يعاني من تداعيات تراجع السياحة في مصر

04:33:22 23-03-2016 | Arabic. News. Cn

القاهرة 22 مارس 2016 (شينخوا) يشتكى مالكو محلات بيع الهدايا التذكارية في منطقة "خان الخليلي" السياحية الشهيرة بالقاهرة من ضعف كبير في حركة التسوق بعد أن تراجع وضع السياحة في البلاد.

ويعتبر "خان الخليلي" من أهم أسواق القاهرة القديمة، ويتمتع بجذب سياحي كبير بالنسبة للأجانب والعرب، لا سيما أنه يتميز بوجود بازارات ومحلات لبيع الهدايا التذكارية من مشغولات ذهبية وفضية ونحاسية وقطع فرعونية مقلدة بإتقان، وأشغال فنية يدوية وأكسسوارات.

وقال أحمد شاكر (42 عاما)، وهو بائع في محل "عالم الأحجار" لبيع الاكسسوارات، إن حركة التسوق في خان الخليلي أصبحت "ضعيفة للغاية" لأن وضع السياحة تراجع كثيرا.

وتعاني مصر من تراجع السياحة بعد أن قررت روسيا وبريطانيا وهما أكبر سوقين للسياح الوافدين للقاهرة، منع مواطنيهما من السفر إلى الأولى، إثر سقوط طائرة روسية في سيناء ومقتل جميع ركابها أواخر العام الماضي.

وزاد هذا القرار من أوجاع السياحة المصرية التي تئن منذ ثورة 25 يناير العام 2011، وما تلاها بعد عامين من ثورة أخرى أعقبها عمليات إرهابية غير مسبوقة.

وأضاف شاكر وهو أب لثلاثة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المحل الذي يعمل به مفتوح منذ أكثر من (35 عاما)، لكن حركة البيع قلت كثيرا بعد ثورة 25 يناير 2011.

ويعمل في هذا المحل بائعان آخران إلى جانب شاكر.

وتابع " قدوم السياح إلى خان الخليلي لم يعد كما في السابق، بل تراجع كثيرا بعد الثورة، وبالتالي أصبحت حركة البيع (تعبانة) ".

وأشار إلى أن خان الخليلي كان يمتلئ بورش تصنيع الهدايا التذكارية لأن حركة البيع والشراء كانت جيدة لكن منذ الثورة كل "الصنايعية"، وهم العمال الماهرين، سافروا إلى الخارج لا سيما إلى السعودية وليبيا.

لكن شاكر يتوقع أن تتحسن حركة التسوق في خان الخليلي خاصة أن مصر عادت للاستقرار مرة أخرى، بل أنها أكثر الدول العربية استقرارا في الوقت الحالي، حسب رأيه.

من جهته، وصف شوقى عبد الحليم (53 عاما) مالك محل لبيع الهدايا التذكارية، حركة البيع والشراء بأنها "متوسطة" من جانب المصريين، و "ضعيفة" من قبل الأجانب.

وقال عبدالحليم وهو أب لأربعة أولاد، إن " السياحة الداخلية بخان الخليلي معقولة أما الأجانب فحركتهم ضعيفة جدا خلافا لما كان قبل ثورة يناير ".

ورأى أن الوضع قبل الثورة "أفضل كثيرا"، ودخل المحل كان "جيدا جدا".

وفتح عبدالحليم محله منذ عشر سنوات، وكان يعمل به في السابق خمسة عمال، لكن الآن لا يوجد به سوى عاملين اثنين فقط بسبب "قلة الشغل".

ويبيع عبدالحليم حاليا هدايا مثل اكسسوارات ومنتجات نحاس، أغلبه "شغل يدوي" يجذب المصريين، وذلك بعد أن توقف عن عرض التماثيل وغيرها من الهدايا الموجودة في البازارات بسبب "ضعف السياحة".

ورأى عبد الحليم أن وضع السياحة تأثر سلبا بسبب الارهاب الذي تزايد بعد ثورة 30 يونيو 2013، واحتجاجات جماعة الإخوان المسلمين، وسقوط الطائرة الروسية في سيناء.

وتمنى عودة الأمان والاستقرار إلى مصر كما كان قبل ثورة يناير، حتى تعود السياحة الأجنبية مجددا.

