واشنطن 30 مارس 2016 (شينخوا) وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأربعاء لحضور القمة الرابعة للأمن النووي في علامة على التزام الصين الثابت ونهجها البناء لصون المواد المشعة حول العالم.
ومن المقرر أن يلقى شي، الذي حضر القمة الثالثة للأمن النووي أيضا في لاهاى عام 2014، خطابا في افتتاح الجلسة الكاملة يوم الجمعة، لشرح سياسة بكين حول الأمن النووي، واستعراض إجراءاتها الجديدة وانجازاتها في هذا المجال، فضلا عن طرح مجموعة من المقترحات العملية بشأن دفع تعزيز الأمن النووي العالمي.
ومن المتوقع أن يجتمع شي على هامش القمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس في أول لقاء بينهما هذا العام لدفع العلاقات الصينية- الأمريكية ، إحدى أهم العلاقات الثنائية في العالم، ويتبادل مع زعماء الدول الآخرين وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما سيشارك في اجتماع القادة بشأن القضية النووية الإيرانية ضمن إطار العمل السداسي المعروف بمجموعة 5+1، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي-- بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة-- بالاضافة الى ألمانيا، والتي توصلت الى اتفاق تاريخي مع إيران في يوليو الماضي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وسيحضر قمة الأمن النووي، الحدث الذي يعقد مرة كل سنتين بمبادرة من أوباما، في العام الجاري زعماء ومبعوثون من 52 دولة و4 منظمات دولية. وسيركزون على دفع التحسينات الملموسة في سلوك الأمن النووي، وتعزيز هيكل الأمن النووي العالمي، وفقا لما ذكره الموقع الرسمي لقمة 2016.
وقد تحقق تقدم كبير منذ إنعقاد القمة الأولي للأمن النووي في واشنطن عام 2010. لكن، بالنظر إلى التطور السريع في الصناعة النووية وتزايد نشاط المجموعات الإرهابية حول العالم، أصبح الإرهاب النووي يفرض تهديدا كبيرا للأمن العالمي على نحو متزايد.
وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضى، قال نائب وزير الخارجية الصيني لي باو دونغ إن بكين تأمل أن تواصل القمة تعزيز التوافق الدولي بشأن الأمن النووي ودفع بناء القدرة الوطنية، وتعزيز التعاون الدولي، وتبني ثقافة عالمية للأمن النووي.
وأضاف لي أن الصين ستعمل مع جميع الأطراف المعنية لضمان نجاح قمة واشنطن وإقامة نظام دولي للأمن النووي يتميز بالنزاهة ونتائج التعاون المربح للجميع.
وأصبح التعاون في الأمن النووي نقطة مضيئة في التفاعل الصيني-الأمريكي. وفي 18 مارس، افتتح مسؤولون كبار من الجانبين مركز الامتياز بشأن الأمن النووي في جنوب غربي بكين.
ويعد المركز، وهو الأكبر والأكثر تجهيزا وتقدما في التبادلات والتدريب بشأن الأمن النووي في منطقة آسيا والباسيفيك، أكبر مشروع تعاون يمول ويقام بشكل مشترك من قبل الحكومتين الصينية والأمريكية في المجال النووي. ويعد ثمرة مهمة لآلية قمة الأمن النووي.
وفي تعليقها على المركز في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء ، أشادت لورا هولغيت، المساعدة الخاصة لأوباما وكبيرة مديرى مجلس الأمن القومى، بالمشروع وكذا ريادة الصين في مجال الأمن النووي.
وقالت " نحن متحمسون جدا بأن القيادة الصينية بدأت فى الظهور فى مجال الأمن النووى، ليس فقط فى إدارة المادة الخاصة بها، ولكن في إقامة منصة للتعاون إقليميا ودوليا من خلال مركز الامتياز الذي تم إقامته".
وفي اجتماع مع وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي في فبراير، قال أوباما إن العلاقات الصينية-الأمريكية مهمة جدا ويتعين على الجانبين الحفاظ على الاتصال والتنسيق، وأشار الى أنه يتطلع الى حضور شي قمة الأمن النووي القادمة.
ووصل الرئيس الصيني واشنطن قادما من براغ بعد زيارة استغرقت 3 أيام لجمهورية التشيك، كانت أول زيارة لزعيم صيني للدولة خلال 67 عام منذ إقامة البلدين العلاقات الدبلوماسية.