انعقدت المحادثات بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره التشيكي ميلوس زيمان في مقر مكتب الرئاسة التشيكية.(شينخوا/جيوي بنغ)
براغ 30 مارس 2016 (شينخوا) شهدت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ من الاثنين إلى اليوم (الأربعاء) واستغرقت 49 ساعة لجمهورية التشيك توقيع البلدين على سلسلة من الاتفاقات تتراوح من رفع العلاقات الثنائية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي.
والزيارة التاريخية لشي هي الأولى لرئيس دولة من الصين إلى جمهورية التشيك منذ 67 عاما وبدأت الزيارة باجتماع ودي في المقر الصيفي للرئيس التشيكي واختتمت باحتساء الجعة في مكتبة رائعة من العصور الوسطى تطل على براغ.
اتفاق على تحديث العلاقات
أحد أهم إنجازات زيارة شي لجمهورية التشيك هي اتفاق جمهورية التشيك والصين على رفع العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية في خطوة هامة تؤسس "اتجاها سياسيا واضحا" لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال اجتماعه مع زيمان قال الرئيس الصيني إن البلدين شهدتا تفاعلات رفيعة المستوى أوثق ومزيدا من التعاون العملي ومزيدا من التبادلات المتكررة بين الشعبين في السنوات الأخيرة مما دفع العلاقة إلى "فترة نمو لم يسبق لها مثيل من حيث السرعة والنتائج."
وعلاوة على رفع العلاقات الثنائية اتفق الجانبان أيضا على تعزيز التعاون في مجالات مثل القدرة الإنتاجية والمالية والطاقة النووية والتجارة الإلكترونية والاتصالات وحماية البيئة.
علاوة على ذلك لم تكن كل زيارة الرئيس عن السياسة إذ لعبت الأشياء الجانبية الهامة والودية دورا كبيرا.
والتقى الرئيس الصيني وهو مشجع متحمس للرياضة مع لاعبي كرة القدم ولاعبي الهوكي الجليدي من البلدين. وشاهد مع زيمان عرض لكورس التشيك وهو يؤدي رائعة لبيدريتش سميتانا المعروف بأبي الموسيقى التشيكية.
شتلة للصداقة
وجاءت لحظة أخرى هامة في الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام عندما قام شي وزيمان بزراعة شتلة شجرة جنكة الصينية التي جاءت هدية من الصين لجمهورية التشيك في قصر لاني مقر الإقامة الصيفي الرسمي للرئيس التشيكي خارج براغ.
وقال شي إن شتلة الجنكة هذه رمز للصداقة طويلة الأمد في الثقافة الصينية وتدل على العلاقات الودية بين البلدين.
وخلال زيارة زيمان للصين في 2014 قدم الرئيس التشيكي لشي شتلة شجرة تفاح التي ترمز إلى التعاون في بلاده.
ويسلط تبادل الهدايا الرمزية الضوء على الصلة بين شي وزيمان الذي استقبله الرئيس الصيني بحرارة في بكين عندما حضر العرض العسكري الصيني في عيد النصر في 13 سبتمبر 2015.
وفي هذه المرة عندما بات زيمان المضيف استقبل شي بكل الحفاوة اللازمة. وارسل الجانب التشيكي طائرتين مقاتلتين لمرافقة طائرة شي عندما دخلت المجال الجوي التشيكي يوم الاثنين الماضي وأقام زيمان مراسم استقبال كبيرة في قلعة براغ الشهيرة مقر رئاسة التشيك.
وخلال المراسم تحدث ضابط من حرس الشرف باللغة الصينية لدعوة شي إلى تفقد الحرس وتحدث شي في المقابل باللغة التشيكية ليشكر حرس الشرف بعدما انتهى من تفقده.