أما عادل مصطفى (35 عاما) مالك محل لبيع البرديات فيقول إن " السياحة فى أسوأ حالاتها، ووزارة السياحة تعطينا وعود بتنشيطها لكن لا شئ يحدث، حتى السياحة العربية لا تظهر إلا فى شهر رمضان، ولا يوجد سائحين حاليا".

واعتبر مصطفى حركة البيع والشراء في خان الخليلي "ضعيفة جدا، وفى أدنى مستوياتها"، بينما كانت " قبل ثورة يناير كبيرة جدا".

ويبيع مصطفى ورق البردي، وورث مهنته عن والده، ويعمل معه أخوه وبائع في المحل المفتوح منذ (40 عاما).

وأشار إلى أن ضعف الإقبال دفعه إلى خفض الأسعار حتى أنه يبيع ورق البردي بأسعار مماثلة للتي يبيعها به للمصريين.

في حين، قال حسن عبدالله (55 عاما) مالك بازار إنه " بعد ثورة 25 يناير، وضع السياحة صفر، ولا يوجد عمل، أنا كنت أعمل كويس جدا قبل الثورة، والبازار كان دخله كويس".

ويعمل خمسة بائعين في بازار عبدالله، الذي يعرض منتجاته للسياح منذ أكثر من (30 عاما).

ودعا عبدالله الحكومة إلى إيجاد حل سريع لتنشيط السياحة، وقال بلهجة استنكارية " لو استمرينا بالشكل دا هقفل (البازار) واقعد فى البيت، لازم السياحة تعود بشكل كويس".

ويعد خان الخليلي من أعرق أسواق الشرق الأوسط، لاسيما أن عمره يزيد عن (600 عام)، أي منذ العصر المماليك.

وحسب بعض الروايات التاريخية، يحمل السوق لقب خان الخليلي نسبة إلى جاهركس الخليلي أحد سلاطين المماليك، الذي أسسه على أنقاض مقابر الخلفاء الفاطميين.

وكان خان الخليلي مصدر إلهام للعديد من الأدباء المصريين، أبرزهم نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل، الذي ألف إحدى رواياته التي تدور أحداثها في المنطقة وتحمل اسم "خان الخليلي"، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: "خان الخليلي" يعاني من تداعيات تراجع السياحة في مصر

新华社 | 2016-03-23 04:33:22

القاهرة 22 مارس 2016 (شينخوا) يشتكى مالكو محلات بيع الهدايا التذكارية في منطقة "خان الخليلي" السياحية الشهيرة بالقاهرة من ضعف كبير في حركة التسوق بعد أن تراجع وضع السياحة في البلاد.

ويعتبر "خان الخليلي" من أهم أسواق القاهرة القديمة، ويتمتع بجذب سياحي كبير بالنسبة للأجانب والعرب، لا سيما أنه يتميز بوجود بازارات ومحلات لبيع الهدايا التذكارية من مشغولات ذهبية وفضية ونحاسية وقطع فرعونية مقلدة بإتقان، وأشغال فنية يدوية وأكسسوارات.

وقال أحمد شاكر (42 عاما)، وهو بائع في محل "عالم الأحجار" لبيع الاكسسوارات، إن حركة التسوق في خان الخليلي أصبحت "ضعيفة للغاية" لأن وضع السياحة تراجع كثيرا.

وتعاني مصر من تراجع السياحة بعد أن قررت روسيا وبريطانيا وهما أكبر سوقين للسياح الوافدين للقاهرة، منع مواطنيهما من السفر إلى الأولى، إثر سقوط طائرة روسية في سيناء ومقتل جميع ركابها أواخر العام الماضي.

وزاد هذا القرار من أوجاع السياحة المصرية التي تئن منذ ثورة 25 يناير العام 2011، وما تلاها بعد عامين من ثورة أخرى أعقبها عمليات إرهابية غير مسبوقة.

وأضاف شاكر وهو أب لثلاثة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المحل الذي يعمل به مفتوح منذ أكثر من (35 عاما)، لكن حركة البيع قلت كثيرا بعد ثورة 25 يناير 2011.

ويعمل في هذا المحل بائعان آخران إلى جانب شاكر.

وتابع " قدوم السياح إلى خان الخليلي لم يعد كما في السابق، بل تراجع كثيرا بعد الثورة، وبالتالي أصبحت حركة البيع (تعبانة) ".

وأشار إلى أن خان الخليلي كان يمتلئ بورش تصنيع الهدايا التذكارية لأن حركة البيع والشراء كانت جيدة لكن منذ الثورة كل "الصنايعية"، وهم العمال الماهرين، سافروا إلى الخارج لا سيما إلى السعودية وليبيا.

لكن شاكر يتوقع أن تتحسن حركة التسوق في خان الخليلي خاصة أن مصر عادت للاستقرار مرة أخرى، بل أنها أكثر الدول العربية استقرارا في الوقت الحالي، حسب رأيه.

من جهته، وصف شوقى عبد الحليم (53 عاما) مالك محل لبيع الهدايا التذكارية، حركة البيع والشراء بأنها "متوسطة" من جانب المصريين، و "ضعيفة" من قبل الأجانب.

وقال عبدالحليم وهو أب لأربعة أولاد، إن " السياحة الداخلية بخان الخليلي معقولة أما الأجانب فحركتهم ضعيفة جدا خلافا لما كان قبل ثورة يناير ".

ورأى أن الوضع قبل الثورة "أفضل كثيرا"، ودخل المحل كان "جيدا جدا".

وفتح عبدالحليم محله منذ عشر سنوات، وكان يعمل به في السابق خمسة عمال، لكن الآن لا يوجد به سوى عاملين اثنين فقط بسبب "قلة الشغل".

ويبيع عبدالحليم حاليا هدايا مثل اكسسوارات ومنتجات نحاس، أغلبه "شغل يدوي" يجذب المصريين، وذلك بعد أن توقف عن عرض التماثيل وغيرها من الهدايا الموجودة في البازارات بسبب "ضعف السياحة".

ورأى عبد الحليم أن وضع السياحة تأثر سلبا بسبب الارهاب الذي تزايد بعد ثورة 30 يونيو 2013، واحتجاجات جماعة الإخوان المسلمين، وسقوط الطائرة الروسية في سيناء.

وتمنى عودة الأمان والاستقرار إلى مصر كما كان قبل ثورة يناير، حتى تعود السياحة الأجنبية مجددا.

أما عادل مصطفى (35 عاما) مالك محل لبيع البرديات فيقول إن " السياحة فى أسوأ حالاتها، ووزارة السياحة تعطينا وعود بتنشيطها لكن لا شئ يحدث، حتى السياحة العربية لا تظهر إلا فى شهر رمضان، ولا يوجد سائحين حاليا".

واعتبر مصطفى حركة البيع والشراء في خان الخليلي "ضعيفة جدا، وفى أدنى مستوياتها"، بينما كانت " قبل ثورة يناير كبيرة جدا".

ويبيع مصطفى ورق البردي، وورث مهنته عن والده، ويعمل معه أخوه وبائع في المحل المفتوح منذ (40 عاما).

وأشار إلى أن ضعف الإقبال دفعه إلى خفض الأسعار حتى أنه يبيع ورق البردي بأسعار مماثلة للتي يبيعها به للمصريين.

في حين، قال حسن عبدالله (55 عاما) مالك بازار إنه " بعد ثورة 25 يناير، وضع السياحة صفر، ولا يوجد عمل، أنا كنت أعمل كويس جدا قبل الثورة، والبازار كان دخله كويس".

ويعمل خمسة بائعين في بازار عبدالله، الذي يعرض منتجاته للسياح منذ أكثر من (30 عاما).

ودعا عبدالله الحكومة إلى إيجاد حل سريع لتنشيط السياحة، وقال بلهجة استنكارية " لو استمرينا بالشكل دا هقفل (البازار) واقعد فى البيت، لازم السياحة تعود بشكل كويس".

ويعد خان الخليلي من أعرق أسواق الشرق الأوسط، لاسيما أن عمره يزيد عن (600 عام)، أي منذ العصر المماليك.

وحسب بعض الروايات التاريخية، يحمل السوق لقب خان الخليلي نسبة إلى جاهركس الخليلي أحد سلاطين المماليك، الذي أسسه على أنقاض مقابر الخلفاء الفاطميين.

وكان خان الخليلي مصدر إلهام للعديد من الأدباء المصريين، أبرزهم نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل، الذي ألف إحدى رواياته التي تدور أحداثها في المنطقة وتحمل اسم "خان الخليلي"، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي.

الصور

010020070790000000000000011101441352137621