وقالت سوزانا ستيتشوفا المراسلة بوكالة الأنباء التشيكية ((بليسك نيوز)) إن اجتماع شي وزيمان في قصر لاني ليل الاثنين هو الأول الذي يقوم به زيمان مع رئيس دولة أجنبي في مقر الرئاسة الصيفي وإن هذا الوضع غير الرسمي يشير إلى أن الزعيمين على علاقة جيدة جدا.
مفتاح لبراغ
وجاءت لحظة رمزية أخرى في زيارة شي يوم الثلاثاء عندما قدمت رئيسة بلدية براغ أدريانا كرناكوفا للرئيس الصيني مفتاحا لمدينة براغ خلال مراسم في قصر لينتشنستين.
وزار شي الدولة الواقعة في وسط وشرق أوروبا بحثا عن شريك في بناء مبادرة الحزام والطريق ونقطة محورية في التعاون السريع مع الاتحاد الأوروبي ومنطقة وسط وشرق أوروبا. وفي الحالتين حقق شي ما يصبو إليه وعثر على مفتاح تحقيق المهمتين.
وخلال المحادثات مع زيمان أكد شي مجددا على موقف الصين الدائم الداعم لتكامل أوروبا وقال إن الصين سعيدة برؤية الاتحاد الأوروبي ينعم بالرخاء والوحدة والاستقرار وتقف مستعدة للعمل مع أعضاء الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الأخرى من أجل إحلال السلام وتحقيق التنمية في العالم.
وفي إشارة إلى الصين "كشريك اقتصادي رئيسي" للاتحاد الأوروبي، قال زيمان إن بلاده تلتزم بأن تصبح بوابة للصين إلى الاتحاد الأوروبي ومحورا للنقل واللوجستيات والمالية في تجارة الصين مع الاتحاد الأوروبي من خلال التعاون مع الصين في تعميق الثقة المتبادلة والقيام بدور بناء في دفع التعاون بين الصين ومنطقة وسط وشرق أوروبا.
وفي معرض الترويج لمبادرة الحزام والطريق خلال الزيارة قال شي إن جمهورية التشيك دولة هامة على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وان لديها مع الصين فرصة هائلة للتنمية.
ورددت الدعوة زيمان ورئيس وزراء التشيك بوهوسلاف سوبوتكا واتفق البلدان على تعزيز التعاون في المبادرة الصينية للحزام والطريق واستراتيجيات التنمية التشيكية والعمل معا لوضع خطة تعاون بين البلدين.
مائدة الأعمال المستديرة
والاتفاقات التجارية كعهدها دائما أحد أبرز عناصر زيارات الزعماء الصينيين للدول الخارجية.
على مائدة الأعمال المستديرة شهد شي وزيمان توقيع سلسلة من الاتفاقات بين الشركات الصينية والتشيكية في مجالات متنوعة من السيارات إلى المالية والطاقة والملاحة الجوية وتطوير البنية التحتية.
وقال تشن تشيو تو رئيس شركة الطاقة الصينية (سي إي إف سي) المحدودة إن الشركات من الجانبين قامت بخطوات واسعة لدفع التعاون في مختلف المجالات وإن مجتمع الأعمال بات جزءا لا يتجزأ من تعزيز مبادرة الحزام والطريق.
وقال تشن إن الجهود المشتركة لرئيسي البلدين مهدت الطريق لانتعاش الأعمال بين جمهورية التشيك والصين.
ولسنوات كثيرة على التوالي ظلت الصين أكبر شريك تجاري لجمهورية التشيك خارج الاتحاد الأوروبي وظلت جمهورية التشيك ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة وسط وشرق أوروبا. وفي عام 2015 تجاوزت التجارة الثنائية 11 مليار دولار.
وقال زيمان "نشعر بالفخر الشديد للإنجازات الاقتصادية والتجارية مع الصين."
وبعد ختام زيارة الدولة غادر شي براغ اليوم متوجها إلى الولايات المتحدة لحضور قمة الأمن النووي الرابعة التي تعقد في واشنطن العاصمة يومي 31 مارس والأول من ابريل.